أفاد مراسل وکالة رسا أن الأمین العام لحرم السیدة المعصومة حجة الإسلام والمسلمین السید محمد السعیدی أشار الیوم خلال خطبتی صلاة الجمعة التی أقیمت فی مقام السیدة المعصومة (سلام الله علیها) إلى السذّج الذین یظنون أن إسلامهم یخدم الله ورسوله، قائلا إنه "إذا یؤمن أحد، علیه أن یعرف أن الله ورسوله یمنون علیه لإسلامه وهدایته إلى الصراط القویم".
وأضاف أن فی الوقت الراهن هناک من اسلموا من دون دلیل ویترکوا الإسلام فی الظروف الحساسة وعندما لا یلبی الإسلام حاجاتهم، کما أن هناک من یعتبر نفسه ثوریا لدفع الأضرار والحصول على المنافع، لکن عندما لا یبلغوا أهدافهم ویجدوا مصالحهم فی الابتعاد عن الثورة یرغبوا عن الثورة وهذا ما یدل على عدم التدین".
وأشار إمام الجمعة فی الخطبة الثانیة إلى یوم "قوات تعبئة الطلاب" وذکرى استشهاد الشهید حسین فهمیدة، وقال إن "هذا الشهید أثبت مظلومیة الثورة الإسلامیة من خلال تضحیاته، کما نبجّل یوم استشهاد آیة الله قاضی طباطبایی ".
وأردف أن یوم 13 آبان سنة 1343 هو یوم تم فیه نفی الإمام الخمینی إلى ترکیا بسبب احتجاجه على قانون الحصانة القضائیة کما أنه الیوم الذی ارتکب فیه أزلام نظام الشاه جریمة بمقتل طلاب المدارس والجامعات فی سنة 1357ش.
ونوه حجة الإسلام والمسلمین سعیدی إلى أن یوم 13 آبان یوم السیطرة على وکر التجسس من قبل طلاب الجامعات من أتباع خط الإمام الخمینی، قائلا إنه "لقد عبّر الإمام الخمینی عن هذه الحرکة بالثورة الثانیة وتجمتع هذه المناسبات الثلاثة التی وقعت فی 13 آبان فی محاربة الاستکبار العالمی المتمثل فی أمریکا".
وبین أنه "نظرا إلى الوضع الراهن ینبغی أن نعظم هذا الیوم کیوم وطنی وعلینا أن ننقل معنویات الشعب الإیرانی فی معارضة الاستکبار إلى العالم لیعلموا أن نهج الثورة لا زال قائما والشعب الایرانی حی وهو یمقت أمریکا".
وأضاف أنه "یجب أن نعظم هذا الیوم کما نعظم یوم انتصار الثورة الإسلامیة ویوم القدس العالمی، لأن من مبادیء الثورة الإسلامیة هو محاربة الاستکبار وأمریکا تتوخى تنفیذ خطة اختراق الثورة الاسلامیة".
وقال خطیب صلاة الجمعة إن " من منظار قائد الثورة الإسلامیة، التغلغل هو الخطة الرئیسة للعدو والتهدید الکبیر، والذین یریدون نفوذ أمریکا فی البلد والمنطقة یستخدمون أسالیب شتى منها تقدیم الشیطان الأکبر إلى العالم کملک منجی وتنصیع وجه الشیطان الأکبر وهو أسوء من إبلیس".
واعتبر حجة الإسلام سعیدی أن توجیه المراکز الثقافیة وفرض ثقافة الاستکبار على الشعب والنخب کتقدیس مصطلحات مثل الارهاب وحقوق الانسان والدیمقراطیة من الخطط الأخرى للعدو، وقال إن "من مخططات العدو الأخرى هو سلب الاعتبار عن السیاسة والدبلوماسیة، هذا و سیاستنا ودبلوماسیتنا من جهة والدین والمعتقدات من جهة أخرى أمران متشابکان".
وأعلن أن "من طرق نفوذ أمریکا هو الإیحاء بتجاوز مرحلة الثورة ویتطلب هذا الأمر الالتحاق إلى الاتحاد العالمی المکون من أمریکا وبعض الدول المستکبرة، إن أمریکا فقدت توازنها الفکری والنفسی بدعم الثورة الإسلامیة من الثوار وحرکات المقاومة الإسلامیة فی المنطقة".
وأشار حجة الإسلام والمسلمین سعیدی إلى الوضع الأمریکی فی المنطقة وذکر أن المقاومة جعلت أمریکا تعیش الغموض السیاسی والأمنی ولذلک لا تستطیع أن تعدّ خیارات واضحة لمستقبل الأزمات الراهنة، معلنا أنه "ثبت عجز أمریکا فی حل مشاکل المنطقة رغم المبالغ الباهضة التی خسرتها".
وتابع أن "التقدم المتزاید فی الجمهوریة الإسلامیة ونمو قدرة الردع فیها أدى إلى انخفاض التهدید الأمریکی باستعمال الخیار العسکری ولم یعد أحد یرى أن أمریکا هی القدرة التی لا تنهزم وهذه خسارة کبیرة لبلد استکباری کأمریکا".
وأشار الأمین العام لحرم السیدة المعصومة إلى أوضاع الجمهوریة الإسلامیة فی المنطقة، بقوله إن "تطورات الجمهوریة الإسلامیة على الصعید العلمی والتکنولوجی، وإزدیاد القدرة الإیرانیة فی المنطقة ودعم الحرکات المقاومة، والقوة العسکریة رغم العقوبات والتهدیدات، وتکوین ائتلاف غیر رسمی بین البلدان الهامة فی المنطقة بالادارة الإیرانیة، وایجاد حرکة المقاومة الرصینة بزعامة إیران من الأمور التی تبرهن على الوضع المطلوب لایران فی المنطقة".
وذکر أن "أنصار محورالمقاومة فی إزدیاد وأنصار الاستکبار فی المنطقة کالسعودیة تزداد ذلة وضعفا یوما بعد یوم"، مضیفا إن "استراتیجیة أمریکا فی الوقت الراهن وفی منطقة غرب آسیا هو الحرب بالوکالة ومنها قتل الشعب الیمنی ودعم الحرکات التکفیریة وداعش والسعی إلى تغییر الدیموغرافیة السیاسیة للمنطقة وتقسیم البلدان من خلال نشوب الحروب القومیة وإدارة المجموعات التکفیریة".
واعتبر إمام جمعة قم أن الضغط على الدول المستقلة فی المنطقة کإیران من أهم استراتیجیات أمریکا، مبینا أننا " نحذر بأن أمریکا تتوخى تغییر أسس الثورة الإسلامیة وتغییر قیم الشعب الإیرانی من خلال مجموعة ساذجة ومغفلة وسطحیة".
وأضاف أن "الشعب والقائد الحکیم سیصد طرق التغلغل الثقافی والسیاسی لأمریکا بدرایة وحکمة، إن استراتیجیة الجمهوریة الإسلامیة هی حفظ ونمو القدرة الرادعة تجاه العدو ومنها الإعلان الرسمی عن القاعدة الصاروخیة لأول مرة".
وبین حجة الإسلام والمسلمین سعیدی أن حفظ الاتحاد والتضامن الداخلی أمام الاستبکار سیما أمریکا أمر فی غایة الأهمیة، قائلا إنه "مع الأسف یفسر البعض الاتحاد بالتنازل تجاه أمریکا، لکن علیهم أن یعرفوا أن هذا الأمر متابعة نوایا العدو" مضیفا أن "ایجاد نظام جدید فی المنطقة بزعامة محور المقاومة والاسلام الأصیل هو من استراتیجات إیران الأخرى".
وأردف أن "الاستراتیجیة الرابعة لإیران هی الحرکة نحو زوال وانهیار الکیان الصهیونی، ومن استراتیجیاتها الأخرى هی منع أمریکا من اختراق إیران الإسلامیة وإدارة العلاقات مع بلدان المنطقة مع حفظ العزة والمصلحة والحکمة والسعی وراء استتباب الهدوء ومواجهة الاستقطابات الأمریکیة".
وأشار حجة الإسلام والمسلمین سعیدی إلى أن أمریکا لا ترید خیرا للإسلام والأمة الإسلامیة، معلنا أن "کل طریق ینتهی إلى أمریکا فهو طریق مغلق ولا جدوى فیه، إن تطور الشعب الإیرانی وعزته وحلحلة المشاکل الاقتصادیة رهین بالاستقلال الفکری والثقة بالنفس والعمل وفق القیم الإسلامیة وتقدیم برنامج شامل لتطبیق الاقتصاد المقاوم".