قال ممثل المرجع السیستانی السید احمد الصافی خلال الخطبة الثانیة لصلاة الجمعة الیوم 14/صفر الخیر/1437هـ إن "فی الظروف العصیبة التی یعیشها بلدنا العراق والمنطقة برمتها وهی تواجه الارهاب الداعشی تمس الحاجة اکثر مما مضى الى مزید من التکاتف والتنسیق بین جمیع الاطراف المساهمة فی محاربة الارهابین والقضاء علیهم، موضحا ان التوتر والاصطدام بین هذه الاطراف مما لا یستفید منه الا الارهابیون الذین یتربصون بالجمیع ولن یفرقوا بین طرف واخر فی ظلمهم واجرامهم، والقوى السیاسیة العراقیة مطالبة بأن توحد خطابها ومواقفها فی هذه القضیة المصیریة وتترک جانباً خلافاتها فی قضایا اخرى".
واضاف السید الصافی "ان تکریس الجهود والامکانات کلها لدحر الارهاب الداعشی وتخلیص البلد منه هو الهدف الاهم الذی لابد ان یسعى الجمیع الى تحقیقه فی اقرب وقت ولکنه بحاجة الى توفیر المزید من الدعم للقوات المقاتلة بشتى صنوفها وتشکیلاتها والى وضع خطة تُحظى بمساندة الاهالی فی المناطق التی لا تزال ترزح تحت ظلم وجور الارهابیین لیکون لهم دور اکبر فی تخلیص مناطقهم ومن ثم اعادة اعمارها والعیش فیها بکرامة وطمأنینة متساویین مع بقیة العراقیین فی الحقوق والواجبات".
وبین ممثل المرجعیة الدینیة العلیا السید احمدالصافی أن "على الاخوة المقاتلین الذین یقفون عند السواتر الامامیة ویخوضون حرباً ضروساً مع الارهابیین والذین یرابطون فی الاراضی المحررة ویحمون ثغور البلد ان لا یترکوا مواقعهم للتوجه للزیارة فانهم ببقائهم فیها سیحظون بثواب اکبر هو ثواب الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات بالإضافة الى ان عشرات الالاف من الزائرین والزائرات سیشرکونهم فی مثوبة زیاراتهم فتجتمع لهم مثوبة القتال فی سبیل الله ومثوبة زیارة الامام الحسین (علیه السلام) ویاله من حظ عظیم".
وأکد أن "على الاخوة الزائرین والاخوات الزائرات ان یولوا هذه المناسبة الدینیة اهمیة خاصة ویحاولوا استثمارها بأفضل وجه فی تکمیل نفوسهم وزیادة ایمانهم فإن المشروع الاصلاحی الذی خطّه الامام الحسین (علیه السلام) واحیا به دین جده المصطفى (صلى الله علیه وآله وسلم) وتم التأکید علیه فی روایات الائمة الاطهار علیهم السلام وقد شاء الله تعالى له الاستمرار والدیمومة انما یهدف بالدرجة الاساس الى اصلاح الانسان"، مضیفا أنه "لابد لمن یسیر فی طریق الحسین (علیه السلام) ان یهتم بحصوله على زیادة من المعارف الدینیة الحقّة والتحلی بمزید من الفضائل الاخلاقیة وحضور الاخوة من فضلاء وطلاب الحوزة العلمیة فی أماکن معلّمة ومشخصّة فی الطرق الى کربلاء المقدسة فرصة مناسبة للاستفادة منهم فی هذا المجال".
وأعلن السید الصافی ان "من الامور المهمة التی ینبغی ان تلتفت الیه انظار السائرین فی طریق الامام الحسین (علیه السلام) هو ضرورة الاجتناب عمّا یثیر الفرقة والاختلاف فی صفوف المؤمنین وعدم استغلال هذه المناسبة الحزینة للترویج للجهات التی ینتمون الیها دینیة کانت او سیاسیة او غیرهما والاهم من ذلک الابتعاد عن بعض الممارسات المستحدثة التی لا تنسجم مع قدسیة هذه المناسبة الحسینیة والاقتصار فیها على الشعائر التی توارثها المؤمنون خلفاً عن سلف فی اقامة عزاء سید شباب اهل الجنة والحزن والجزع علیه واحیاء امره وامر الائمة من ولده (علیهم الصلاة والسلام)".
ونوه إلى أنه "لمّا کان من دأب الارهابیین السعی فی ازهاق اکبر عدد ممکن من الارواح البریئة باستهداف التجمعات البشریة الواسعة فالمطلوب من العاملین فی الاجهزة الامنیة المکلّفة بحمایة الزوار ان یبذلوا قصارى جهدهم فی سبیل الحفاظ على الزائرین الکرام وتوفیر الاجواء الامنة لهم لأداء مراسیم الزیارة مع تحقیق انسیابیة وصولهم الى مقاصدهم ذهاباً وإیاباً ".
وختم الصافی کلامه بالدعاء للمسلمین لصالح الاعمال وتقبلها منهم بلطفه وکرمه ومنّ الله تعالى على العراق وبلاد المسلمین بالأمن والامان ".