06 May 2016 - 16:52
رمز الخبر: 422289
پ
رسا - نصحت المرجعية الدينية على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، المتصدين لإدارة شؤون الناس بتقريب المخلصين لكشف الحقائق ، والاوضاع العامة للناس .
ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي

وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس ان " جملة ما ذكر الإمام علي {عليه السلام} إلى واليه في مصر مالك الاشتر ، قال له ان يلازم ويقرب اهل الورع والتقوى والدين والصدق ، وهم الذين يخلصون له في المشورة ، وتقييم الاحوال العامة ، واساليب ادارة الدولة ، وشؤون المجتمع فيصدقون معه في ذلك ، ولا يزينون له بالباطل ، ومن جملة صفاتهم انهم ينقلون له الاخبار الحسنة والسيئة ، بحيث تكون صورة الاوضاع العامة كما هي من غير تزييف عن الحق والواقع " .

 

واضاف الشيخ الكربلائي " فالمطلوب من الحاكم ان يعود ويربي الحاشية ، والبطانة ان تتحدث مع الحاكم من دون خوف وخشية منه ، ومن دون توقع للصلة والثواب والمكافأة ، حتى يمحصوه النصيحة ، ويخبروه بالحقائق دون ان يخافوا بطشه ، ولا يتوقعون ماله وجوائزه ، واما اذا قرّب المتملقين والمتزلفين منه ؛ لأنه يحب الاطراء والثناء الى الاخرين فإن الحقائق ستغيب عنه ، وستخفى من قبل معاونيه ومساعديه حقيقة الاوضاع السيئة ، والمتخلفة للبلاد ، والعباد ، وتتراكم المظالم حتى تفشل الدولة ، ويسقط الحاكم " ، مبينا ان " هذا تعليم من الإمام (عليه السلام) ان يُعوّد مشاوريه ومساعديه على قول الحق ، وان يكون هو مستعد لقبول الحقائق المرّة " .

 

واشار الى ان " ما يذكره الإمام (عليه السلام) احد الاصول المهمة للادارة الجيدة ، وهو مبدأ الهي ، حيث وعد الله تعالى الصالحين بالثواب الجزيل والنعيم الدائم في الجنة ، ووعد المسيئين بالنار والعذاب الاليم " ، مبينا ان " المبدأ يندرج تحت عنوان الترغيب والترهيب ، وهذا الاصل موجود لدى جميع الاقوام البشرية مع تنوعهم واختلافاتهم في العقائد والثقافات وانظمة الحكم ، وكذلك لرب الاسرة مع عائلته وابنائه " .

 

وتابع قائلا " والسر في ذلك ان اكثر فعل الاحسان انما يكون طلباً للمجازاة والثواب والمكافأة ، او طلبا لزيادة الرتبة والموقع على الغير ، او زيادة الذكر الجميل ، فإذا رأى المحسن مساواة منزلته لمنزلة المسيء ، وانه لا فرق بينه وبين المسيء كان ذلك صارفاً له عن الاحسان ، ومزهداً له في عمل الخير والاحسان ، وكذلك اكثر التاركين للاساءة ان يتركوها خوفاً من العقاب ، وبتعبير آخر فإن استمرار عملية الاحسان ، واداء المعروف للاخرين يتطلب توفير وتحفيز الباعث النفسي " .

 

وزاد " وذلك هو منتهى العدل بين الرعية ، إذ كل انسان عليك خياره وارادته فيما يفعل ويختار ، فالمحسن يعلم ان ما يقوم به هو احسان ، وان جزاءه يجب ان لا يكون الا احسان ، والمذنب يعلم العقوبة المترتبة على ذنبه ، وبالتالي فإن اقدام كل من المحسن والمذنب على الفعل اختياراً يجب ان يترتب عليه حكم يعطي كل ذي حق حقه " .

 

ولفت الشيخ الكربلائي الى ان " الإمام (عليه السلام) يدعو الحاكم بأن ينظر بعين الفحص والتدقيق والتأمل في الاعراف ، والعادات الموروثة من الاسلاف ، والمعمول بها لدى الناس ، فإن كانت هذه العادات من السنة الحسنة والصالحة ولها اثرها وفعلها الحميد والحسن في المجتمع ، وعززت من الروح الجماعية والاجتماعية في المجتمع ، وتعزز الالفة والمحبة بين الناس ، ويصلح حالهم فيأمر الإمام (عليه السلام) بأن لا ينقض هذه العادة الحسنة ، بل يترك الناس يعملون بها ، وينتفعون من بركاتها ، واثارها الصالحة والنافعة " .

 

واكد ان " ذلك سيؤدي الى إضعاف مصداقية الحاكم امام المجتمع ويبعث في نفوسهم النفور والعصيان ، فيضع حاجزاً بينك وبين الناس نظراً لابطال الحاكم ما تعارف عليه الناس من السنة والعادات الجميلة بينهم ، والتي تحقق مصالحهم ، وتبعث الرضا والطيب في انفسهم هذا الى جانب ما يترتب على خسارة المجتمع لبعض ما يتحلى به من فضائل مرتبطة بذلك العرف او التقاليد " .

 

وبين انه " من بين الاسباب التي تدعو الإمام (عليه السلام) لتأكيد اهمية الاعراف الحسنة والسنة الحميدة في المجتمع هو ان هذه الاعراف تخلق حالا من الالفة والمودة ، وكذلك تتعارف عليه الجميع حتى صارت عرفا من حين يعد تعطيل هذه الاعراف محاولة لضرب حالة الوئام والمودة في المجتمع " .

 

واستدرك قائلا " كما يؤكد الإمام (عليه السلام) على اهمية الارتباط بالعلماء والحكماء ، واهل الخبرة ، ومجالستهم حتى يتعرف اكثر على الاحكام الالهية ، وكيفية ادارة الامور ، وينتفع من تجاربهم وعلومهم في تشخيص الموضوعات المهمة ، وعندما تزداد معرفة الوالي من خلال مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء ، فإن ذلك من شأنه اصلاح أمر البلاد ، وبقاء السنن الحسنة للماضين في واقع الحياة الاجتماعية " .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.