07 August 2016 - 17:16
رمز الخبر: 423091
پ
آية الله الاراكي في جمع من طلبة الحوزة العلمية :
لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الاراكي الى أن الحرب الثقافية تهدف الى اقصاء الدين عن المجتمع الاسلامي ، موضحاً : لقد فرضت علينا الحرب النفسية و مازالت بثلاثة اشكال . الاول محاولة استهداف القدسية .
الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محسن الاراكی

ألقى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الاراكي، كلمة في جمع من طلبة العلوم الدينية بمدينة قم المقدسة ، استهلها بتلاوة الآية الشريفة  « لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً» (آیه ۱۸۶ سوره آل عمران) ، موضحاً : في هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى بأن المجتمع الاسلامي سوف يواجه في المستقبل ثلاث تحديات : في الانفس و الاموال و الحرب النفسية . و بعبارة أخرى ، هناك ثلاثة أنواع من الحروب تهدد المجتمع الاسلامي ، حرب تهدد وجود و كيان المجتمع الاسلامي ، و حرب تهدد البنى الاقتصادية للمجتمع الاسلامي ، و الثالثة  الحرب النفسية« حسب موقع التقریب . 

و أضاف سماحته : بعد انتصار الثورة الاسلامية كنّا قد خضنا ضمار الحروب الثلاث . في البداية فرض علينا العدو خوض حرب الثماني سنوات ، و من ثم شنّ ضدنا الحرب الاقتصادية ، و ها هو اليوم يشن ضدنا الحرب النفسية التي تعد أبرز و اخطر من جميع هذه الحروب ، و تندرج الحرب الثقافية في اطار الحرب النفسية . 

 

و لفت آية الله الاراكي الى أن الحرب الثقافية تهدف الى اقصاء الدين عن المجتمع الاسلامي ، موضحاً : لقد فرضت علينا الحرب النفسية و مازالت  بثلاثة اشكال . الاول محاولة استهداف القدسية .و في هذا المرحلة يحاول العدو استهداف القدسية و التقليل من شأنها في المجتمع الاسلامي ، و في هذا الصدد يوجّه العدو سهامه الى المقدسات الدينية بما فيها الذات الالهية المقدسة ، و القرآن الكريم ، و الرسول الاكرم (ص) ، و الائمة المعصومين ، بل و مراجع الدين و الحوزات العلمية .

 

و أوضح آية الله الاراكي :  في هذه المرحلة  يحاول العدو مهاجمة كل ما هو مقدس في المجتمع الاسلامي ، و لهذا يتحمل علماء الدين مسؤولية توضيح القدسية للناس و توعيتهم بأبعاد الهجمة التي تستهدف المقدسات ، كي يتسنى لهم مواجهة هذه الهجمة الخبيثة الشرسة و التصدي لها .

 

و تابع سماحته : الشكل الآخر للحرب النفسية  يتجلى في محاولة قطع الارتباط  و التوصل  بين ابناء المجتمع الاسلامي و المجتمع الشيعي ، و بين مراجع الدين و المؤسسة الدينية . عندما رأى الاعداء أن قوة المجتمع الاسلامي و اقتداره  تتمحور حول مراجع الدين و المؤسسة الدينية ، لذا يحاولون بكل الوسائل استهداف الارتباط  و التواصل بين المراجع و علماء الدين و بين الجماهير و اضعافه و الحد منه .

 

و أشار آية الله الاراكي : على سبيل المثال توجد في الوقت الحاضر عشرات مراكز الابحاث في جامعة تل أبيب ، تكرس نشاطها للبحث في هذ المجال و محاولة العثور على السبل المؤثرة بهذا الخصوص . و في هذه المرحلة  لا يألو العدو جهداّ في الاستعانة بمختلف الوسائل والتقنيات المؤثرة نظير الجامعات ، ومراكز الابحاث و الدراسات ، و فنون الآداب ، و الافلام و ... الخ .

 

و اضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن تعدد القراءات للدين ، يمثل احد اساليب النفوذ للمجتمع الاسلامي و محاولة  تقويض الارتباط والتواصل بين مراجع الدين و المؤسسة الدينية  و بين ابناء المجتمع الاسلامي .

 

و لفت آية الله الاراكي : الشكل الآخر للحرب النفسية  يكمن في محاولة خلق  " مرجعيات دينية " ، الذي يعدّ أخطر محاور هذه الحرب . إذ يسعى العدو في هذه المرحلة الى تحقيق ما يصبو اليه ، من خلال ايجاد مرجعيات دينية وهمية مختلقة .

 

و اردف سماحته : بدورها لا تكف هذه المرجعيات الدينية المختلقة ، عن التأكيد على ضرورة الابتعاد عن السياسة ، ومحاولة تجاهل المؤامرات الاميركية والصهيونية  وعدم ابداء أية ردة فعل تجاهها سواء على صعيد القول أو الفعل . ومما يذكر في هذا الصدد ، أن التيار المنحرف المحسوب على الشيعة  لم ينبس ببنت شفه حتى الآن في قنواته الفضائية ، في شجب واستنكار المجازر التي ترتكبها اسرائيل . ولكنه لا يألو جهداً في معاداة الجمهورية الاسلامية في ايران ، وحزب الله في لبنان ، بل وانصار الله في اليمن .   

 

وفي معرض اشارته الى الاساليب التي يعتمدها هذا التيار في الترويج لأفكاره ، لفت آية الله الاراكي : أن اول ما قام به هذا التيار المنحرف الذي يحسب على الشيعة ، بدافع النفوذ الى العالم الاسلامي ، تأسيس قنوات فضائية ، حيث يمتلك في الوقت الحاضر أكثر من 24 قناة ، و أن تكلفة كل واحدة من هذه القنوات تبلغ عشرات الآلاف من الدولارات ، و من غير الواضح من أين تأتي هذه الاموال ومن الذي يقوم بتمويلها .

 

وأضاف سماحته : يحاول هذا التيار المنحرف تشويه صورة الشيعة وهدم التشيع من الداخل ، وذلك أخطر اشكال الحرب النفسية، وأن محاولة التصدي له تعد من أكبر المعارك ، لأن الذين يتزعمون هذا التيار لا يؤمنون بالدين مطلقاً . ونظراً لأن هذا التيار يهدف الى السلطة والرئاسة،لذا يحاول الاعداء الاستعانة به والاستفادة منه لتحقيق اهدافهم .

 

وأوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن كل من أميركا وبريطانيا تحاولان اليوم الترويج لهذا النوع من المرجعية الدينية، وتصويره  بمثابة توجّهاً عاماً متوارثاً .

 

ولفت آية الله الاراكي : لا شأن لهذا التيار لا باسرائيل و لا بأميركا ، و إن  كل ما يهمه هو الاساءة الى الامام الخميني الراحل ، و الى سماحة القائد ، و معاداة الجمهورية الاسلامية و تشويه صورتها .

 

و خلص آية الله الاراكي: أن حرباً ثقافية شرسة تشن اليوم ضد الاسلام الاصيل وضد الشيعة والتشيع ، لابد من الالتفات اليها بشكل جاد والتصدي لها بقوة وحزم .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.