اشار سماحة العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا ، الى انه "ما تزال القضایا الداخلیة المعیشیة والبیئیة والسیاسیة تتصدر المشهد العام فی البلاد. فلقد وصلت النخبة السیاسیة بهذا الشعب إلى الحضیض ، وصار یتخبط بقضیة النفایات التی راحت تملأ الشوارع والساحات بصورة تعکس المستوى المتردی لهذه السلطة" .
وسأل "إلى أین نحن ذاهبون؟ إذا کانت قضیة کقضیة النفایات لا تعالج إلا بالصفقات والسمسرات والتوزیع الطائفی؟ ألیس من المعیب أن یُتاجر بدم اللبنانیین مرة ، وبکرامة اللبنانیین مرة ، حتى صارت السرقة موهبة ، والکذب طریقة ، والتحریض المذهبی الطائفی فناً".
اضاف "ألا یستحق اللبنانیون بعد کل هذه الحروب والمحن والآلام والتدمیر النفسی والتقسیم الاجتماعی أن یکون لهم طبقة من المسؤولین یعملون بالحق والعدل والضمیر ویقومون بشرف خدمتهم على أکمل وجه ."
وتابع الشیخ النابلسی "لماذا أصبح المنصب النیابی والوزاری والرئاسی مرادفاً للغنى، فهل وُضعت المناصب لخدمة المواطنین أم لجنی الأموال؟. ولکن یبدو أن لا أحد یسمع ولا أحد یرى ما یعانیه المواطن اللبنانی فی عیشه فلا ینتهی من أزمة حتى یجد أمامه أزمة أخرى ، فهل المطلوب أن یعیش اللبنانی فی وطن فیه سلم وکرامة وحریة أم فی منطقة تشبه نار الجحیم" .
وصرح"کلنا یطالب ویناشد ویندد، ولکن ما عادت کل هذه الأمور تنفع. نحن أمام خطر حقیقی إذا لم یتم إعادة بناء الثقة بهذه الدولة من خلال منهج جدید فی السیاسة والعمل والأخلاق ، وإلا فإن الأوضاع التی تتحرک من حولنا لن ترحم لا أرضاً ولا بشراً ، وحینئذٍ یدعو الناس من یساعدهم وینقذهم ولکن لیس معلوماً أن أحداً فی هذا العالم بات قادراً على المساعدة والإنقاذ".