وتخللت اللقاء كلمة ترحيب لرئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ احمد الزين قال فيها، بحسب بيان للتجمع، "إننا في تجمع العلماء المسلمين في لبنان على العهد الذي قدمناه للإمام الخميني مجتمعين على الوحدة الإسلامية وتحرير كل شبر من الأرض الفلسطينية وصولا إلى القدس الشريف، رافعين راية "المقاومة الإسلامية" في لبنان وفي سائر الدول العربية والإسلامية. نرحب بكم أجمل ترحيب في داركم دار تجمع العلماء المسلمين في لبنان وترحيبنا بكم هو ترحيب بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وبقائدها السيد الإمام الخامنئي"، حسب الوكالة الوطنية.
ثم ألقى رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبدالله، كلمة التجمع، فقال: "يؤسفنا أن قادة بعض الدول العربية قد انحرفت وتآمرت وسارت بركب الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأميركية وأعلنت جهارا نهارا مودتها للكيان الصهيوني بزيارات واضحة وعلنية خالية من أدنى مقومات الحياء والخجل، ذلك لأن قوى الشر قد تكالبت على خط المقاومة تريد القضاء عليه من خلال القضاء على رأسه المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتباره العدو الأول- كما يزعمون ويحرفون- للعرب والصهاينة. ومن هنا نقول لكم أن تنقلوا الى سماحة إمام الأمة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أننا الشعوب العربية نعلن ولاءنا لسماحته ونبايعه قائدا لمعركة تحرير فلسطين من رجس العدو الصهيوني، ولن يستطيع بعض حكام باعوا أنفسهم للشيطان أن يزوروا التاريخ ويحرفوا العقيدة ويخلقوا لنا عدوا وهميا هو، في الواقع، الأقرب إلينا بل هو بالنسبة الى جسدنا الإسلامي بمثابة الرأس منه".
اضاف: "يسعدني أن أقول لسعادتكم إننا في تجمع العلماء المسلمين ورغم كل الصعوبات والتحديات وضعف الإمكانات، استطعنا أن نحافظ على الوحدة الإسلامية وأن ننتقل من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، فلم يعد الخطر على الوحدة بقدر ما بات الخطر على مفاهيم الدين الحنيف الذي يتعرض للتشويه اليوم ليس المذهب بغض النظر عن نوعه بل العقيدة الإسلامية بكاملها، فدين الوسطية والرحمة للعالمين والتكامل وخدمة البشرية يريدون تحويله إلى دين القتل والتطرف والدمار، لذلك انطلقنا اليوم لنعلن انطلاق حملة حماية الدين الإسلامي من التحريف ومنع تشويه مفاهيمه الأساسية".
وختم: "إنه لمن دواعي فخرنا أن يضمنا حلف استراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أن نكون جزءا من حلف لا يعتبر العدو الصهيوني عدوا ويسعى الى الصلح معه والاعتراف بشرعية احتلاله لأرض فلسطين كي يبقى مستقرا على كرسي حكمه.
ولهذا الحلف نقول أن لا أحد على وجه الأرض في أي موقع كان يمتلك حق أن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين التي هي وقف إلى يوم القيامة، سننال نحن المؤمنين شرف تحريرها".
وفي الختام، ألقى بروجردي كلمة استهلها بالقول: "يطيب لي أن أتوجه بالشكر والتقدير من الأمانة العامة في تجمع العلماء المسلمين على هذه الدعوة الكريمة وعلى إتاحتهم هذه الفرصة الطيبة كي ننزل في هذا الصرح الكريم ونلتقي هذه الوجوه العلمائية النورانية المباركة من علماء الدين الإسلامي الأجلاء، سنة وشيعة، في هذا البلد الشقيق لبنان والذين إتحدوا ليكونوا منتدى في مجال الوحدة الإسلامية. إن تجمع العلماء المسلمين في كلمته وفي وجوده يمثل تجسيدا لأمر إلهي مقدس عبر قوله سبحانه وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) إذا هذا التجمع هو تجسيد للأمر الإلهي المقدس، من جهة، وهو تجسيد أيضا لحركة ثورية إسلامية تتصدى للفكر الذي يتمثل في المؤامرات الأميركية والبريطانية التي كانت تعمل منذ البداية عبر فرض مبدأ التفرق في ما بين المسلمين، وهذا الأمر إن دل على شيء فعلى مدى الوعي والنضج والحكمة والدراية السياسية والإسلامية والأخلاقية المتمثلة في المجتمع اللبناني الشقيق وخصوصا في علمائه الأجلاء".
وأضاف: "هم يقولون "نحن يحق لنا أن نمتلك الطاقة النووية العسكرية الفتاكة بينما أنتم يا مسلمين لا يمكنكم أن تحظوا بالطاقة النووية حتى في إطارها السلمي والعلمي البحت. هم يقولون أيضا نحن يحق لنا كقوى دولية متسلطة أن نصنع الأقمار الاصطناعية ونرسلها إلى الفضاء الخارجي ونستثمرها علميا، ولكن انتم لا يحق لكم أن تفيدوا من حقكم الطبيعي والمشروع في مجال إنتاج الصواريخ التي من شأنها أن تكون قادرة على إسقاط هذه الأقمار، وأنتم إذا لاحظتم أن المعادلة، معادلة القوة والاقتدار في هذه المنطقة قد تغيرت حاليا مما كانت عليه في الفترات السابقة. هذا التغيير ما كان ليحدث لولا الالتزام المطلق لهذه الآية الكريمة الشريفة والعمل بها، ونستعيد سويا السير التاريخي في الصراع العربي - الإسرائيلي، منذ اللحظة الأولى التي عمل بها الاستعمار البريطاني المشؤوم على زرع هذه الغدة السرطانية المسماة إسرائيل في قلب العالمين الإسلامي والعربي في فلسطين المحتلة عام 1948 وصولا إلى العام 2000 نرى انه للأسف الشديد ومن خلال كل المواجهات العسكرية التي جرت بين دول الطوق والجيش الإسرائيلي كانت دائما جيوش دول الطوق تنهزم وتندحر وتنسحب شيئا فشيئا أمام تقدم القوات الإسرائيلية وتوسعها".
وتابع: "اليوم نرى أن هناك عشرات الآلاف من الصواريخ الموجودة في حوزة "المقاومة الإسلامية" في "حزب الله" وبقية الحركات المقاومة في المنطقة والتي تحولت إلى عنصر رادع ومدافع عن الحقوق اللبنانية وحقوق بقية الشرفاء في المنطقة، وبعدما شعر الاستكبار وإسرائيل بأنه ليس في استطاعتها أن تواجه المقاومة والممانعة وجها لوجه في أرض الميدان أرادت أن تنجح في هذه المؤامرة الخبيثة وأن تزرع هذه الشوكة في خاصرة العالم الإسلامي والعالم العربي وأن تتسلل إلى بيت المقاومة عبر هذه الفتن التي أوجدتها في سوريا، وأرادت من خلال إنشاء هذه الحركات الإرهابية التكفيرية المتطرفة أن تقدم صورة مشوهة عن الإسلام الحنيف، ولكن نحن على ثقة تامة بأن الله عز وجل سيكتب لنا النصر من جديد، وأن شوكة هذا العدوان ستنكسر، مرة أخرى، وأبرز دليل على ما أقول هذه التطورات الميدانية الجديدة التي شهدناها في المرحلة الأخيرة، سواء في العراق أو في سوريا، اليوم وجدوا أن هذه المؤامرة لن تؤتي الثمار المطلوبة منها بالنسبة اليهم، فبادروا إلى اللجوء لمؤامرة دنيئة وخبيثة أخرى. من هنا نرى أن هذه القوى المستكبرة أرادت أن تستغل وجود الحرمين الشريفين وهو من أهم المقدسات الدينية الإسلامية وهي موجودة في السعودية بطبيعة الحال، أرادت قوى الاستكبار أن تستغل هذا الأمر تحديدا وأوعزت الى المملكة العربية السعودية أن تبادر للانفتاح ومحاولة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لماذا؟ لأنها أرادت أن تخفف من القبح الكبير الذي يعتري مثل هذا السلوك. ولأننا نعرف أن المملكة العربية السعودية لطالما اعتمدت على عدوانها الظاهرة في مجال شراء الذمم، وفي المجال السلبي على مختلف الأطراف العربية والإسلامية كي تحذو حذوها في كل الخطوات السياسية التي تتخذها نهجا، لذلك أنا أعتقد أن هذا الأمر بالتحديد يحمل مسؤولية كبرى على عاتق علماء الدين الإسلامي الأجلاء والغيارى كي يتصدوا لمحاولة التطبيع الآثمة هذه".