ولفت إلى ان "الدولة كلّها في حالة عجز، بل على حافّة السقوط، فلا استقرار سياسي ولا استقرار اقتصادي ولا استقرار اجتماعي ولا استقرار أمني، ولا كهرباء ولا ماء ولا طرقات ولا بيئة، بل فساد وصفقات على المكشوف، ونهب للمال العام بكل الاتجاهات، كل ذلك على حساب لقمة هذا المواطن المسكين الذي يتعرّض لأخطر أنواع الملوّثات الفكرية والسياسية والطائفية والمذهبية، وتمارس بحقه أبشع أنواع التضليل والتحريض، بهدف تأيسيه وإخضاعه لمشيئة ورغبات بعض حيتان السياسة والمال، الذي يقامرون ويغامرون بمصير الوطن والناس. هذه الحال التي وصلنا إليها باتت مكشوفة وبلا أسقف، وتنذر بالعديد من المفاجآت السلبية بسبب هذا الانقسام الخطير واللافت الذي يهدّد اللبنانيين في وجودهم وأمنهم المجتمعي".
ودعا المفتي قبلان "المعنيين إلى تحمّل مسؤولياتهم بأسرع وقت، وإلا فنحن أمام كارثة حقيقية، أقلّها ضياع لبنان. ونذكرهم بأن الوطن إلى خراب، والآتي أعظم وأصعب وأشدّ إيلاماً على الجميع، سائلا لمَ لا نوحّد صفوفنا ونتصالح ونتسامح ونتناصح على ما فيه خير وحفظ بلدنا؟ لمَ هذا الإصرار الذي لا مبرر له على التباغض والتباعد والتحاقد والتحدّي؟ لمَ لا نتفق على قانون انتخابي يؤمّن مصلحة لبنان قبل أن يؤمّن مصلحة هذا الفريق أو ذاك. لقد جرّبنا الخصومات والعداوات، وأدخلنا البلد في كل الصراعات والحروب الطائفية والمذهبية ولم يربح منا أحد، بل خسرنا جميعاً، فلمَ لا نجرّب السلام والوئام والتفاهم والتوافق؟".
وأشار إلى أن "لبنان لا يقوم ولا يدوم بالاتفاقات الدولية والتسويات الإقليمية، بل بالإرادة الحرّة والتصميم الثابت على أن لبنان بلد الرسالات والتعايش الإسلامي المسيحي الذي يرفض العنصرية والطائفية والمذهبية، ويدين كل أنواع وأشكال الإرهاب التكفيري وغير التكفيري، ولا يقبل أبداً أن يكون ممراً أو مستقراً لأي فكر تطرفي أو تعصّبي يناهض القيم الأخلاقية والإنسانية مهما كانت الهجمة، ومهما تعاظمت محاولات العتاة من أهل الفتنة، ومموّلي الإرهاب، الذين استطابت لهم حمامات الدم من اليمن إلى البحرين إلى ليبيا إلى العراق إلى سوريا، وإلى كل هذا القتل والتدمير والتفجير الذي دمّر المنطقة وشتّت شعوبها ويكاد يقضي على مصيرها ومستقبلها"، داعيا إلى "حوار جديّ وحقيقي وبنّاء يخرجنا من هذه المحنة، ويقطع الطريق في وجه كل من لا يريد خيراً وسلاماً وأمناً لهذا البلد".