21 August 2016 - 16:17
رمز الخبر: 423393
پ
السيد علي فضل الله:
أكد السيد فضل الله على "أن حجم التحديات التي تواجهنا كبير سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني في ظل سعي الإرهاب المستمر لاقتناص الفرص للنفاذ إلى واقعنا أو على المستوى الخارجي وخصوصا العدو الصهيوني الذي لن يهدأ حتى يثأر من هزيمته عام ۲۰۰۶ وهو ينتظر الفرصة السانحة لذلك".
لبنان

رعى رئيس جمعية المبرات الخيرية العلامة السيد علي فضل الله وعضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر احتفال وضع الحجر الاساس لمبرة الامام الرضا في كفرجوز على طريق حبوش - النبطية، في حضور ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب عبداللطيف الزين يوسف الحاج، ممثل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو، عضو قيادة القومي في الجنوب الدكتور وسام قانصو، المسؤول السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب فضل الله قانصو، العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط، نجل الوزير السابق علي قانصو واجب قانصو، عضو شعبة كسار زعتر في حركة "أمل" الشيخ اسماعيل الشاعر، مسؤول المهن الحرة في "حزب الله" في المنطقة الثانية المهندس ربيع تقش وفاعليات بلدية واختيارية ودينية ونسائية. 

 

افتتاحا آي من القرآن الكريم والنشيد الوطني وترحيب من الشيخ علي غندور، ثم ألقى جابر كلمة قال فيها: "انها واحدة من مؤسسات خلاصة العمر وزبدة الحياة التي أغناها المغفور له سماحة المرجع محمد حسين فضل الله بالحب وعبق الانسانية وأرسى دعائمها مداميك خلود وصلوات شكلت عروجا لروحه الطاهرة الى عالم الصفاء حيث لا ظلم ولا حقد ولا ضغينة ولا شقاء ولا تعاسة. انها مؤسسات الحياة التي ملأها بكل معاني الإنسانية، بروح يسمو معها ويصفو معها، روح تؤوب راضية مرضية الى نعيم بارئها، نقية لم تعرف الحقد، لان الحياة لا تتحمل الحقد، فالحقد موت والمحبة حياة، كما قال سماحة السيد الراحل فضل الله المفكر المجدد بالانفتاح على كل آخر، بالتسلح بالاعتدال والتمسك بمبادىء الحوار، وما احوجنا الى هذه المبادىء في هذه الايام الصعبة التي نعيشها في لبنان والعالم العربي".

 

أضاف: "يا سماحة السيد رحمك الله لقد كنت على الدوام أحد أعمدة الحكمة. عباءتك التي تجلببت بها حضنت مؤمنين وأيتاما ومحتاجين الى زاد اليد واكثر الى زاد النفس لقد أوجدت مساحة تصالحية بين الدين والدنيا عبرت بها المذاهب والطوائف فغدوت نصير الانسان والحق والعدالة والتحابب والتآخي".

 

ودعا الى ما يجمع، نابذا ما يفرق، وقال: "ان مسيرة العلامة المرجع الراحل محمد حسين فضل الله كانت حافلة بالجهاد لاعلاء كلمة الحق وشؤون الدنيا وعزة الوطن. شعارك كان دائما وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض، فتركت خلفك العمل الصالح من خلال توفير الدواء والكساء والتعليم للمحتاجين فأنشأت المؤسسات الرعائية "جمعية المبرات الخيرية التي ترعى اربعة الاف يتيم سنويا، 16 مدرسة أكاديمية، سبعة معاهد مهنية ومستشفى وعددا من المؤسسات الثقافية والحوزات العلمية والمكتبات العامة وقاعات المحاضرات والمستوصفات الخيرية".

 

وختم: "ها نحن اليوم امام منشأة جديدة "مبرة الامام الرضا" برعاية نجلكم العلامة السيد علي، واسع العلم غني الفكر ومثال العالم الفقيه بشفافية تعكس ربيع الفؤاد وشعاع الضمير الحي. اننا ونحن نضع معا الحجر الاساس لمبرة الامام الرضا نسأل الله تعالى ان يكللها بالعطاء الانساني الدائم ويغنيها بمحبة ورعاية السيد علي"، حسب الوكالة الوطنية للاعلام.

 

بعد ذلك تحدث فضل الله وقال: "نلتقي مجددا في رحاب مدينة النبطية، المدينة التي ما إن تذكرها حتى تستحضر العلم والإبداع والشهادة والعنفوان والبطولة والمواقف العزيزة في مواجهة الحكومات الجائرة والطغاة الذين أرادوا تدنيس أرضها، وآخرها مواجهة العدو الصهيوني. نستحضر التآلف والتعايش الأنموذجي بين كل مكوناتها، نستحضر حضور أهلها في الخير والعطاء، ونلتقي لنتابع معا مسيرة مؤسسات الخير، فبعد ثانوية الرحمة والمبنى الموقت لمبرة الإمام الرضا. ها نحن معكم ومع كل الطيبين نضع الحجر الأساس لبناء جديد لمبرة الإمام الرضا التي وعدنا بها، لتضم في رحابها أيتاما وحالات اجتماعية صعبة ولن نتوقف ما دام في هذه الأمة نبضات خير وعطاء، وما دامت هناك حاجات ومتطلبات. ونحن في ذلك نقدم أنموذجا ينضم إلى نماذج أخرى في التكافل والتعاون الاجتماعي من أجل التخفيف من آلام المتألمين وعذابات المعذبين ومن أجل النهوض بهذه الأمة وتطويرها".

 

أضاف: "إن القيمة التي تأسست عليها هذه المؤسسات أنها انطلقت من الناس، وهي تعبير حقيقي عن تضافر عطاءات الناس الطيبين، هي لم تأت بموجب مرسوم من هذه الدولة أو تلك أو من هذه الجهة أو تلك بل هي رغبة صادقة ممن شعروا باحتياجات مجتمعهم واستنفروا الخير الدافق في قلوبهم وفي قلوب الناس، وكانت هذه المؤسسات هي نتاج هذا الخير الذي لن يتوقف ما دام الذين يديرونها لا يريدون منها جزاء ولا شكورا ولا منة بل يعتبرونها عملا خالصا لله ولخدمة عياله".

 

وتابع: "لقد فرض الواقع والأوضاع التي يعيشها البلد أن نقلع أشواكنا بأظافرنا، هذا ما حصل في الأمن عندما انطلقت المقاومة لتزيل الاحتلال الذي جثم على صدر الوطن بعدما لم توفر للجيش اللبناني القدرات اللازمة لذلك وهذا ما حصل في تأمين المؤسسات الاجتماعية والتربوية والصحية، وهذا ما يحصل الآن في الكهرباء والماء ومتطلبات أخرى حيث تغيب الدولة عن تأمين ما هو مطلوب وعن رعاية الأمن ومتطلبات مواطنيها.

لكن لا ينبغي أن يكون هذا هو القاعدة فما نريده هو الدولة، الدولة القادرة على حماية شعبها وتحقيق أمنه والدفاع عنه وتأمين متطلباته، دولة قوية قادرة دولة تخطط. مع الأسف وإلى الآن لم نبن دولة حقيقية في هذا البلد لا زلنا دولة لطوائف ومذاهب ولكل حساباتها، ونحن في ذلك لا تنقصنا القدرات والإمكانات، لدينا الإمكان إن تحررنا من الفساد، ما ينقصنا هو القرار حتى نبني هذه الدولة. لذلك نحن ننتظر جلسات الحوار مع كل التقدير لمن يرعاها لتبحث في مواضيع رئاسة الجمهورية أو تحريك عجلة المؤسسات أو قانون الانتخاب أو النفط أو غير ذلك، فيما ينبغي أن تقوم المؤسسات بذلك وألا ترضى بمرور يوم واحد حتى ننتخب رئيسا للجمهورية ونحرك عجلة المؤسسات".

 

وقال: "إن حجم التحديات التي تواجهنا كبير سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني في ظل سعي الإرهاب المستمر لاقتناص الفرص للنفاذ إلى واقعنا أو على المستوى الخارجي وخصوصا العدو الصهيوني الذي لن يهدأ حتى يثأر من هزيمته عام 2006 وهو ينتظر الفرصة السانحة لذلك أو الإرهاب التكفيري الذي يهدد الحدود الشرقية للبلد أو تلك الرياح العاتية الآتية من صراعات المنطقة ولا سيما في سوريا فالتجاذب الدولي والإقليمي لا يمكن أن يواجه بهذا الترهل وبهذه المراوحة ولا ينبغي أن يبقى الحمل الثقيل ملقى على عاتق الجيش والقوى الأمنية بقدراتهم المحدودة أو على من يساندهم في أداء دورهم بقدر ما ينبغي أن يسند ذلك توافقا سياسيا قويا ودولة قادرة. من هنا إن المسؤولية كبيرة على كل القوى السياسية أن تخرج من هذه البرودة في التعاطي مع التحديات وتواجهها بروح المسؤولية وفي التعامل بجدية مع كل المبادرات التي طرحت وتطرح لحل الأزمات وبأي عنوان كان ولتكن القاعدة في ذلك هي التي أعلنها الإمام علي لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين بأن نقول لأسلمن ما سلمت أمور الوطن".

 

أضاف: "ندعو إلى حوار جدي لا أن يكون الحوار كما نفعل نحن، حوار تقطيع الوقت انتظارا لتغيرات هنا وهناك، قد لا تأتي وإن أتت فلن تكون لحسابنا بل لحساب أصحاب القرار في هذا العالم، الذين يأخذون بعين الاعتبار مصالحهم وغالبا ما تكون على حساب مصالحنا. لقد بات واضحا أن القرار الآن بيد القوى السياسية وهي قادرة على الخروج من كل هذه المراوحة إن قررت ذلك، إننا نأسف أن يدعونا العالم من حولنا والعالم البعيد عنا إلى حل مشاكلنا ولكننا لا نفعل ذلك رغم أننا نرى مدى معاناة إنساننا".

 

وختم: "لن نعدم نقاط الضوء. إن نقاط الضوء حاضرة لدى هذا الشعب الذي يصبر ويضحي ويعطي ويصنع من الضعف قوة. هذا اللقاء هو نقطة من نقاط هذا الضوء فنحن لن نكتفي فيه بأن نضع الحجر الأساس لبناء جديد بل نريد وضع الحجر الأساس لبناء وطن قوي قادر على مواجهة التحديات، حجر نعبر به عن إنساننا حجر يؤمن لنا الموقع اللائق عند الله فالموقع عنده لا يبنى إلا بخدمة الناس الذين يحتاجون إلى خدمتنا. شكرا لحضوركم وإلى لقاءات جديدة".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.