اکد السید فضل الله خلال محاضرة فی مسجد الحسنین فی حارة حریک عن معانی عاشوراء، أن "قیمة عاشوراء لا تقاس بحجم الدموع التی تذرف، بل بالتفاعل مع الحسین، والتزام منظومة القیم والمبادئ التی انطلق للدفاع عنها".
وقال: "لقد استطاع الحسین علیه السلام أن یحقق هدفه، وهو إیقاظ الناس، فهو لم یوقظ المسلمین فقط بل کان مدرسة وقدوة لکل الثائرین. ویبقى علینا، نحن جمهور الحسین ونحن فی مجلسه، أن نعی مسؤولیتنا فی أن نکون معنیین بالواقع السیاسی. بسیاسات الحاکم. أن نتابع الحاکم، أن نراقبه، أن نحاسبه، وأن نعتبر أن ذلک من الدین، وأنه جزء من مسؤولیتنا أمام الله أولا، وأمام الناس ثانیا، أن لا نؤید ظالما ولا فاسدا ولا مفسدا ولو بشطر کلمة، وأن لا نضعه فی الصدارة، فلا بد من أن یرى الفاسدون والظالمون استنکارا لظلمهم وفسادهم باللسان وبالید، وعلى الأقل بالقلب".
وحذر من أن "نخدع بالذین یتفننون بدغدغة مشاعرنا بعناوین وطنیة وقومیة، أو بالعناوین الطائفیة والمذهبیة، لنقبل بهم ونلتحق بمشاریعهم، أو لنحفظ مواقعهم إذا هددها الآخرون".
وأضاف: "إن بعض الناس قد یبررون للظالم ظلمه وللفاسد فساده، بحجة أنه وقف هذا الموقف الحق أو ذاک. إن علینا أن نثمن موقفه المحق هذا أو ذاک. ولکن علینا أن لا نبرر له ظلمه وفساده، لأن لکل موقف حسابه، ولأنه لا یجوز لنا أن ندین من یکیل بمکیالین، فیما نحن نکیل بمکیالین مثله".
وتابع: "لا بد لجمهور الحسین من أن یتقدم الساحات فی وجه الذین یعیثون فی البلد فسادا، أو یستأثرون بالمال العام لمصالحهم الخاصة، أو یعبثون بمتطلبات الناس وحاجاتهم، حتى لا یسمحوا للمتسلقین على الآم الشعب وجراحاته بأن یصلوا أو یحققوا أهدافهم على أکتافنا جمیعا. والحدیث عن الظلم والفساد لا یحصره الحسین فی إطار الفساد المالی أو السیاسی، فقد أکد الإمام(ع) مواجهة الفساد الفکری عندما تحدث عن الذین یحرمون حلال الله ویحلون حرامه".
اضاف:"وهنا نقول لکل هؤلاء الذین یسیئون إلى الإسلام ویشوهون صورة أهل البیت من خلال مغالاتهم أو عدم تقدیمهم بالصورة المشرقة التی کانوا علیها. إنکم تطعنون الإسلام فی الصمیم، إنکم تطعنون الحسین مجددا، لأن طعن الحسین لیس فی الجسد فقط، بل فی تشویهکم المبادئ التی أطلقها واستشهد لأجلها".
وأکد أن "إخلاصنا للحسین لن یکون حقیقیا إلا عندما یکون صوتنا مسخرا للحق، نطلقه فی وجه ظالم جائر ومستبیح لأموال الناس ومقدراتهم ومصادر لمستقبلهم، أو فی وجه عالم یشرع الضلال والکفر والانحراف بعنوان الإسلام".