وأفاد موقع العتبة الرضوية المقدسة أن السید إبراهیم رئیسی تحدث فی هذا اللقاء الذی حضره مسؤول البحث العلمی فی إدارة الحوزات العلمیة وحوالی 500 من الطلبة المتفوقین والمبرزین فی هذه الحوزات، وقال: اهتمام العالم الیوم بالإسلام الأصیل وبمعارف أهل البیت(ع) ألقى على عاتقنا مهمات وواجبات ثقیلة لأن نقوم بإحیاء هذا التراث وهو عمل مبارك، وبالإضافة إلى ذلك أن نهتم بالمسائل المستحدثة فنشبعها تحلیلا وبحثا علمیا، وأن نسعی بجد للإجابة عن الأسئلة الملحّة فی مجالات الأحکام والفن والعلوم الاجتماعیة والعلوم التربویة.
سماحته أشار إلى أنّ التطور فی مجال الأبحاث العلمیّة الجادة یستلزم جهودا حثیثة وتعاونا بین جمیع مؤسسات ومراکزالبحث العلمی، وقال: مثل هذا التعاون یساعد فی الحیلولة دون تکرار العمل البحثی، وفی الحیلولة دون القیام بأعمال متشابهة، وبدلك یمکن تغطیة جمیع حاجات المجتمع العلمیة.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان قال: فی السابق کان البحث والتتبع فی أثار السلف ومصادر الحدیث أمرا مضنیا ویحتاج إلى وقت طویل، أمّا الیوم فقد حصل تطور هائل فی التقانات والتجهیزات فسهلت هذه الأمور کثیرا، ونحن نتوقع أنّه بنسبة هذا الیسر فی العمل یجب أن تزداد منتجات ومحصولات البحث العلمی، وأن نرى برکاتٍ أکثر من الباحثین المتقین والمخلصین فی الحوزة العلمیة الذین یملکون قدرات علمیة خاصة.
واعتبر أنّ العتبة الرضویة المقدسة مدرسةٌ، المعلم فیها هو الإمام المعصوم وتلامذتها هم زائرو الحرم ومجاوروه، وقال: الکرامة التی توصل الإنسان إلى مقام أرفع من مقام الملائکة یمکن أن تتحقق فقط تحت شعاع أنوار الکرماء؛ وعلیه وبما أنکم الآن فی جوار الإمام الرضا(ع) فاطلبوا منه أن یورد فی قلوبکم الکرامة والعلم.
وأضاف السید رئیسی: على طول التاریخ أخطأ المستکبرون والسلاطین الظلمة وهم یخطئون الیوم عندما یطنون أنه یمکنهم الوقوف فی وجه حرکات الإصلاح الشیعیة والإسلامیة عبر اغتیال قادة هذه الحرکات أو سجنهم، فنحن رأینا کیف أنّ إبعاد لإمام الخمینی الراحل(ره)، وإعدام الشیخ النمر، وأسر الشیخ الزکزاکی، واغتیال الأئمة الأطهار(ع) واغتیال الکثیر من الشخصیات الإسلامیة البارزة عبر الإعصار لم یوصل أولئك المستکبرین الظلمة إلى أیٍّ من أهدافهم.
وأکدّ أنّ تلامذة مدرسة الإمام الصادق(ع) یجب أن یکونوا مؤثرین لامتأثرین، وقال: الیوم ما الذی یحصل فی الیمن؟ وما الذی یحصل فی أفریقیا؟ الشیخ الزکزاکی کتلمیذ تربى فی مدرسة الإمام الصادق(ع) قدّم خمسة من أبنائه شهداء فی سبیل الله، ویتمُّ اعتقاله وأسره، ولکنه لم یعترض ولم یحزن بل جعل العالم بأجمعه متأثرا بشجاعته وصموده.
عضو اللجنة الرئاسیة فی مجلس خبراء القیادة أضاف: المجتمع القرآنی یقوم على أربعة أرکان، وهی: إقامة الصلاة، والزکاة، والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، وإنّ بناء مثل هذا المجتمع إنما یکون بأیدی الناس العصامیین الذین یمتلکون الکرامة، ومثل هذه الکرامة تُطلب فی بیوت الکرماء.
سماحته أوصى الطلبة الشباب أن یغتنموا مرحلة الدراسة والتعلم بأحسن شکل ممکن، وأن یطوروا من قدراتهم وإمکانیتهم فی سبیل اکتساب المعارف الإلهیة.
وفی هذا اللقاء قام سماحة الشیخ عماد مسؤول البحث العلمی فی إدارة الحوزات العلمیة بتقدیم تقریر حول نشاطات مرکز النخب والمتمیزین فی الحوزة العلمیة.