رأى المفتی الجعفری الممتاز الشیخ أحمد قبلان أن "السلطات والسیاسیین عندنا ینفقون مما عندهم فیقولون شراً وینفقون شراً ولا یقاربون الخیر إلا إذا کان سیرتد علیهم وریعه سیکون إلى جیبوهم بالکامل"، معتبراً أن "هذا هو المشهد الذی یختزل الواقع اللبنانی، ویبیّن بوضوح تام الصورة الفعلیة والحقیقیة لکل هذه الطبقة السیاسیة التی أتخمت البلاد والعباد بالفساد والنفایات وبکل ما تحمله وتعنیه کلمة تدمیر الدولة التی لم تسلم من معول أحد، إذ کلهم تجرأوا علیها وتناولوها بأقبح الأفاعیل من دون حیاء، وراحوا یتناوبون على ضرب وتخریب مؤسساتها".
ودعا الشیخ قبلان، خلال مغادرته بیروت متوجها إلى العراق، الجمیع إلى استشعار المخاطر والتنبه الشدید لما هو آت "وذلک بأخذ أقصى درجات الحیطة وبذل کافة الجهود للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات وتفعیل ما أمکن من عملها بما یؤمّن تسییر الحد الأدنى لشؤون البلاد والعباد"، مشیراً إلى أنه "لن یکون هناک حلول فی لبنان فی المدى المنظور، وکل ما نعیشه هو مجرد حالات تخدیریة ووعود معسولة، لأن من یعد لا قدرة له على الوفاء، ولا إمکانیة لدیه حتى یقرر، فالقرار مسلوب وهم دمى لا تتحرک إلا بإشراف من صمّمها وصنّعها".
کما أکد "على دعوة رئیس مجلس النواب نبیه بری لتشریع الضرورة ومع الحفاظ على هذه الحکومة، رغم قصورها وتقصیرها، لأن البدیل هو الانهیار الشامل، وعلى من یعرقل ویعطّل أن یدرک بأن ما یقوم به سیکون له تداعیات وانهیارات کبرى، سیاسیاً واجتماعیاً واقتصادیاً وأمنیاً"، مطالباً "الجمیع بأن یکونوا على قدر کبیر من المسؤولیة، وبأن یخرجوا من کل هذه العناوین والحسابات الطائفیة والمذهبیة والمناطقیة الضیّقة، وبأن یسارعوا إلى لملمة الأوضاع وضبط إیقاعاتهم السیاسیة على أوتار وطنیة هادفة إلى بناء وطن وقیام دولة إذا قالت فعلت".