وفي المرتبة الثانية الاخوة بين المسلمين " المسلم أخو المسلم " و " المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ". وثمة مرحلة ثالثة تلك التي تتجلى بين اتباع الاديان السماوية" قل یا اهل الکتاب تعالوا الی کلمة سواء بیننا و بینکم".
وتابع سماحته: في ضوء ذلك إذا ما رغبنا بتجسيد هذه الاخوة والتقارب والألفة بين بعضنا البعض، لابد من مراعاة عدة أمور منها :الاستلهام من نصّ القرآن الكريم والعمل به . والتأسي بسيرة الرسول الاكرم (ص) وائمة أهل البيت (ع). واهتمام علماء المسلمين بذلك ومحاولة ترجمته على صعيد الواقع مثلما فعل علماء كبار أمثال آية الله العظمى السيد البروجردي والشيخ شلتوت. اضافة الى الوقوف على القواسم المشتركة وتوعية الناس بها ونشرها على نطاق واسع . وأخيراً تكريس الجهود لتعرف المسلمين على بعضهم البعض، والتخلص من سوء التفاهم، والحد من الخلافات.
وكيف يتسنى تحقق الامة الاسلامية الواحدة، في ظل الازمات الراهنة والتحديات المصيرية التي تواجه العالم الاسلامي، يوضح عضو المجلس الاستشاري الاعلى لمجمع التقريب: من الواضح أن الخلاف والتفرقة يكون حيناً بسبب هوى النفس والانانية "وما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"، وفي احيان كثيرة تقف ورائه مخططات اعداء الدين و الاسلام، ويتجلى ذلك بوضوح في مبدأ "فرّق تسد" الذي اتخذته السياسة البريطانية الاستعمارية شعاراً لها.
ويمضي سماحته بالقول: مهما يكن فان الامة الاسلامية بأمس الحاجة اليوم - اكثر من اي و قت آخر - الى إعادة النظر في توجهاتها واهتماماتها، والتفكير ملياً بالمخاطر والتحديات الحقيقية التي تهدد هويتها ووجودها، والبحث عن السبل الكفيلة بتعزيز تقاربها وتضامنها ووحدتها، ولعلّ في طليعتها: تطوير التحاور والتواصل بين علماء ومفكري المذاهب الاسلامية. محاولة تدوين منشور و ميثاق لوحدة الامة الاسلامية وحرص الجميع على الالتزام العملي به. تأسيس مراكز ومؤسسات اسلامية دولية نظير المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية. تأسيس مراكز ومؤسسات علمية مشتركة نظير جامعة المصطفى العالمية، وجامعة المذاهب الاسلامية ونظير ذلك. محاولة التصدي للتطرف المذهبي والتزمت الطائفی. محاولة تسليط الضوء على الاصول و الفروع الفقهية في اطار الفقه المقارن والعمل على تدريسه ولفت الانظار اليه. الحرص على مراعاة المبادىء الاخلاقية في البحث والحوار بين المذاهب الاسلامية. الرجوع في نقاط الخلاف الى القرآن والسنة النبوية ومدرسة أهل البيت (ع). وأخيراً وليس آخراً الكف عن تحريف الحقائق والاساءة الى رموز ومقدسات الآخر.