جاء ذلك في حفل ختام المخيم الكشفي الذي أقامتهُ العتبة العباسية المقدسة لطلبة الجامعات والمعاهد العراقية والتي أشرف عليها مشروع "فتية الكفيل" الذي أطلقتهُ العتبة العباسية قبل سنوات ويهدف إلى تقديم الخدمة والمساعدة لطلبة الجامعات وتنمية ثقافاتهم وقدراتهم وفق خطط وبرامج مدروسة.
وجاء في كلمة السيد الصافي في حفل أختتام المخيم الكشفي: "ندوعكم للتعمق في الجوانب العلمية، لإن صاحب العلم لا يخسر، وبالعلم تُرفع درجات الناس وتتفاضل بهِ، لكن لا بد للعلم أيضاً مِن موجِه، مِن محدد، حيثُ يحتاج البلد اليوم جميع الطاقات، والعراق بلد غني بهذه الطاقات، مشكلة الأنظمة السياسية في كلِ دور عندها مشكلة، ما أن نبتلي بدكتاتور أو بجاهل أو بفوضى أو بفساد، لكن على العالم أن لا يكسِل من ذلك ولا يمُل، لأن دائماً هناك أعداء، والعالم عدوهُ الجاهل".
وأضاف السيد احمد الصافي المتولي الشرعي للعتبة العباسية قائِلاً: "تقوية محبة البلاد في نفوس الطالب مدعاة إلى التفوق، التفوق يكون تارةً وضع ذلك الإنسان يكون محباً للتفوق، وتارة التفوق يحتاج إلى مُحفزات، إشعار الطالب بأن البلد بحاجة أليه، وهذه الدقيقة التي أنت تقضيها ممكن أن تقضيها في النوم أو في اللعب أو تقضيها في العلم، والعمر هو عبارة عن هذه الدقائق والساعات والأيام، ثم الأسابيع والأشهر والسنين، وكل ما كان الإنسان حريص على الإستفادة من الوقت كانَ نموه أسرع".
وتابع السيد الصافي حديثهُ بتوصياتٍ قدمها للمشاركين في المخيم الكشفي من طلبة الجامعات العراقية قائِلاً: "الطالب يحتاج اليوم وما دام هو اليوم في هذه القوة البدنية والفكرية يحتاج أن يستثمرها الأستثمار الأمثل، قد يكون هذا البرنامج يأخذ منكم أيام أربعة أو خمسة، لكنهُ واقعاً قد يترك بصمات كثيرة في حياتكم المستقبلية، معَ إنهُ نشاط غير صفّي بالحسابات المنهجية، لكن هذه النشاطات توجه الطالب الذي قد يكون غافل عن أشياء أو غير ملتفت لها، فبهذا النشاط اللاصفّي قد يلتفت أليها، أو الأستاذ قد يكتشف إن الطالب عندهُ أمكانيات كبيرة لكنها غير ملحوظة أثناء الدرس".
ثم أردف السيد الصافي حديثهُ مُسلطاً الضوء على حاجة البلد للطاقات الشبابية: "حقيقةً هذا البلد يحتاج، عندنا أزمة في إشغال المواقع، ليست أزمة رجال ولا أزمة مواقع، لدينا أزمة في إشغال المواقع، لإن معاييرها غير منضبطة، لكن عندما نوفِّر الكفاءات ستكون خياراتنا أكثر، الطلبة ممكن أن تنصهِر شخصيتهم بشكلٍ جيد بناءاً على حاجة البلد، بلدنا لا يمكن أن يُبنى بسواعد غيرنا، هذا غير ممكن، بل يُبنى بسواعد أبناءه، وسواعد أبناءه بحاجة إلى أن تنمو وتفرض نفسها علمياً وواقعياً".
يُذكر أن مشروع "فتية الكفيل" الذي تُشرف عليه العتبة العباسية المُقدسة قد أقام مخيماً كشفياً لطلبة الجامعات في إحدى عشر جامعة عراقية ولمدة خمسة أيام في مدينة كربلاء المقدسة.