التقى المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ الصافي الكلبايكاني في مكتبه بمدير وأعضاء المجلس الأعلى للحوزات العلمية، وضمن تقدير سماحته للتقرير الذي تمّ تقديمه، وإشادته بمدير وأعضاء المجلس الأعلى السابقين - وبالخصوص سماحة آية الله الحسيني البوشهري - قال سماحة المرجع: النقاط المذكورة في التقرير نافعة ومفيدة، وهي تكشف عن طموح الأساتذة للعمل بنواياهم الحسنة، وانه في ظلّ توجّهات الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ستتمكّنون من نيل رضا الإمام إن شاء الله.
وضمن تبيينه لأهميّة برامج وأنشطة المجلس الأعلى للحوزات العلمية أشار سماحة المرجع إلى جملة من التوصيات الهامّة.
الحوزة العلمية أمانة الإمام المهدي (عليه السلام)
لفت سماحة المرجع - في اُولى توصياته - انتباه الجميع إلى كون الحوزات العلمية أمانة، وقال سماحته: الحوزة العلمية أمانة من الإمام المهدي (عليه السلام)، وينبغي أن نلتفت إلى أنّ الحوزات العلمية الشيعية - وفي أيِّ مكان بالعالم كانت - هي أمانة من قِبَله (عليه السلام)، ويجب على الجميع أن يحافظوا على هذه الأمانة في عصر الغيبة.
وتابع سماحته قائلاً: كان لعلماء السلف من زمن الغيبة الصغرى ولحد الآن التفات خاصّ بالنسبة لكيفية الحفاظ على هذه الأمانة القيّمة من دون قصور أو تقصير... انظروا إلى هذه الحوزة العريقة التي امتدت لألف سنةٍ كم تعب فيها العلماء والفضلاء، حيث كانت لهم موائد خالية وقاموا بتضحيات كبيرة حتى وصلت هذه الأمانة اليوم إلينا وإليكم... ينبغي الاعتقاد بهذا الأمر، وأن تكون أنشطتنا في هذا السياق.
ضرورة الحفاظ على استقلالية الحوزات العلمية
كانت التوصية الأخرى لسماحة آية الله الشيخ الصافي الكلبايكاني حول استقلال الحوزات العلميّة، ونظراً لهذه الميزة الفريدة في الحوزات العلمية قال سماحته: استقلالية الحوزة أمرٌ هامّ جداً، وهو يُعَدُّ فخراً للشيعة، فعندما يسمعون في هذه الدنيا أنّ الحوزات العلمية والمدراس الدينية الشيعية مستقلةٌ من شتى النواحي ولا يتْبعُون أيَّ جهة فإنّ ذلك يؤدّي إلى اندهاشهم، وهو - طبعاً - مصدرُ فخرٍ للشيعة.
فكلّما زادت استقلالية الحوزات العلمية واتُّخِذت جميع القرارات والتخطيطات ذات الصلة - في كافّة الاتّجاهات - تحت إشراف العلماء والمدارس الدينية، فإنّه سيُحفَظ الاتّجاه الناجح والحقيقي الذي كان مباركاً وهامّاً لدى السلف من العلماء، ويمنع ذلك من الانحراف عن هذا الاتّجاه.
الأخلاق من القضايا الهامّة في الحوزة العلمية
كما أوصى سماحة المرجع بضرورة رعاية الأخلاق الحسنة وتهذيب النفس، وضمن الإشارة إلى أهمّية الأخلاق في الحوزات العلمية قال سماحته: موضوع الأخلاق من أهمّ المواضيع التي ينبغي الحفاظ عليها... إنِّي اُناشد نفسي أوّلاً بضرورة الحذر في هذا المجال، وأن نسعى لأن تكون أعمال وتصرّفات طلبة الحوزات العلمية مدعاة لحسن ظنّ الناس بهم.
وعليه إنْ هبط المستوى الاخلاقي - لا سمح الله - واُسيء الظن بالنسبة لتصرّفاتنا فإن ذلك يؤدّي إلى مفاسد عدّة... انتبهوا إلى ضرورة هذا الجانب الهامّ في جميع التخطيطات، واسعوا إلى أن تفوق الحوزات العلمية الآخرين في الأخلاق كما كانت كذلك منذ البداية.