20 November 2015 - 17:32
رمز الخبر: 11776
پ
رسا ـ حذرت المرجعیة الدینیة العلیا المتمثلة بایة الله العظمى السید علی السیستانی من السعی لاستغلال الظروف الحالیة فی طوز خورماتو لفرض أمر واقع، حاثة على"إدامة زخم المعرکة ضد الإرهابیین ،فیما اصدرت مجموعة من التوجیهات لزوار اربعینیة الامام الحسین (علیه السلام)".
الشيخ الكربلائي

 

قال ممثل المرجعیة الدینیة العلیا فی کربلاء المقدسة الشیخ عبد المهدی الکربلائی خلال خطبة الجمعة فی الصحن الحسینی المقدس إنه "مع اقتراب موعد زیارة الأربعین التی یزحف فیها الملایین من عشاق الإمام الحسین (علیه السلام) مشیا على الإقدام نحو مرقده الشریف قاصدین بذلک التعبیر عن شدة ولائهم وقوة ارتباطهم بالإمام (علیه السلام) وتجدید العهد له على مواصلة الدرب على قیمه والمبادئ الشریفة نود أن نذکر المؤمنین على ما ینبغی رعایته فی هذه المناسبة، وهی ان من اهم مقاصد هذه الزیارة الحسینیة الحفاظ على مبادئ الإسلام وتعالیمه التی ضحى بها الامام الحسین واهل بیته(علیهم السلام) من اجل حمایتها من الضیاع والانحراف ویقتضی بذلک من المؤمنین المزید من التفقه بالدین والحرص على تطبیق تعالیمه فی طاعة الله ورسوله والأئمة وأداء الواجبات واجتناب المحرمات".


وبین ان" فی هذه الزیارة کما فی التی قبلها یتصدى مجموعة من فضلاء الحوزة العلمیة وطلابها لبیان الإحکام الشرعیة والتعالیم الأخلاقیة وإقامة صلاة جماعة على طول الطریق الواصل إلى کربلاء المقدسة".


وقال الشیخ الکربلائی "ینبغی من الزائرین اغتنام هذه الأیام لیجعلوا سفرهم الإلهی هذا فرصة لمزید من التفقه والإحکام الشرعیة والتحلی بالأخلاق الفاضلة والحرص على أداء الصلاة فی أول وقتها وینبغی إن لایمنع بعضهم عن أداء الخدمة للزائرین وإقامة مراسم العزاء فی أداء الصلاة فان الإمام الحسین (علیه السلام) من شدة عنایته وحرصه على أداء الصلاة لم یمنعه یوم عاشوراء رغم انشغاله بالحرب والقتال وهو على أشده أن یؤدی تلک الفریضة الإلهیة فالله الله فی الصلاة فإنها عمود دینکم ومعراج المؤمن إلى ربه وأحب الإعمال إلى الله وقرة عین النبی وأهل بیته (علیهم السلام)".


ولفت الى انه" من المقاصد المهمة لهذا السفر الإلهی هو تثبیت المبدأ الأساس الذی انطلق منه الإمام الحسین(علیه السلام) فی مسیرته من المدینة المنورة إلى کربلاء المقدسة وأراد من شیعته ومحبیه الالتزام به فی أحلک الظروف وأقساها إلا وهو التضحیة بالنفس والمال والولد للحفاظ على الإسلام ومبادئه من دون تغییر وتحریف والإیثار والشجاعة والصبر والصمود والعزیمة والإرادة الصلبة فی هذا السبیل".


وأوضح بالقول "لاشک ان المعرکة المصیریة فی هذه الأیام مع داعش تتجلى فیها تلک القیم باسمی صورها ومعانیها ولاسیما من أحبتنا الأبطال المقاتلین بمختلف عناوینهم الذین یرابطون فی الجبهات وقد ترکوا الدنیا ومافیها وفارقوا الأهل والأحبة لتجسید قیم الإیثار والتضحیة من اجل الحفاظ على البلد ومقدساته والمواطنین ولعل من أجلّ مظاهر الارتباط بالإمام الحسین(علیه السلام) فی هذه الأیام وصدق التوجه الیه هو ادامة زخم المعرکة ضد داعش وذلک بتعزیز روح الصمود وإرادة القتال ودعم المقاتلین مادیا ومعنویا الرجال الأشداء ذو البأس والعزم لتطهیر ارض العراق کلها من هذه العصابات الإرهابیة".


واکد الشیخ الکربلائی ان" الشعب الذی تحدى الإرهاب وسیاراته المفخخة وأحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقق الانتصار انه لقادر على إدامة زخم الانتصارات فی معرکته الحالیة لبلوغ النصر النهائی".


وأفصح بالقول أن" المأمول من الزائرین وأصحاب المواکب الحسینیة إن تکون إعمالهم وخدماتهم مرآة عاکسة لأخلاق أهل البیت(علیهم السلام) وذلک من خلال حرصهم على الحفاظ على الممتلکات العامة والخاصة سواء کانت لدوائر الدولة او لعموم المواطنین وعدم مزاحمة الآلیات والسیارات الناقلة للزائرین والحفاظ على مواقعهم وعدم الإسراف فی الطعام فان هذا العمل المحمود قد ینقلب إلى فعل مذموم اذا اقترن بالإسراف والتبذیر".


واکد على "ضرورة حسن المعاشرة بین الزائرین وعدم التزاحم والتنافس ولابد من إنجاح هذه الزیارة وخصوصا التعاون مع القوات الأمنیة لتمکینهم لأداء مهامهم وعدم السماح بوقوع خرق امنی ".


وأوصى وکیل المرجعیة الدینیة العلیا فی کربلاء المقدسة الزائرات بالاهتمام بأعلى درجات الحشمة والعفاف وتجنب الاختلاط المذموم "، مؤکدا على "الشباب بالاهتمام بإظهار أنفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة والابتعاد عن أی تصرف یخدش ذلک بالملبس والسلوک".


واشار الى انه"سبق ان اکدنا ان التحدی الاکبر والاخطر امام الشعب العراقی بمختلف أدیانهم وطوائفهم وقومیاتهم هو المعرکة مع داعش وفکره الاقصائی ومنهجه الدموی ،هذا التنظیم الإرهابی الذی شملت جرائمه جمیع بقاع الأرض وکان من جرائمه الأخیرة تفجیر الطائرة الروسیة والتفجیرات فی بیروت وباریس التی ذهب ضحیتها مئات المدنیین الأبریاء وقد قدر للعراقیین أن یکونوا فی مقدمة من یقاتل هؤلاء الإرهابیین ویسعى لکسر شوکتهم وکانت لهم انتصارات مهمة فی هذا الطریق، ومن المؤکد ان النصر والظفر النهائی فی المعرکة مع داعش سیعود بثماره ومعطیاته عل جمیع العراقیین ولیس لبعضهم دون بعضهم ومن هنا لابد من توحد جمیع المکونات وتوظیف کل طاقاتها لمعرکة واحدة للجمیع ضد هؤلاء الإرهابیین".


ودعا الشیخ الکربلائی الجمیع الى عدم السماح بانحراف المعرکة مع داعش عن مسارها الصحیح ولایدعوا مجالا لزراعة الفتنة والاحتراب بین صفوف الشعب فلا یستفید من ذلک ألا داعش".


وفی محور اخر بین الشیخ الکربلائی ان"ماحصل فی طوزخورماتو من صدامات وإعمال عنف هی مؤشر خطیر یدعو أصحاب العقل والحکمة من جمیع الإطراف إلى اتخاذ الإجراءات الکفیلة بعدم تکرارها والحفاظ على التعایش السلمی بین جمیع المکونات على أساس سیادة القانون واحترام البعض فی حقه بالعیش الکریم الذی یحفظ له أمنه واستقراره ".


واکد ان" المطلوب من بیده الأمور عدم السعی لاستغلال الظروف الحالیة لفرض أمر واقع وفق أرائهم وتصوراتهم فانه سیؤدی إلى مزید من التعقیدات ولامصلحة لهم فی ذلک بل سیخسر الجمیع ولاربح الا من خلال الحرص بإدامة التعایش المشترک المبنی على حقوق الجمیع".


وفیما یتعلق بالمقاتلین لفت الشیخ الکربلائی الى انه"بعضهم یرید أداء زیارة الأربعینیة ویترکوا مواقع القتال ولکن نقول لهم جزاکم الله خیرا ایها المقاتلین یمکنکم زیارة الإمام الحسین (علیه السلام) من مواقعکم التی تجسدون فیها مبادئ الإمام فانتم تجمعون بین ثوابه والثواب العظیم والمنزلة الرفیعة فی هذا القتال الدفاع عن العراق ومقدساته ".


وتابع قوله "لولا الفتوى العظیمة واستجابة هؤلاء الإبطال من الرجال المضحین الذین فارقوا الأهل والأولاد والدنیا لربما مدننا قد انتهکت من هذه العصابات الإجرامیة ونحن نسیر إلى الإمام الحسین(علیه السلام) للحفاظ على مبادئه وقیمه ألا وهی الدفاع عن الإسلام والمقدسات ".


وخاطب الشیخ الکربلائی المقاتلین بالقول " فانتم أیها المقاتلون تجسدون هذه المبادئ على ارض الواقع فی أعظم صورها بمیادین القتال ونقول لکم جزاکم الله خیرا ونحن نقبل إقدامکم ونتشرف بها على هذه التضحیات وتجسیدکم لمبادئ الامام الحسین (علیه السلام) ونهیب بکم بان تؤداوا الزیارة فی مواقعکم القتالیة وتحافظوا على هذه المبادئ وان لاتجعلوا ثغرة لداعش .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.