وكان السید فضل الله عاد من العراق إثر زيارة التقى خلالها عددا من المسؤولين العراقيين، حيث التقى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، واستعرض معه الوضع العام في المنطقة، وخصوصا العراق وسبل توحيد الموقف العراقي الداخلي في مواجهة الإرهاب.
وأكد خلال اللقاء "أهمية مشاركة العراقيين في معركة تحرير بلدهم، وكذلك على مستوى المشاركة في السلطة وإدارة الدولة"، مشددا على أن "الشعب العراقي يعيش الوحدة في عمقها، ويرفض كل أنواع التقسيم والتفتيت".
بدوره، أعرب العبادي عن "تفاؤله بخروج العراق من الأزمة التي يعيشها على المستويين الأمني والاقتصادي"، مؤكدا "إمكانية تحرير بقية المناطق العراقية من سيطرة داعش، والوصول إلى صيغة لتفاهم عراقي عام، وإن كانت المسألة قد تأخذ بعض الوقت".
والتقى السيد فضل الله ايضا رئيس الحكومة العراقية السابق نور المالكي، وتداول معه "تطورات الوضع في العراق والمنطقة، وفي آلية توحيد كل المكونات العراقية، بعيدا عن الأطر السياسية والمذهبية".
كما التقى رئيس دائرة الوقف السني الدكتور عبد اللطيف الهميم، واستعرض معه "الوضع الإسلامي العام في المنطقة، والتحديات التي تواجه الأمة في ظل الفتن التي تعصف بها".
وأوضح السيد فضل الله خلال اللقاء "الالتزام بالإسلام في مفاهيمه وعناوينه الكبرى، والعمل للقضايا الإسلامية بعيدا عن الأطر المذهبية المغلقة"، مشيرا إلى "أننا نعيش في مرحلة الفتن، إذ يراد صناعة الخوف بين المسلمين السنة والشيعة للإبقاء على جذور الخلاف الذي لا يستفيد منه إلا العدو الصهيوني"، داعيا إلى "موقف إسلامي موحد في مواجهة الإرهاب الذي يعمل على تشويه صورة الإسلام في البلاد العربية وأمام العالم".
وكان شارك في الحفل التأبيني السنوي الذي أقيم في النجف الأشرف لمناسبة الذكرى السنوية لرحيل والده المرجع السيد محمد حسين فضل الله. وأكد أن "هذا الحفل هو تعبير عملي عن وفاء العراقيين لسماحة السيد وخطه الفكري التجديدي"، لافتا إلى أن "القضية العراقية بكل أبعادها الإسلامية والإنسانية، كانت تعيش في قلب السيد فضل الله وعقله، إذ كان يتطلع إلى عراق حر كريم قوي موحد متحرر من الاحتلال ومن كل أشكال التطرف والإرهاب".
وشدد على "الثقة بالأمة وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى المفروضة عليها، وخصوصا تحدي الاحتلال والإرهاب والفتنة".
وتخلل الاحتفال كلمة لمدير المركز الإسلامي الثقافي في لبنان والمشرف على المراكز الإسلامية في العراق شفيق الموسوي.