24 November 2015 - 15:35
رمز الخبر: 11803
پ
رسا - دعا السید علی فضل الله، خلال محاضرة فی جامعة المقاصد،بعنوان "المسلمون الشیعة واقع وإشکالیات"، إلى"تفعیل الحوار داخل الدائرة الإسلامیة"، مشددا على "ضرورة أن ینزل الحوار إلى الشارع، وأن لا یبقى فی الإطار العلمائی".
العلامة السيد علي فضل الله

 

دعا العلامة السید علی فضل الله، خلال محاضرة نظمتها کلیة الدراسات الإسلامیة فی جامعة المقاصد، بعنوان "المسلمون الشیعة واقع وإشکالیات"، إلى "تفعیل الحوار داخل الدائرة الإسلامیة"، مشددا على "ضرورة أن ینزل الحوار إلى الشارع، وأن لا یبقى فی الإطار العلمائی"، مؤکدا "ضرورة رفع الغبن عن الفئات المهمشة فی الواقع الإسلامی، حتى لا یتحول ذلک إلى مشاریع فتنة".

 

حضر اللقاء الوزیر السابق الدکتور خالد قبانی، رئیس جمعیة المقاصد أمین الداعوق، رئیس الجامعة الدکتور هشام نشابة، عمید الجامعة الدکتور أمین فرشوخ، الدکتور رضوان السید وعدد من العلماء وطلاب الدراسات العلیا فی الجامعة.

 

بدایة، کلمة ترحیبیة لعمید الکلیة الدکتور أمین فرشوخ، أکد فیها أن "الهدف من هذه الندوات العلمیة، هو إثراء العقل والفکر لطلاب الدراسات العلیا، وتنمیة ثقافتهم". ثم کانت دقیقة صمت على أرواح شهداء تفجیری برج البراجنة.

 

وألقى العلامة فضل الله کلمة بدأها بشکر جامعة المقاصد على هذه الدعوة، مؤکدا "الدور الریادی للجامعة فی العمل الخیری والعلمی الذی تقوم به فی المجتمع اللبنانی"، لافتا إلى أن "المذاهب فی واقعنا الإسلامی أخذت البعد السیاسی بعیدا عن طابعها الفکری والثقافی، حیث أصبح لکل مذهب وجهته السیاسیة، الأمر الذی أدى إلى نشوء الحواجز والمتاریس التی تمنع التلاقی والتحاور، فأصبحنا نتعامل مع بعضنا البعض کأدیان مختلفة، ولیس کمذاهب إسلامیة ضمن الدائرة الواحدة التی تلتقی على الکثیر من المشترکات".

 

وأشار إلى "ضرورة تفعیل الحوار داخل الدائرة الإسلامیة المتنوعة، ولا سیما فی هذه المرحلة الصعبة والمعقدة، حتى نستطیع أن نفهم بعضنا البعض جیدا، بعیدا عن الصور غیر الصحیحة المکونة عن الآخر"، داعیا إلى "إنشاء مرصد إعلامی یرصد ویراقب التطورات والإشکالات التی تطرح فی الساحة على هذا المذهب أو ذاک، من أجل الرد علیها أو توضیحها، منعا من استغلالها ممن لا یریدون خیرا لهذه الأمة".

 

ولفت إلى "ضرورة عدم إبقاء الحوار بین العلماء فحسب، بل توسیعه لیشمل المثقفین والمفکرین والأوساط الشعبیة، حتى لا نبقیه فی الإطار التنظیری والنخبوی، بل العمل على إنزاله إلى أرض الواقع".

 

وتطرق إلى "نشأة التشیع والمراحل التی مر بها، والتنوع والاجتهاد داخل هذا المذهب، والقواعد والأسس التی یرتکز علیها فی استنباطه للأحکام"، مؤکدا أنه "من خلال اعتمادنا على البحث العلمی الدقیق البعید عن العصبیة وانفتاحنا على بعضنا البعض، سنصل إلى نتائج إیجابیة قد تساهم فی حل الکثیر من الخلافات الموجودة، بعیدا عن التفکیر فی هذا البلد أو ذاک، وهذه الجهة أو تلک، ویمکن أن نصل إلى الحقیقة الضائعة عندما نخرج من کل هذه التوترات والعصبیات التی نعیشها، ومن الفهم الخاطئ لبعضنا البعض، ویمکن أن نصل أیضا إلى قناعات مشترکة حول أمور کثیرة، فلا نرید الوحدة فی الإطار الفقهی فحسب، بل یمکن أن تکون أیضا فی الإطار السیاسی".

 

وأکد "أننا نمر فی مرحلة صعبة، وهی من أخطر المراحل وأعقدها، لیس على مستوى المذاهب فحسب، بل على مستوى الدین الإسلامی الذی یتعرض للاساءة ولتشویه قیمه ومحاولات أبعاد الناس عنه".

 

وقال: "مشکلتنا الأساسیة أننا لا نعرف کیف ندیر خلافاتنا ولا نحسن تنظیمها، ولا بد من صوت حکیم وواع یرتفع فی وجه کل هذه الأصوات الإلغائیة والإقصائیة التی تشتغل على شد العصب المذهبی وعدم الاعتراف بالآخر والقبول به تحت عناوین کثیرة. وعلینا أن نملک الجرأة لتنقیة مذاهبنا من کل الشوائب، فشد العصب للمذهب قد یستفاد منه فی مرحلة آنیة، ولکن ماذا فی المراحل اللاحقة؟".

 

ورأى السید فضل الله أن "المطلوب هو القیام بعمل وحدوی مشترک، بعیدا عن کل الأجواء السیاسیة المضادة، فالناس ترید الحوار والوحدة بعیدا عن العصبیات والحوارات غیر المنتجة، کما یحصل فی مواقع التواصل والفضائیات".

 

وتساءل: "إلى متى سیبقى هذا الصراع مستمرا؟ ألم یحن الوقت حتى نعی مخاطره ونعمل على وقفه رأفة بهذا الدین وبهذه الأمة؟"، مؤکدا "ضرورة رفع الغبن عن کل الفئات التی تعتبر أنها مهمشة، لأن التهمیش سیتحول إلى مشروع تفجیر أو مشروع فتنة فی المستقبل".

 

وختم قائلا: "المطلوب منا جمیعا العمل لإعادة إنتاج الأخلاق التی نریدها أن تتحکم فی کل حرکتنا، وترکیز القاعدة التی انطلق منها الإمام علی علیه السلام: "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمین"، فالمرحلة تحتاج إلى الإطفائیین الواعین المخلصین الذین یطفئون القلوب والعقول من العصبیات والحساسیات".

الكلمات الرئيسة: الاسلام لبنان السید فضل الله
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.