وحضر الملتقى امين عام اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ولفيف من العلماء للملتقى في إطار حشد طاقات الأمة العلمائيّة للتنديد بإدراج المقاومة على لائحة الإرهاب، والتنديد بالإرهاب وخطره على الأمّة جمعاء.
والقى رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود كلمة اكد فيها ان الثورة الإسلامية في إيران دعت إلى الوحدة الإسلامية وقال: من لم يستطع ان يرى ايجاييات الثورة الاسلامية في ايران وما نتج عنها من مقاومة للاستكبار فعليه مراجعة ثقافته.
اما مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي فقد اكد في كلمة له: انه باسم الاسلام يستهدفون المسلمين وغير المسلمين محذرا من ان الجرائم الإرهابية في المنطقة تحدث في ظل صمت عالمي.
هذا والقى عدد من الشخصيات كلمات لهم في الملتقى. وقد صدر عن الملتقى البيان الختامي وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
البيان الختامي للملتقى التشاوري " مقاومة تحرر وإرهابٌ يدمر"
لبى لفيفٌ من علماء الأمة الإسلامية وشخصياتٍ سياسية وثقافية دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في العاصمة اللبنانية بيروت، لعقد لقاء تشاوري بعنوان " مقاومة تحرر ... وإرهابٌ يدمر" وذلك في ظل الأحداث الأليمة التي تشهدها الأمة الإسلامية، والتطورات المتلاحقة التي تطرأ على العالم الإسلامي، والقرارات الخطيرة التي أقدمت عليها منظمة التعاون الإسلامي ومن قبلها مجلس وزراء الداخلية في جامعة الدول العربية، الذين اعتبروا المقاومة إرهاباً، واصفين حزب الله وهو الذي يتربع على قمة هرم المقاومة العربية والإسلامية بأنه حزبٌ إرهابي.
وقد استنكر المجتمعون هذه القرارات الخطيرة، واعتبروها افتئاتاً على الأمة، وظلماً لقواها المقاومة، وتآمراً على ثوابتها ومنطلقاتها الأصيلة، ووصفوا هذه القرارات بالظلم وأنها تنسجم وأماني وأحلام العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، التي تعتقد بأن حزب الله وقوى المقاومة العربية والإسلامية، تقف شوكةً في حلوقهم، وصخرةً صماء في مواجهة مشاريعهم التآمرية.
ودعا المجتمعون إلى احتضان المقاومة العربية والإسلامية بعمومها، وعلى وجه الخصوص منها مقاومة حزب الله، التي تتعرض لسيلٍ من التآمر والاستهداف، وأكدوا على ضرورة العمل على تحصينها والدفاع عنها، وعدم التخلي عنها في هذه المراحل المصيرية التي تعيشها الأمة، وحذروا من مغبة التخلي والاستخفاف بهذه المسألة، فهي ليست إلا خطوة أولى في مسارٍ تآمريٍ على هذه الأمة، وهي لن تقف عند حزب الله فقط، بل ستتعداه إلى كل قوى المقاومة الفلسطينية الأخرى، فإذا سكتت الأمة اليوم عن استهداف حزب الله فإنها ستكون غداً أكثر صمتاً وأشد عجزاً.
وأجمع الملتقون على أن الحروب الداخلية التي تشهدها بعض دولنا العربية، وعلى الرأس منها سوريا التي احتضنت المقاومة ورعتها، ووقفت إلى جانبها وضحت من أجلها، إنما هي حروبٌ مفتعلة، ومعاركٌ بالوكالة، تديرها قوى الاستكبار العالمي وتستخدم فيها أدواتها المأجورة بهدف استنزاف الأمة وشغلها عن القضية الأساس للأمة العربية والإسلامية، وتشويه صورة المقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين، وهي التي تمول الإرهاب وترعاه، وتتحكم فيه وتنظمه، وتوجهه وتحركه، خدمةً لمصالحها وتحقيقاً لأهدافها.
وقد اختتم اللقاء التشاوري في بيروت أعماله بمجموعةٍ من الملاحظات والتوصيات داعياً إلى الاهتمام بها والتأكيد عليها، على أمل أن تتجاوز الأمة محنتها، وأن تنعتق من ربقتها التي يريدها لها أعداء هذه الأمة، وأكد المجتمعون على القرارات والتوصيات التالية ...
أولاً: إن استهداف حزب الله ووصفه بالإرهاب، إنما هو استهدافٌ للمقاومة كلها وتآمرٌ عليها، وهو عملٌ تآمري يستهدف القضية الفلسطينية، ويخدم المصالح الإسرائيلية، الأمر الذي يوجب على الأمة رفض هذا القرار وأمثاله، والتصدي له وعدم الصمت تجاهه، وإلا فإن على الأمة أن تنتظر المزيد وتتوقع الأسوأ.
وأشاد المجتمعون بحزب الله قيادةً وكوادر ومقاتلين، باعتباره واحداً من أنبل ظواهر المقاومة العربية والإسلامية، وأكدوا على أهمية دوره وأصالته في بناء وتحصين محور المقاومة، إذ أنه عمودها الفقري وعمادها الأساس، وقد تمكن من تحقيق الانتصار على العدو الإسرائيلي في أكثر من موضعٍ، وأجبره على الانسحاب وما زال قادراً على ردعه وصده، ووضع حدٍ لأحلامه وخيالاته.
ثانياً: أكد المجتمعون على دعم الأمة الإسلامية للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، واعتبروا أنها من أنصع صور المقاومة، وأفضل وجهٍ يعبر عن الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، وأنها أحد أهم أشكال المقاومة التي تتطلب من الأمة دعمها ومساندتها والوقوف معها وإلى جانب أهلها، واستنكر المجتمعون سلبية الحكومات العربية والإسلامية، وعدم تأييدها للانتفاضة، وتأخرها عن مساندة أهلها ونصرة قضاياهم.
ثالثاً: أكد المجتمعون على ضرورة دعم المقاومة الإسلامية في العراق، المتمثلة في الحشد الشعبي والقوى الداعمة له، ودعو الشعب العراقي المؤمن إلى المساهمة في الحشد الشعبي في مقاومته لقوى الإرهاب والاستكبار، وترى أن الجماعات الإرهابية في بلادنا الإسلامية، وعلى رأسها تنظيم "داعش" مؤامرة من قبل دول الاستكبار والصهيونية العالمية، لإضعاف الأمة وتشتيت شملها وإشغالها بنفسها عن القضية المركزية لأمتنا العربية والإسلامية، وهي القضية الفلسطينية والأقصى الشريف.
رابعاً: توقف المجتمعون المشاركون في اللقاء التشاوري بمسؤوليةٍ كبيرةٍ أمام المؤامرة التي تتعرض لها مدينة القدس، والأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك، ودعو الأمة إلى ضرورة التنبه إلى المساعي الصهيونية المحمومة للسيطرة على المسجد الأقصى، وانتزاعه كلياً من المسلمين، الذين يحتل في عقيدة المسلمين موقعاً مميزاً كونه القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وأكدوا على وجوب بذل الجهود وتوحيدها من أجل القدس وللدفاع عن مسجدها.
واستنكر العلماء صمت المجتمع الدولي عما يتعرض له الفلسطينيون والمسجد الأقصى، والعراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنع إعادة إعمار قطاع غزة، وما دمرته حروبها واعتداءاتها المتكررة عليه، واعتبروا صمتهم وتخاذلهم بمثابة مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني، وتخلي عن واجبهم الأخلاقي والإنساني في الوقوف إلى جانب الشعب المظلوم، بل هو تأييد ومساندة للعدو الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
خامساً: إذ رفض المجتمعون وصف المقاومة بالإرهاب، فقد أكدوا أن المقاومة هي الصفحة الناصعة في تاريخ الأمة، وهي بقعة الضوء المضيئة في حاضرها، فهي التي تشيد وتبني، وتعز وترفع، وتجمع وتوحد، في حين أن الإرهاب الذي يصنعه أعداء هذه الأمة هو الذي يدمر ويخرب، ويفرق ويمزق، ويشتت ويباعد، وهو الذي يستهدف الأمة الإسلامية في تاريخها الناصع وحاضرها الأليم ومستقبلها الواعد، ودعو إلى ضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية والتصدي لها، دفاعاً عن مشروع الأمة الأصيل، وحرصاً على مستقبلها ومصالحها التي لا تلتقي أبداً مع حملة الأفكار الإرهابية.
سادساً: دعا الملتقون إلى وجوب مواجهة الأفكار المتشددة والاجتهادات المتطرفة، ورأوا أن هذه التوجهات الفكرية المتطرفة تتقاطع مع الإرهاب وتخدم توجهاته وتصب في مشروعه، الأمر الذي يوجب على الأمة مواجهة هذه الأفكار والتصدي لحملتها ومنع ترويجها وانتشارها، تمهيداً لوحدة الأمة واتفاقها، وسعياً لحل مشاكلها وإنهاء انقسامها.
وأخيراً رأى علماء الأمة والمشاركون الآخرون من الفعاليات السياسية والثقافية في لقائهم التشاوري، أن الأمل في هذه الأمة كبير، والخير في نواصيها معقود، وأنه لا ينبغي اليأس ولا الإحباط، بل يجب العمل بجدٍ ومثابرةٍ، وصدقٍ وإخلاص لتنجو هذه الأمة وتسمو، وتتخلص من أمراضها وتشفى من عللها، وتتطهر من أدرانها وما ران على قلبها، وهذا وعد الله الذي لا يخلف الميعاد،، لكنه لا يكون إلا في ظل العمل الجاد واليقين التام في الله رب هذه الأمة، أنه لن يتركها في تيهها، ولن يترها أعمالها، بل سيأخذ بيدها ويرشدها إلى جادة الصواب، وسيحقق لها وعده إياها بالنصر على أعدائها "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقويٌ عزيز" وما ذلك عليه سبحانه وتعالى بعزيز.
الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
عاصمة المقاومة العربية بيروت
الخميس السابع والعشرين من شهر رجب لعام 1437 هــــ الموافق ليوم الخامس من شهر مايو/آيار لعام 2016