جاء ذلكَ خلال الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه، السيد محمد عبدالحسين الأشيقر في مؤتمر الإمام الحسين (ع) المقام حالياً في كربلاء حيثُ جاء فيها: "إن قضية الإمام الحسين (عليهِ السلام) لا تزال إلى يومنا هذا تمدنا بالعطاءِ والقوة والعزيمة والقِدرة، وشأن قضية الإمام الحسين (عليهِ السلام) شأن القرآن الكريم الذي لا يختص مضمونهُ بعصر نزولهِ، وأنما يتجدد في كلِ عصرٍ ويعالج قضايا كل عصرٍ، فهو حيٌ متجدد كالشمسِ والقمر، كما وردَ في روايات أهل البيت (عليهم السلام)".
وأضاف السيد الأشيقر في كلمتهِ التي القاها بالنيابة عن المتولي الشرعي للعتبة العباسية قائلاً: "الحسين (عليهِ السلام) هو قرآنٌ ناطِق، لذا فإن قضيته وحركته ما هي إلا موردٍ عذب لكل من أرادَ أن يحيط بجوانب خُلقهِ، المستمد من خلق جده (صلى الله عليهِ وألهِ وسلم).
وتابع: إن المعطيات الحسينية والعناية الربانية لها قدسيتها الواضحة في تفسير المعجزة الإلهية الحقة، على أساس مقاييس الحق وأحكامهِ، على أن العلم الإلهي أكبر من إستيعابنا لقصور مقاييس عقولنا، فعقولنا محدودة والمحدود لا يدرك المُطلق، إلا عن طريق الرسالات والإيمان والتسليم، لذلك رأينا من الواجب علينا المشاركة ولو باليسير لبيان القيم العليا في النهضة الحسينية، لهذا نجتمع اليوم في مؤتمرٍ علميٍ دولي تحت شعار (النهضة الحسينية: مشكاة التكامل الإنساني)".
من جهتهِ أكدَ مدير مركز العميد الدولي للدراسات والبحوث الاستاذ الدكتور صالح العميدي، على ضرورة إقامة مثل هذه المؤتمرات موضحاً الأليات التي ستجري في المؤتمر، قائلاً: "هناكَ سبعة محاور في ندوات هذا المؤتمر منها؛ أثر النهضة الحسينية في التربية والتعليم والمفاهيم النفسية والأخلاقية والعقائدية، وأيضاً الثورة الحسينية وأثرها في تحريك الشعوب، والقيم الخُلقية والإلتزام القيمي لدى أصحاب الإمام الحسين (عليهِ السلام)، يشارك في هذا المؤتمر عدة باحثين من العراق ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن لبنان ومن مملكة البحرين، كما أن البحوث التي وصلت إلى المؤتمر نتجَ عنها بعد المراجعة والتقييم والتمحيص العلمي، اصبح العدد الكلي لها ما يقارب الأربعين بحثاً، وستكون هناك جلسة أفتتاحية صباح اليوم، وجلسة مسائية وغداً جلستين واحدة متخصصة باللغة الأنكليزية".
وعن مشاركة الباحثين في هذا المؤتمر قال الباحث البحريني جعفر محمد أيوب إن البحوث توزعت في كل جوانب القضية الحسينية، موضحاً خصائص بحثهُ المشارك في المؤتمر قائِلاً: "لقد اختص كل باحث بأمر معين من القضية الحسينية، لنحاول تغطية اغلب جوانبها، فهناك الامور التربوية والعقائدية والفكرية وغيرها، أما بخصوص بحثي المقدم فسيناقش دور القيادة في التأثير على القضية الإسلامية، وسنوضح من خلاله سماة القيادة الشرعية ودور الأمة في نصرتها، مستلهمين ذلك من القيادة المعصومة للإمام الحسين (عليهِ السلام) ودور اصحابهِ ومبادئهم في نصرتهِ".