وقال السید إبراهیم رئیسی فی مراسم إهداء جائزة جوهرشاد العالمیة التی أقیمت فی قاعة القدس فی الحرم الشریف: إنّ دور النساء فی رقی الإنسان، وفی استمراریة أعمال الخیر والإحسان هو دورهام للغایة، وإنّ کثیرا من الأعمال الکبیرة والخیّرة التی قام بها الرجال على مرّ التاریخ کان منشؤها ومبدؤها هو أمّ أو زوجة أو أخت مؤمنة، وفق موقع العتبة الرضوية.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان اعتبر أنّه کان للنساء دور کبیر فی کثیر من حرکات التحرر فی العالم وفی الحرکات الإلهیة والتوحیدیة، وأشار إلى دور النساء فی سنوات الدفاع المقدس (سنوات الحرب المفروضة الثمان) وقال: فی أیام الحرب المفروضة رأینا الدور العظیم الذی قامت به الأمهات والزوجات؛ فهن لیس فقط لم یحلن دون توجه الرجال والشباب إلى الجبهات؛ بل کنّ المشجعات والمحرضات والداعمات للرجال فی المشارکة فی الدفاع المقدس.
عضو الهیئة الرئاسیة فی مجلس خبراء القیادة فی إیران أشار إلى تضحیات النساء المؤمنات فی دول العالم الأخری، وقال: شجاعة وإقدام النساء المسلمات لاتقتصر فی إیران الإسلامیة فحسب بل یوجد هناک الکثیر من النماذج البارزة والناصعة فی هذا المجال، ومنها زوجة الشیخ الزکزاکی وعائلته فهی مع بناتها لهن دور کبیر فی مقاومة وصمود هذا العالم الجلیل القدر، والمجاهد فی سبیل الخیر والحق.
الوقف سبب لخلود الإنسان
وفی حدیثه أشار سماحته إلى المکانة السامیة للوقف فی التعالیم الإسلامیة، وبیّن أنّ أول واقف فی تاریخ الإسلام هو أمیر المؤمنین والسیدة الزهراء(علیهما السلام)، وقال: هاتان الشخصیتان تمثلان قدوة وأسوة لجمیع الرجال والنساء فی العالم وفی جمیع القرون والأعصار، وأثبتا أنّه لاتمایز ولا اختلاف بین الرجال والنساء فی جمیع أبعاد الکرامة الإنسانیة وفی الإحسان وعمل الخیر وفی الرقی والتکامل سیرا إلى الباری تعالى.
عضو مجلس خبراء القیادة اعتبر أن الوقف عامل فی تثبیت وتطهیر روح الإنسان وأنّه سبب فی خلوده، وقال: کان الوقف على مرّ التاریخ الإسلامی عاملا هاما فی توسعة ونشر المبانی الدینیة وفی تقویة المسلمین وفی الترویج للثقافة الإسلامیة.
وأوضح أنّ أساس الحركة المالیة فی العتبة الرضویة المقدسة یبتنی على عاملین هما الوقف والنذورات، وقال: النشاط الاقتصادی فی العتبة الرضویة هو نشاط هامشی، والأمر الذی تستند إلیه هذه العتبة فی الماضی والحاضر هو الوقف والنذورات.
وقال السید إبراهیم رئیسی أنّ السیدة جوهرشاد خاتون هی واحدة من تلامذة مدرسة النبی الأکرم(ص) والأئمة المعصومین(ع)، وقال: یمکن أن نستنتج من سیرة هذه السیدة الفاضلة أنّ تعالیم الدین الإسلامی الحنیف لا تنحصر فی قوم أو قبیلة أو عرق أو فئة معینة من الناس، فکل إنسان یتبّع بقلب سلیم القیم الدینیة فإنّ أنوار الإسلام وهدایته سوف تؤثر علیه، وسوف یصبح هذا الإنسان منشأً للخیر والبرکات؛ حتّى لو لم یکن ینتمی إلى عائلة متدینة وصالحة.
واعتبر أنّ لمسجد جوهرشاد دورا کبیرا فی نشر دین الإسلام وفی ترسیخ الأحکام الإلهیة، وقال: إنّ التحول الإیجابی فی حیاة السیدة جوهر شاد والذی جاء فی ظلّ التعالیم الإسلامیة قد ترک آثارا وبرکات عظیمة ومنها مسجد جوهرشاد الجامع.
متولی العتبة الرضویة المقدسة أشار إلى توصیات السیدة جوهرشاد حول موقوفة مسجد جوهرشاد، وقال: توصیاتها حول طریقة صرف عوائد موقوفات المسجد، وأنّ إدارته یجب أن تکون من قبل السادة الرضویین تدلل على الفکر الذی امتلکته هذه السیدة الفاضلة وعلى نوع عقیدتها، فهی أرادت إیجاد مجتمع لموالی أهل بیت العصمة والطهارة(ع).
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فر خراسان اعتبر أن تأسیس جائزة جوهرشاد بمحوریة تکریم سیدات العالم الإسلامی المحسنات والناشطات فی مختلف مجالات العمل الاجتماعی هو خطوة مؤثرة ومفیدة تحققت بعنایة ولطف الإمام الرضا(ع).
سماحة السید رئیس أوضح أنّ هده الجائزة هی خطوة رمزیة، وقال: لایمکن لهذه الجائزة أن تغطی جمیع السیدات من عالمات وواقفات وخیرات وناشطات اجتماعیات فی جمیع العالم الإسلامی، ولکنها تحاول المساهمة فی دعم وتشجیع السیدات المؤمنات المحسنات فی الترویج للثقافة الدینیة وثقافة الإحسان والعمل الخیری ومساعدة الفقراء والمساکین، والجهاد فی سبیل الله بالمال والنفس.
من الجدیر ذکره انّه تمّ فی هذه المراسم تکریم أربعة من السیدات المتمیزات من داخل إیران، وهنّ: السیدة فاطمة سادات نواب صفوی وهی السیدة ذات التاریخ الجهادی العریق ورئیسة مؤسسة الشهید نواب صفوی الثقافیة، والسیدة سیمین دخت وحیدی رائدة الشعر الثوری والملتزم فی إیران، والسیدة لعبت غرانبایه الطبیبة الجراحة صاحبة الإحسان والعمل التطوعی فی المجال الطبی، والسیدة خدیجة نیزاری عضوة المجلس الإداری فی جمعیة الخیرین فی إیران.
کما تمّ تکریم أربع سیدات من خارج إیران، وهنّ: السیدة مفتونة آتام من الناشطات فی المجال الاجتماعی والثقافی فی ترکیا وررئیسة جمعیة السیدة الزهراء(س) فی استطنبول، والسیدة الطبیبة والناشطة البحرینیة شعلة شکیب، والسیدة نازنین کریم رئیسة شبکة الأخوات الموالیات لأهل البیت(ع) فی کینیا، والسیدة علیة خلف صالح الجبوری المجاهدة والشجاعة التی قاومت العصابات التکفیریة فی العراق.
کما جرى فی نهایة هذا المراسم تکریم ابنة الشیخ المجاهد الزکزاکی زعیم الشیعة فی نیجیریا، وأخت الشهداء الستة من أبناء الشیخ الزکزاکی.