السید فضل الله:
رسا - اکد السید فضل الله على أنّ "العراق بحاجة ماسة إلى مزید من الوحدة الوطنیة والعمل السیاسی المتواصل لوقایة البلد من الساعین إلى إعادة إنتاج الفتنة المذهبیة التی تجاوزها".
رأى العلامة السید علی فضل الله خلال خطبتی صلاة الجمعة ان "لبنان، الَّذی یعیش مرحلة جدیدة طابعها الحراک بین القوى السیاسیة الفاعلة، والصّمت فی المواقف بعد المبادرتین الأخیرتین اللتین تتعلّقان بملف رئاسة الجمهوریّة، واللتین ساهمتا فی خلط الأوراق وصیاغة تحالفات جدیدة قد تعید رسم خارطة سیاسیّة جدیدة بعدما اعتاد اللبنانیون على خارطة سیاسیّة معیّنة بقیت لفترة من الزمن".
وإعتبر السید فضل الله انه "وبعیداً عن الأسباب والخلفیات الّتی أدّت إلى نشوء هذه المبادرات، والّتی قد یرى البعض أنها تتعلّق بحسابات داخلیّة أو طائفیّة، أو أنها تدخل فی إطار الصّراع السیاسیّ، أو فی إطار السّعیّ لهز التّحالفات لحسابات إقلیمیّة أو دولیّة، أو تأتی فی إطار ما یجری فی المنطقة.. ومهما کانت الأسباب، فإننا مع کل ما یساهم فی تحریک ملف رئاسة الجمهوریة وملء الشغور فی هذا الموقع، نظراً إلى التداعیات التی یترکها عدم إنجاز هذا الملف على حرکة المؤسَّسات واستقرار البلد وحلّ الأزمات المتراکمة، والتی وصلت إلى صحة المواطن ولقمة عیشه وأمنه".
واوضح اننا "لا نزال نعتقد أنّ انتخاب رئیس للجمهوریة لا یکون بمبادرة من فریق هنا أو فریق هناک، وخصوصاً أنّ التوجّس من أی مبادرة قد یُقدم علیها هذا الفریق أو ذاک هو طابع المرحلة؛ التوجّس من خلفیاتها أو أهدافها أو أبعادها، أو عدم الرغبة فی تسلیم أی فریق للآخر بالمبادرة التی یطرحها فی ظل الصراع الداخلیّ الذی یعکس صراعاً إقلیمیاً ودولیاً".
واضاف: "إننا نرى أنه لا بد من تلقّف أیة مبادرة تتوّج بتوافق داخلی على شخص الرئیس وبرنامجه لمصلحة الوطن ولحسابه، وبعیداً عن أی حسابات أخرى، إن الواقعیة السیاسیة تفرض ذلک بسبب تعقیدات الوضع الداخلی وارتدادات صراعات المنطقة علیه، ونظراً إلى أهمیة موقع رئاسة الجمهوریة، والذی ینبغی أن یبقى جامعاً وحافظاً للتوازن المطلوب بقاؤه فی هذا البلد".
وإلى سوریا، اعتبر السید فضل الله انه "بات واضحاً أن فرص الحل لا تزال بعیدة فی ظل استمرار التجاذبات الإقلیمیة والدولیة، مما نخشى أن یساهم بمزید من النزف والدمار لهذا البلد العزیز"، داعیاً "الشعب السوری إلى القیام بمزید من المبادرات التی تساهم بمصالحات من شأنها أن توقف، ولو جزئیاً، هذا الدمار"، داعیا "کلّ القوى الفاعلة فی الشأن السوری إلى أن تأخذ بعین الاعتبار مصلحة هذا الشّعب، فمن حقّ السّوریین أن یعیشوا حیاة کریمة، وأن لا یهیموا على وجوههم داخل وطنهم أو فی بلاد الله الواسعة، وأن لا یدخل بلدهم فی تجاذبات وصراعات لا مصلحة لهم فیها".
أما العراق، اوضح السید فضل الله إنّ "الحاجة ماسة فیه إلى مزید من الوحدة الوطنیة والعمل السیاسی المتواصل لوقایة البلد من الساعین إلى إعادة إنتاج الفتنة المذهبیة التی تجاوزها"، مثمنا "الأصوات التی انطلقت من المرجعیات الدینیة والسیاسیة، والتی أدانت ما حصل فی منطقة المقدادیة من تعرّض لمساجد محسوبة على مذهب معیّن"، داعیا إلى "عدم تضخیم ما یحصل، والذی تشارک فیه بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعی، وإلى عدم صبّ النیران على زیت الفتنة التی یراد لها أن تأکل الأخضر والیابس فی العراق".
وإلى إیران الّتی استطاعت أن تنتزع حقّها برفع العقوبات عنها، اعتبر السید فضل الله ان "ما یساهم فی رفع الضّغوط القاسیة الّتی عانى منها الشعب الإیرانی"، املا أن "یساهم هذا الأمر فی تحقیق الاستقرار فی المنطقة. وخصوصاً بعد صدور تصریحات علنیّة وغیر علنیّة عن أکثر من مسؤول إیرانیّ، ومن أعلى مواقع الدولة، تشدّد على الاستقرار والانفتاح، فالحوار ومدّ الید للآخر هما السّبیل لمعالجة أزمات المنطقة والصّراعات التی تجری فیها، وهما البدیل عن الاتهامات والاتهامات المضادّة".
کما دان السید فضل الله "القرار الّذی اتخذته وکالة الأمم المتّحدة لغوث اللاجئین "الأونروا" بتقلیص الخدمات الاجتماعیّة والصّحیّة للاجئین الفلسطینیین فی لبنان، والّذی یزید أوضاعهم تعقیداً، ویترک آثاراً سلبیّة فی واقعهم وفی حقّ العودة إلى وطنهم".
ودعا السید فضل الله "کلّ الحریصین على القضیّة الفلسطینیّة وعلى الشّعب الفلسطینیّ إلى تحمّل مسؤولیّاتهم فی هذا المجال، لتبقى فلسطین حاضرة فی وجدان الأمّة، وإلى العمل على تعزیز صمود هؤلاء اللاجئین حتى یعودوا إلى دیارهم".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.