جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها آية الله الاراكي في مؤسسة " الابرار " الاسلامية بلندن ، التي كرّسها سماحته لتسليط الضوء على موضوعي الايمان و الكفر بناءً على النصوص القرآنية و الاحاديث الشريفة، وفقا لموقع التقريب بين المذاهب الاسلامية.
و ضمن تأكيده على ضرورة التأمل و التدبر في آيات القرآن الكريم، اوضح سماحته : من خلال النصوص القرآنية و الاحاديث الشريفة ، نعلم أن الايمان على اربع مراحل . الاولى مرحلة ( اسلام الاعرابي ) . و الثانية مرحلة ( الاسلام الابراهيمي ).
و تابع سماحته : في مرحلة الاسلام الاولى ، كل من ينطق بالشهادتين يعد مسلماً، و يتمتع بكافة الحقوق الاجتماعية للمجتمع المسلم .
و أضاف آية الله الاراكي : في مرحلة الايمان الاولى يؤمن الانسان بالتوحيد و برسالة النبي الاكرم (ص) ، غير أنه سرعان ما يكفر بها ، و يعصي رسول الله (ص) ، و يأخذ من الدين ما يتفق مع مصالحه . يقرّ برسالة رسول الله إلا انه عملياً يفعل ما يتعارض معها ، و يهجر القرآن .
وتابع : في هذه المرحلة لا يشك الانسان بأن الله تعالى خالق السموات و الارض، و يؤمن بأن الرسول الاكرم (ص) نبي الله. و بعبارة أخرى، أنه آمن و أقرّ أيضاً، إلا انه عملياً لا يلتزم بالإطاعة، و هذه اكبر معضلة في تاريخ الرسالات .
وأوضح آية الله الاراكي : المرحلة الثانية من الايمان مرحلة الإطاعة ، إطاعة ما أمر به الله و رسوله . ففي هذه المرحلة آمن الناس بالاسلام في قلوبهم، ويطيعون الله ورسوله (ص) في افعالهم واعمالهم .
ولفت سماحته: من علائم الذين يتمتعون بالايمان الاول ويفتقدون الى الايمان الثاني، أنهم لا يلتزمون بإطاعة رسول الله (ص). فإذا ما آمنوا و لن يشكّوا في ايمانهم، فأنهم في المرحلة الثانية من الايمان ، وفي الحقيقة الايمان الثاني يعتبر مكملاً للايمان الاول .
وأشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الى أهمية وافضلية الاسلام الابراهيمي وتكامله مقارنة بالمراحل الأخرى، لافتاً: كل شخص وكل أمّة تبلغ مرحلة الاسلام الابراهيمي، تعتبر مؤهلة للاضطلاع بمرتبة الامامة، ويصلح نظامها وثقافتها - وفقاً للوعد الالهي - ويكون ذلك مدعاة لفلاحها وسعادتها .
وفي جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى مراحل الكفر قائلاً: ليس الكفر الاول نفي التوحيد ورسالة رسول الله (ص) ، بل عصيان رسول الله (ص) . و الكفر الثاني هو أن الايمان موجود لدى الانسان ولكن ليس ايماناً من القلب .و الكفر الثالث هو كفر الطاعة . يؤمن بالاسلام و برسول الله (ص) في قلبه ، و لكنه يعارض رسول الله (ص) في العمل . و يشار الى الكثير من كفر الطاعة باعتباره شركاً .
وفي توضيحه لمراتب الشرك يقول سماحته: الشرك الاول هو أن يرى الانسان لله شريكاً في ربوبيته . والشرك الثاني هو اقرار الانسان بأنه لا يوجد إله سوى إله واحد، غير أنه يؤمن في قلبه بوجود إله آخر، ويرى ثمة عنصراً آخر غير الله يحكم العالم .