وحذر المفتي قبلان الجميع من هذا الواقع، منبها إلى "خطورة الانتظار ومغبة ربط الحلول والانفراج السياسي بما قد تؤول إليه التسويات في المنطقة، فلبنان لم يعد قادرا على التحمل، واللبنانيون وصلوا إلى حدود اليأس، فالجوع كافر، والجريمة متفشية، وظروف العمل سيئة، والبطالة مستشرية". فأنقذوا لبنان أيها السياسيون قبل فوات الأوان، واخرجوا من هذه الذهنية السياسية التي لم تتمكن رغم كل المبادرات والحوارات من فتح كوة صغيرة في جدار الأزمة، ولا سيما أن سياسة التعطيل والتمديد أصبحت حالة مخيفة تهدد البلد في كيانه ودستوره وأمنه واستقراره،حسب النشرة اللبنانية.
كما شدد الشيخ قبلان على ضرورة الخروج من هذا النفق الخطير، داعيا إلى "عدم تمييع جلسات الحوار المزمع عقدها في الأول من آب، واعتبارها فرصة فلا تضيعوها أيها السياسيون بل استفيدوا منها، وتعاونوا على حمل السلة الوطنية مع دولة الرئيس نبيه بري، والوصول بها إلى توافقات وطنية فعلية، تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وإلى إقرار قانون انتخابي عصري، يضمن صحة التمثيل ويعيد الانتظام العام إلى الحياة الدستورية، ويهيئ لقيام حكومة تمثل الجميع ويتشارك فيها الجميع ويكون بيانها الوزاري حماية وإنقاذ لبنان.
وطالب المفتي قبلان الجميع بأن يدركوا حجم المخاطر التي تتهدد لبنان، ووحدة أبنائه، إذا ما استمروا على اصطفافاتهم وانقساماتهم وخلافاتهم، وبألا يراهنوا، لا على الدعم الدولي ولا على التضامن العربي الذي خبرناه سنوات مديدة، حيث لم يكن يوما ولن يكون في مستوى القضايا العربية والإسلامية، وخصوصا قضية فلسطين التي كانت الغائب الأكبر عن أسماع أولئك الذين اجتمعوا في مؤتمر القمة العربية في نواكشوط، فيما الحاضر الأبرز كانت إيران، هذه الجمهورية التي حملت لواء فلسطين وراحت منذ نجاح ثورتها تنادي بتحرير القدس، وتعمل على استعادة الأقصى وقيام الدولة الفلسطينية؛ هذه الجمهورية أصبحت الآن تشكل خطرا داهما على الملوك والأمراء العرب، وباتت تهدد الأمن القومي العربي، لأنها هي من يحتل الجولان! وهي من يستوطن في الضفة! وهي من يقتل ويهجر ويدمر في غزة! نعم إيران هذه، بالحسابات العربية، يجب مواجهتها ومقاطعتها، لأنها ساعدت اللبنانيين في دحر العدوان وتحرير الأرض، ووقفت وتقف بقوة في وجه ثقافة الإرهاب والتكفير، ثقافة تشويه الإسلام التي زرعتموها في طول العالم وعرضه، ولا زلتم تمولونها وتدعمونها، وتبررون ارتكاباتها وفظاعاتها ظنا منكم بأنها ستحميكم وستحصن عروشكم، ولكن كونوا على ثقة بأن من يزرع الريح سيحصد العاصفة، ومن يسبح في المياه الأميركية الإسرائيلية لن يكون مصيره إلا الغرق".
وأضاف الشيخ قبلان "بعد أيام نحن على موعد مع عيد الجيش، عيد يجب أن يوحدنا ويجمعنا ويمتن صفوفنا، وأن يجعلنا نتجاوز كل خلافاتنا وحساباتنا كي نكون معا إلى جانب جيشنا داعمين ومؤازرين له، ساعين جميعا إلى تعزيزه ومده بكل وسائل التمكن والقوة والقدرة على مجابهت ما نواجه من تحديات، وما يداهمنا من مخاطر أمنية وإرهابية تهدد وحدتنا. نعم بعيد الجيش نجدد الولاء للجيش، ونؤكد على دوره الضامن للبنان الواحد والعصي على التقسيم والتوطين والفدرلة.
نعم، بعيد الجيش يجب أن يعترف الجميع بأن شراكة الدم بين الجيش والمقاومة هي التي أنتجت صيغة لبنان الآمن السيد الحر الذي لا يعرف الهزائم. كما علينا أن نتذكر بأن لبنان ما كان ليبقى آمنا لولا ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وهذا ما يجب أن يكرس مبدأ لقيام واستقلال لبنان الجديد".