قال آیة الله السید محمد تقی المدرسی فی جانب من کلمته الأسبوعیة التی ألقاها فی مکتبه بمدینة کربلاء، إن "المذهب السلفی جرثومة یجب اقتلاعها من الجذور إذا ما أراد العالم الیوم أن یعیش بسلام”.
ولفت سماحته إلى أن المذهب الوهابی یحظى برعایة من بعض الدول والأنظمة العربیة، وأن هذه الأنظمة مررت مخططاتها لتمزیق المنطقة عبر هذا المذهب المتطرف الذی لا یمثل الإسلام إطلاقاً.
ورأى أن السلفیین والوهابیین أصبحوا الیوم یشکلون خطراً حتى على مؤسسیهم فانقلب السحر على الساحر.
وأکد أن الإعلام الوهابی الذی اسسته بعض الأنظمة العربیة هو من یصدر الذی الإرهاب للمنطقة والعالم، مبیناً أنهم سوف یفشلون حتماً ما داموا مستمرین على هذا النهج الخاطئ إذا لم یعودوا إلى رشدهم.
ونبّه المرجع المدرسی إلى أن السلفیین الجهادیین هم من صنیعة الأفکار المتطرفة التی وضعها أبن تیمیة ومحمد بن عبد الوهاب وغیرهم من أئمة السوء الذین بثوا الکراهیة والعنصریة لهدم البلاد والعباد.
وقال، إن “الوهابیین والسلفیین الذین تطوروا وتحولوا إلى ما یمسى الیوم بداعش لا یمثلون أهل السنة فی العالم”.
واستبعد سماحة المرجع المدرسی، أن تکون للتحالف الإسلامی العسکری الذی تقوده السعودیة بمشارکة 35 دولة إسلامیة أی جدوى فی محاربة الإرهاب، فی إشارة منه إلى عدم قدرة السعودیة على قیادة مثل هذا النوع من التحالفات خصوصاً وأنها قد شکلت فی وقتٍ سابق تحالف خلیجی ضد الیمن وفشل فی تحقیق أهدافه.
وقال، إن “ما یسمى بالتحالف الإسلامی العسکری لمحاربة الإرهاب لن یغیر شیئاً فی المنطقة لأن قادته لا یملکون الإرادة الکافیة لمحاربة الإرهاب الذی هم جزء منه”.
وقال المرجع المدرسی، إن “الدول التی تدعوا إلى تحالفات إسلامیة عسکریة لمحاربة داعش فشلت فی الیمن ولن تنجح الیوم فی محاربتها للإرهاب ما لم تصحح مسارها وتحارب أبواق الفتنة وعلماء السوء الذین تقدم لهم الدعم والرعایة”.
واستغرب سماحته من تشکیل السعودیة لتحالف إسلامی یستهدف القضاء على “الجماعات المتطرفة” فی الوقت الذی کانت ولا تزال تقدم لها الدعم المالی والإعلامی.
وأکد أن رعایة هذه الجماعات ودعمها بإعلام ممنهج وفضائیات لبث روح الکراهیة والطائفیة کفیل بتهدید عروشهم أیضاً، وعلى العالم أن یفکر بمحاربتهم بشکل جدی.
ودعا سماحته إلى ضرورة إسکات ابواق الفتنة من علماء السوء الذی یبثون الکراهیة ویتهمون الشیعة بتهم باطلة ویعتبرونهم أکثر عداوة من الیهود.
ولفت سماحة المرجع المدرسی إلى أن اعداد الملتحقین بالجماعات المتشددة فی تزاید مستمر بسبب الافکار التی یروج لها أتباع المذهب السلفی بحریة وأمام أنظار العالم، فیما دعا إلى ضرورة فسح المجال للدعاة الصادقین لمحاربة هذا المذهب من جذوره ومنع الشباب من الالتحاق بهذا المد الجاهلی.
وحذر سماحته من انتشار القوى الغیر منضبطة مع توفر الأسلحة وانتشارها فی العالم إذ باتوا یشکلون الیوم الکثرة فی المنطقة.
وقال، “لقد حذرنا فی وقت سابق ومنذ احتلال الموصل ومناطق مهمة فی سوریا من أن هذه الجماعات لا تتورع عن الإتیان بأی عمل إجرامی یقود العالم إلى نهایة مجهولة”.
واعتبر المرجع المدرسی، أن تنظیم داعش الإرهابی یحمل أفکاراً مشابهة لأفکار الغزو التتری وأنهم یستخدمون ذات الأسالیب فی القتل.
وقال، إن “على جمیع الدول فی العالم أن تخطط لمحاربة امتداد هذه الجماعات ومنها داعش ولا تفکر کل دولة بمصالحها على حساب الأخرى”.
وأشار إلى أن “التتار” دمروا البلاد الإسلامیة ولم تقم للإسلام حضارة منذ خراب بغداد واستطاعوا خلال ثلاثة أیام أن یحولوا لون میاه العراق بلون الدم وارتکبوا أفجع الجرائم.
ورحب سماحة المرجع المدرسی بالمبادرة العالمیة لتغییر المناخ فی مؤتمر “COP21” الذی استضافته فرنسا مؤخراً للحد من الاحتباس الحراری بمشارکة 196 دولة.
وقال، “إننا نستبشر خیراً باجتماع هذه الدول للحد من الاحتباس الحراری الذی بات یهدد حیاة الکرة الأرضیة”.
وأضاف سماحته، أن “الاحتباس الحراری یهدد المدن الساحلیة واختفاء الجُزر بسبب ارتفاع منسوب المیاه”.
ووصف المرجع المدرسی، الحرکة الإسلامیة الشیعیة فی نیجیریا بالسلمیة والهادئة مؤکداً أن استخدام العنف ضد هذه الحرکة والحرکات الأخرى لن یولد إلا مزیداً من العنف والاقتتال الطائفی.
وقال، إن “هجمات جماعة بوکوحرام المتکررة على شیعة نیجیریا وقتلهم أعداداً کبیرةً منهم لن تولد إلى المزید من الکراهیة والعنف فی العالم”.
واعتبر سماحته أن انتشار التشیّع فی نیجیریا یعود إلى “الرسالة العالمیة” لزیارة الأربعین التی ضرب فیها العراقیون أروع أمثلة الإیمان والولاء فکانوا أسوة للنیجیریین.