03 November 2015 - 16:40
رمز الخبر: 11517
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا ـ أکد آیة الله عیسى قاسم فی بیان أصدره حول مس الشعائر الحسینیة والمظاهر العاشورائیة إن "عاشوراء لا تقبل المحو کما هو الدین الحق الذی کانت من أجله حیث یستحیل على أهل الأرض من المعادین له أن یقضوا علیه".
اية الله الشيخ عيسى قاسم


ذکر آیة الله عیسى قاسم فی بیان أصدره حول مس الشعائر الحسینیة والمظاهر العاشورائیة أنه "ستبقى السیاسات الدنیویة التی تعادی وعی الأمة ویقظتها وانتصارها لقیم الحق والعدل وهی قیم دینها وتطالب بحریتها وحقوقها مستمرة فی محاولاتها الیائسة ولو للتقلیل من وهج عاشوراء وفاعلیتها الإیجابیة العمیقة".


نص البیان کما یلی:


بسم الله الرَّحمان الرَّحیم
الحسین (ع) باق، وکربلاء مستمرة


محرَّم الإمام الحسین علیه السلام لیس داخلاً فی ذهن أحد من العلماء أن یکون للفتن، ولا للاضطرابات السیاسیة والأمنیة، ولا تمزیق الوحدة الوطنیة، أو الإضرار بممتلکات عامة أو خاصة، وهو على مستوى الممارسة من جماهیره بعیدٌ کلّ البعد عن هذا الاتجاه، وکذلک هم خطباؤه، وإدارات حسینیّاته، وروادیده، ومواکبه، ومختلف فعّالیاته.


وعاشوراء بطبیعتها ولو اقتصر إحیاؤها على ذکر ما ثبت من کلمات الإمام الحسین علیه السلام ومواقفه وتضحیاته وکذا ما کان من أصحابه، ثم ما جاء على لسان أعدائه وأیدیهم لأمدّ الأجیال بالوعی والیقظة فی کل الجوانب ومنها جوانب الصراع فی مختلف الأزمان، واختلاف الأمة، والنزاعات بین الحکومات والشعوب، وزوّد أبناء الأمة بروح العزیمة، والإرادة التی لا تقرّ الظلم ولا تصبر علیه.


وهذا ما یعنی بالضبط أن عاشوراء بلا وعی، ولا إرادة إیمانیّة حرّة، ولا إسلام حیّ، ولا إیقاظ للأمة، ولا دفع لها على طریق الحق ومناصرته، ومدافعة الباطل ومقاومته لا وجود لها.


وإرادة ألّا یکون لعاشوراء هذا المردود إرادة ألّا تُحیا عاشوراء، ولا تکون ولا تذکر على الإطلاق.


أمّا إرادة أن تکون عاشوراء لعون ظالم على مظلوم؛ ولتبریر سیاسة الظلم، وإقرار الفساد فهو مما یتناقض تماماً مع طبیعتها وإمامها وهدفها وعقلیتها وتضحیاتها ومبدئیتها الإیمانیة الناصعة، وهو ما یعنی خیانة کبرى لأمانتها لا یقدم علیها إلّا من باع دینه بدنیاه وقدّم رضا المخلوق على الخالق، وطاعته على طاعته.


والمؤمنون بعاشوراء العارفون بقیمتها لا یقبلون أبداً أن ینسوها، أو یسمحوا لأحد أن یستغلها الاستغلال السیء الذی ینحرف بها عمّا کانت له بکل تضحیاتها من خدمة الدین، ورضا الخالق.


وعاشوراء لا تقبل المحو کما هو الدین الحق الذی کانت من أجله حیث یستحیل على أهل الأرض من المعادین له أن یقضوا علیه.


فهناک أمنیتان لو تمناهما أحد، أو تمنى إحداهما کان علیه أن ییأس من تحقق أمنیته: القضاء على عاشوراء، وتضحیة عشّاقها بها تحت الضغط، وتراجعهم عن إحیائها لضخامة التضحیات. فمحو عاشوراء مستحیل بما کتب الله للحق أن یبقى ویظهر، وبما علیه المؤمنون من معرفة لقیمة عاشوراء، وإصرار على إحیائها ولو بأغلى الأثمان.


وقد أثبتت تجارب التاریخ ومحاولات طمس ذِکرِ عاشوراء، والإمام الحسین علیه السلام أن ذلک وبرغم قسوته وصعوبة مواجهته قد باء بالفشل ولیس هذا فحسب بل زاد من شدة الالتفاف بقضیة الإمام الحسین علیه السلام، وضاعف من التضحیات من أجلها.


وما قَهرت السیاسة الظالمة المؤمنین بالحسین علیه السلام وثورته عن إحیائها الإحیاء العام أو زیارة قبره الشریف یوماً إلا عاد ذلک بصورة أقوى وأشدّ وأوسع وأوعى، ولیس بموقف صدّام حسین من هذه القضیة وما جاء من رد فعل الأمة بعده ببعید عن ذاکرة الجمیع، وقد سبقته مواقف قبله مثل موقفه فاشلة خائبة.


وستبقى السیاسات الدنیویة التی تعادی وعی الأمة ویقظتها وانتصارها لقیم الحق والعدل وهی قیم دینها وتطالب بحریتها وحقوقها مستمرة فی محاولاتها الیائسة ولو للتقلیل من وهج عاشوراء وفاعلیتها الإیجابیة العمیقة فی عقول أبناء الأمة ونفوسها وإرادتها وستبرهن فی کلّ مرة على فشلها، وستبقى کربلاء المشعة، وسیبقى المؤمنون على وفائهم لها.


ونسأل الله الکریم العزّ لدینه وللمؤمنین والخیر والأمان والحفظ والسلامة لوحدة المسلمین .


عیسى أحمد قاسم
19 محرَّم الحرام 1437هـ
الإثنین 2 نوفمبر 2015

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.