قال المرجع المدرسی خلال کلمته الأسبوعیة، إن “الشعب العراقی المسالم اذا احس بالخطر سیتحول إلى شعب ثائر ومجاهد ضد من یحاول المساس به وبسیادته”.
وأضاف سماحته أن “الذین یحاولون غزو العراق بمجموعة الجنود والدبابات قد لا یعرفون جیداً ان قوة الشعب العراقی ظاهرة للجمیع وأصبحت الیوم مثاراً للدهشة فی العالم”، محمّلاً السیاسیین فی العراق مسؤولیة توغل القوات الترکیة إلى الأراضی العراقیة لما أبدوه من ضعفٍ أمام الضغوطات.
ودعا المرجع المدرسی الحکومة العراقیة إلى أن تکون بحجم قوة وشجاعة شعبها وأن تقول للعالم إننا نملک شعباً شجاعاً قویاً بإمکانه أن یدافع عن نفسه ولا یقهر بسهولة وبإمکانه أن یحرر أراضیه من أی قوة تحاول المساس به.
وقال، إن “على القادة والسیاسیین أن یعرفوا قیمة شعبهم ولا یتنازلوا ویخضعوا للضغوطات وعلیهم أن یعرفوا أیضاً أن الشعب العراقی یعتمد علیه اذا ما وجه بالاتجاه الصحیح”.
وأضاف، أن “على السیاسیین أیضاً ان یستفیدوا من موج الشعب والقوة الکامنة فیه والتخطیط لتوظیف هذه القوة بالاتجاه الصحیح الذی یخدم البلاد ویحررها من أی محتل غاشم”.
ودعا المرجع المدرسی المرجعیات الدینیة والحوزات العلمیة إلى التدخل بقوة وإصدار المزید من الفتاوى لحث الشعب العراقی على تحریر أراضیه وتقدیم الدعم المادی والمعنوی لهم.
ورأى سماحته أن الشعب العراقی أثبت ولائه وحبه لوطنه عندما استجاب إلى نداء المرجعیة بعد سقوط الموصل وبإمکانه الآن ان یجتاح کافة المناطق المحتلة ویحررها ویفشل کل المؤامرات التی تحاول منع الحشد الشعبی من قیادة حرب التحریر.
وقال المرجع المدرسی إن “على الإدارة الأمریکیة أن تطالب القوات الترکیة بالانسحاب من الأراضی العراقیة إن کانت صادقة فی نوایاها مع العراق، وتترک تحریر الرمادی للحشد الشعبی التی بات قریباً جداً من تحریرها”.
و رأى سماحته، أن “الولایات الأمریکیة المتحدة ترید استغلال العراقیین وتصدیر انتصاراته وتضحیاته بتحریر أراضیه من دنس داعش الإرهابی لصالحها بعد أن طالبت بتحریر ما تبقى من الرمادی فی الوقت الذی حقق فیه أبناء الحشد الشعبی انتصارات کبیرة هناک کما فی تکریت شمال العراق.
وطالب المرجع المدرسی الشعب العراقی بأن یعلنوا موقفهم بوضوح من أی قوة عسکریة تحاول انتهاک سیادة بلدهم، وعلیهم ان یطالبوا الحکومة بالتصدی للغزاة الجدد من ترکیا.
ولفت سماحته إلى أن الشعب العراقی عبر التاریخ عانى من ترکیا ومن مجازرها فی کربلاء من خلال ولاتهم الحاقدین والمتعصبین.
وقال، إن المدعو “سلطان سلیم العثمانی فعل الکوارث بالشعب العراقی وکان سبباً بتمزیق البلاد وترکیا لم تقدم حتى الیوم اعتذارها للشعب العراقی على ما قام به أجدادهم من مجازر تجاه العراقیین، فی الوقت الذی اعتذرت فیه عن المذابح التی ارتکبوها بحق الأرمن".
وأضاف، إن "الانکشاریة السیئة الصیت أراقت دماء العراقیین فی مدینتی کربلاء وبابل و حطموا البلاد الإسلامیة".
وخاطب المرجع المدرسی الحکومة الترکیة بالقول، “لن تستطیعوا الیوم أن تعیدوا أمجادکم فی العراق، لأنه الیوم اکثر شجاعة وانتقاماً ممن یحاول أن ینال من کرامته وسیادته”.
واعتبر سماحة المرجع المدرسی، أن الشعوب والحکومات فی المنطقة بدأت تصرف ملیارات الدولارات من البترول لشراء السلاح لیقتل بعضهم البعض بدم بارد.
وقال سماحته، إن “الحرب التی شنها صدام حسین بإغراء من شیوخ المنطقة ضد الجمهوریة الإسلامیة فی إیران کلفت ملیارات الدولارات فی ذلک الوقت”، مؤکداً أنها “جعلت من العراق بلداً متخلفاً ومتراجعا اقتصادیاً”.
وأضاف، إن “العراق بلد محتل ومحارب من الجمیع وهو بحاجة إلى المزید من الجهد والتخطیط والمال لجبر النقص الذی خلفه صدام بحروبه”.
واستغرب سماحة المرجع المدرسی من تغیّر موقف قادة الخلیج المفاجئ فی قمة الریاض تجاه الیمن وسوریا وتأکیدهم على ضرورة دعم الحلول السیاسیة للأزمات فی تلک البلاد.
وقال، إن “قادة الخلیج بعد أن دمروا الیمن وسوریا وأراقوا الدماء أصبحوا الیوم یدعون إلى السلم الأهلی والحلول السیاسیة”.
وأضاف مستدرکاً، “لا بأس تعالوا وادعوا إلى السلم فی العراق والیمن وسوریا ولیبیا وکل بلادنا الإسلامیة”.