14 November 2015 - 19:04
رمز الخبر: 11707
پ
رسا - أکد شیخ الأزهر الشیخ أحمد الطیب ، أن الدین قادر على أن یُنشئ من الحضارات الإنسانیة مالم تستطیعه أی فلسفات أخرى وأن الدین هو الذی بعث فی الحضارة نهضة مدهشة، وأثار علوما ومعارف لا تزال سرا من الأسرار.
الشيخ الطيب

 

 

 

قال فی افتتاح مؤتمر رؤیة الأئمة فی تجدید الخطاب الدینی وتفکیک الفکر المتطرف الذی ینعقد حالیا فی مصر یومی 14 و15 نوفمبر الجاری:" إن الدین کان هو الفاعل والمحرک للحضارة المصریة، ولا أشک لحظة أن النزاعات الدینی العمیقة فی الحضارة الفرعونیة هی بقایا بصمات من رسالات إلهیة على تلک الحضارة.

 

أضاف أن العلاقة بین الدین والحضارة فی الإسلام أکثر وضوحا، حیث تصالحت فی شریعته السمحة ثنائیات طالما استعصت على الحل فی أکثر العقائد والفلسفات التی سادت الإسلام قبله وبعده.

 

ولفت إلى أن التراجع الحضاری الذی وقع فیه المسلمون بسبب عدم استلهامهم نصوص الوحی استلهاما صحیحا، وتراجعوا عندما حال المسلمین نفسهم وبین مصادر القوة فی الدین، على عکس الحضارة الغربیة التی تقدمت عندما ابتعدت عن الدین.

 

وأوضح أن العلاقة بین الدین والحضارة کان علیه أمر المسلمین قدیما حینما تعاملوا مع الدین نصوص ومآلات وواقع، بینما تأخرنا عندما وقفنا على النص دون الفهم الصحیح، مؤکدا أن العلماء هم أولى الناس بالمسؤولیة عما یحدث للمسلمین الیوم، حیث حدث للأمة مؤخرا ما کان لیحدث لو کان العلماء على یقظة لما یدبر للأمة من داخلها وخارجها، وأن بقاء الأمة حتى الآن مرده إلى الله تعالى الذی حفظ هذا الدین.

 

ولفت إلى أن العلماء إن کانوا ورثة الانبیاء فإن تلک الوراثة لیست قاصرة على التشریع، بل وراثته فی الإصلاح والتجدید من أجل إنقاذ الأمة وإسعادها، وانه لا مفر لنا الیوم من تجدید الوعی والفهم والنزول للواقع والتعامل مع المشکلات بفتاوى شجاعة دون خوف.

 

واقترح شیخ الأزهر اللجوء لاجتهاد جماعی یدعو له کبار علماء المسلمین مما یحملون هموم الأمة ومشکلاتها ولم یغرهم أطماع السیاسة والمال لینظروا فی القضایا التی تسبب مشکلات ، سواء ما کان منها متعلقة بقضیة الهجرة، والخروج على المجتمع، واستباحة دم المواطنین وقتل الآمنین.

 

واستطرد أنه مع استنکارنا لهذا العبث المنفلت وما أداه من تفجیرات بالأمس فی باریس فلابد من اتحاد العالم من التصدی لهذا الوحش المسعور التی طالما حذرت منه مصر ودفعت ثمنا باهظا، مطالبا بمناقشة قضایا المرأة وحقوقها کحقها فی المیراث وقضیة الاختلاط فی العمل وقضایا نقل الأعضاء ومسائل الحج وبخاصة الإحرام من جدة، واستصدار فتاوى توجب العمل.

 

وأکد أن هذا الاقتراح لیس بدیلا عن المجامع الفقهیة فی العالم الإسلامی وإنما هو عمل مکمل لدور تلک المجامع والهیئات معلنا أن الازهر على استعداد تام لتحقیق هذا الهدف النبیل الذی یحسم الرأی.

 

وحذر شیخ الأزهر من الفتاوى المتشددة فی ظل صمت العلماء، وقال: إن الفتوى تتغیر وفق الزمان والمکان والأشخاص، ولا یصح أن نحکم فی مشکلات الیوم بفتاوى الماضی، ولکن المشکلة أننا نفتقد المجددین والمجتهدین، وابتلینا بمن یفهم النصوص على حسب الهوى ویوافق الدین على حسب المصالح والفتاوى وحسبنا داعش التی استطاع بخطاب دینی مغشوش استقطاب الشباب والفتیات الذین یأتون من أماکن بعیدة ویفجروا انفسهم طلبا فی الحصول على الجنة کما تزعم لهم داعش".

 

وأوضح أنه عقب عصر الأئمة وجدنا عزوف عن الاجتهاد رغم أنه لا مفر من الاجتهاد والتجدید، حیث القاعدة الذهبیة بغیر الفتوى بتغیر الزمان، وقال:" من یراجع تراث الأئمة والفقهاء یحصل على عشرات الأدلة بتغییر الفتاوى درءا لمفسدة حادثة أو تغیر الوقت، وتطبیق قاعدة التیسیر، ومراعاة العرف والنزول عند حکم الضرورات "، مشیرا إلى أن من یتابع حرکة الجدید یعلم اننا لم نستطع أن نحقق شیئا رغم تقدم البحث العلمی وتنوع الأبحاث والکتب "

 

أضاف أن مؤتمرا ت کثیرة عقدت من أجل الدعوة والتیسییر للفتوى وأولى بنا أن نتجه بمؤتمراتنا بتعامل مع المشکلات بشکل جریء دون الخوف من العلماء المتشددین الذین یرون أن التجدید فی أمور حیاتیة بالغة الأهمیة تبدد للدین.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.