قال سماحة السید إبراهیم رئیسی فی کلمة له فی المراسم الختامیة لفعالیة " جائزة الکتاب الرضوی السنویة": الکتابة الکریمة وصلت فی التعالیم الإسلامیة إلى مرتبة سامیة؛ حتّى أنّ دماء الشهداء لا تصل إلى هذه المرتبة فی یوم القیامة، وفقا لموقع العتبة الرضوية.
وقال أیضاً: فی الآیات الأولى التی أوحاها الباري تعالى على رسوله الخاتم(ص) عرّفه بثقافة الکتاب والکتابة، والنبي الأکرم (ص) هو مدینة العلم، وقد عرّف باب هذه المدینة للمجتمع البشري.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان بیّن أهمیة قسَم الباری تعالى بالقلم فی القرآن الکریم، وقال: هذا القسم لیس قسما بجمیع الأقلام وبجمیع ما هو مسطور للأقلام؛ بل إنّ الباری تعالى یقسم بالقلم الذی یکتب الحق ویدلّ على التوحید، ویکتب عن الکرامة الإنسانیة.
سماحة السید رئیسی أوضح أنّ المهمة التی أوکلها النبی الأکرم(ص) إلى أمیر المؤمنین(ع) بکتابة آیات الوحی تقع فی قمة الکتابة الکریمة، وقال: الکتابة من نتاجات الفکر البشری، وقد تحولت إلى الثروة المهمة للبشریة؛ ولکن للأسف بعض بنی البشر لم یستفیدوا من هذا الکنز العظیم، ولم یضیفوا إلیه شیئاً. سماحته وصف الکتاب بأنّه أمّ الحضارات وعصارتها، وقال: لدینا الیوم مؤلفات وکتب کثیر کتبت بأیدی علماء کبار، وکان فیها الفائدة الجمّة؛ ولکن إلى الآن هناک الکثیر من المجالات العلمیة التی تعانی من فقر ونقص جدّی؛ وعلى العلماء والمفکرین أن یولوها الاهتمام اللازم.
عضو اللجنة الرئاسیة فی مجلس خبراء القیادة أشار إلى معارف الثورة الإسلامیة ومبانیها کواحدة من المجالات التی مازالت تحتاج إلى مزید من العمل العلمی، وقال: أساس ثورتنا ومبانیها قامت على الثقافة والتحول الثقافی؛ وعلیه یجب على أصحاب القلم والفکر أن یقوموا جاهدین بتبیین وتدوین ثقافة الثورة الإسلامیة ومبانیها.
وأکدّ على دور متولی العتبة الرضویة المقدسة فی دعم أهالی العلم والفکر والثقافة والأدب فی عملهم لصون المجتع وتقویة مبانیه الفکریة والثقافیة ورفع المستوى المعرفی للمجتمع، وقال: فی هذا الطریق یجب احترام حریة الفکر والعمل، ویجب إنتاج آثار تحمی المجتمع وتحفز حس المسؤولیة بین أبنائه.
ولفت السید رئیسی إلى محاولات الأعداء التأثیر على عقائدنا وأخلاقنا وقیمنا وعلى فکر المجتمع الإسلامی فی إیران، وقال: فی مثل هذه الظروف الخطرة یقع على عاتق أصحاب الفکر والقلم أن یقوموا بما من شأنه حمایة المجتمع ولاسیّما فئة الشباب والیافعین. وأضاف: نحن لدینا ثقافة غنیة وحضارة عریقة هی الدین والقیم الإلهیة، والکثیر من العلماء والمفکرین اقتدوا بهذه الحضارة السامیة ولاسیّما بعد انتصار الثورة الإسلامیة المظفّرة، والیوم یمکن القول أنّ أصحاب القلم هم حرس حدود فکر المجتمع وثقافته، وهم الذین یحمون هذه الحدود ویمنعون اختراقها.
واكد السید رئیسي أیضا على ضرورة الإجابة عن المسائل المستحدثة، وقال: الخطوة الأولى فی هذا المسیر هي تحدید الاحتیاجات الفکریة في مختلف المجالات الاجتماعیة؛ وفی الخطوة اللاحقة یتحرک العلماء والمفکرون لتلبیة هذه الاحتیاجات.
ومن ثمّ أعلن متولی العتبة الرضویة المقدسة عن انطلاق حرکة الخدّام العلمیین للإمام الرضا(ع)، وقال: نرید من خلال هذه الحرکة أن نستعین بالباحثین والعلماء والموالین للحضرة القدسیة للإمام الرضا(ع) فی سبیل نشر الثقافة والمعارف السامیة لعالم آل رسول الله(ص).
من الجدیر ذکره أنّه تمّ فی ختام هذه المراسم تقدیم الهدایا من قبل متولی العتبة الرضویة المقدسة لأصحاب الکتب والمصنفات الفائزة فی جائزة الکتاب الرضوی.