بداية يوضح آية الله الاراكي، أن كل ما جاء في نداء سماحة القائد عبارة عن حقائق واضحة لا تقبل التأويل. مضيفاً : منذ سنوات و نحن نشهد قتل المسلمين على ايدي آل سعود، وما كارثة " منى " و المسجد الحرام إلا نماذج لهذا القتل . اضف الى ذلك أن حكام السعودية لا يكفون عن قتل الناس الابرياء في بلدان مثل اليمن و العراق و سوريا و ليبيا و افغانستان و الدول الاسلامية الأخرى .
و لفت آية الله الاراكي الى أن الفكر الوهابي يوغل في قتل المسلمين استناداً الى فتاوى رموزه، موضحاً : أننا نرى على مدار السنة، و بشكل خاص في موسم الحج ، أن خطباء المساجد في مكة و المدينة يكفرون اتباع كافة المذاهب الاسلامية سواء المذهب الشيعي و الاشعري و الحنفي و المالكي و الشافعي و الفرق الاسلامية الأخرى .
و اضاف سماحته : من وجهة نظر آل سعود أن كل من لا يؤمن بعقائد الوهابية و محمد بن عبد الوهاب ، يعد كافراً ، و لهذا يوغلون في قتل المسلمين الابرياء دون ادنى تحفظ .
و اعتبر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، ايمان آل سعود بالفكر التكفيري في غاية الخطورة و مدعاة لمصادرة أمن البيت الحرام و المسجد الحرام و بقية الاماكن المقدسة . مضيفاً : أن تكفير الآخرين مشكلة كبرى و خطيرة ، لانه سوف يبدل البيت الحرام الذي ينبغي ان يكون مكاناً آمناً للمسلمين كافة ، الى مكان يفتقد للامن و الامان .
و تابع آية الله الاراكي : البيت الحرام يجب أن يكون مكاناً آمناً لجميع المسلمين في كل وقت خاصة في موسم الحج . بل و اكثر من ذلك ، يجب أن يكون هذا المكان المقدس مكاناً آمناً للبشرية جمعاء ، و بؤرة لتعميم الامن الاسلامي ، لا أن يتحول الى مركز للخوف و الرعب .
و في جانب آخر من حواره لفت آية الله الاراكي الى عجز آل سعود عن ادارة الحرمين الشريفين ، موضحاً : أننا نرى من جهة ليس للمسلمين أي دور في ادارة الحرمين الشريفين ، و من جهة أخرى أن آل سعود عاجزون عن ادارة الحرمين الشريفين ، و ان ذلك بحد ذاته يعد سبباً في أن نشهد كل عام العديد من الكوارث و الاحداث المروعة .
و يرى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، ان الحل الامثل لمشكلات الحرمين الشريفين ، و كذلك الحيلولة دون بروز حوادث مؤلمة نظير كارثة منى ، يكمن في تواجد و مساهمة المسلمين في ادارة هذا المكان المقدس ، قائلاً : أن سبيل الحل الوحيد يكمن في مساهمة الدول الاسلامية بادراة الحرمين الشريفين ، كي لا نضطر الى مواجهة بروز حوادث مؤلمة ، اضافة الى الابقاء على البيت الحرام مكاناً آمناً للمسلمين .
و لفت آية الله الاراكي الى " كارثة منى " التي شهدتها مناسك حج العام الماضي ، التي نعتها بالفاجعة الكبرى ، موضحاً : كارثة منى لم تكن وليدة اللحظة حتى نقول انها حصلت نتيجة انفجار او حدث طارىء ، بل ان هذه الفاجعة استغرقت ساعات طويلة ، و ان الحجاج فقدوا حياتهم بمرور الوقت .
و أضاف سماحته : ألم يشاهد المسؤولون السعوديون ما كان يحدث في كارثة منى ؟ لماذا لم يبادروا الى نجدة الحجاج و مساعدتهم ، و تركوهم يموتون بشكل بطيء ؟ و مما يذكر أن شهود عيان يؤكدون بأن عدداً محدود من الحجاج توفوا في ساعات الصباح الاولى من الحادثة ، و أن الاعداد الكبيرة كانت قد فارقت الحياة عند الظهر و العصر نتيجة العطش الشديد .
و مضى سماحته يقول : حتى أن بعض الذين شاهدوا الحادثة عن كثب كانوا يقولون ، أن المروحيات و فرق الامداد كانت حاضرة في مسرح الاحداث منذ الدقائق الاولى ، و كانوا يشاهدون الحجاج يموتون من شدة الحرّ وبسبب العطش الشديد تحت اشعة الشمس الحارقة ، إلا انهم لم يحاولوا انقاذهم.
و شدد آية الله الاراكي على أن ارساء الامن و الامان في الحرمين الشريفين، منوط بمشاركة الدول الاسلامية في ادارة هذا المكان المقدس، لافتاً : أن آل سعود يتنصلون عن اداء واجباتهم تجاه ادراة الحرمين الشريفين ، و هناك قصور و تقصير كبيرين في هذا الصدد، مما يتطلب أن يأخذ المسلمون على عاتقهم مهمة ادارة الحرمين الشريفين .
و تابع سماحته : اضافة الى مقتل الحجاج في كارثة منى العام الماضي، كنا قد شهدنا قبل ثلاثين عاماً مذبحة مكة الدامية حيث هاجموا الحجاج الايرانيين و قتلوهم مع سبق الاصرار و الترصد . أن تاريخ آل سعود حافل بقتل الحجاج عن قصد وعمد.
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : لا شك أن آل سعود غير مؤهلين لادارة شؤون الحج ، و ليس بمقدورهم توفير الاجواء المناسبة لأداء مناسك الحج ، بل و في الكثير من المواضع يتقاعسون عن اداء واجباتهم عن عمد ، وليس هناك من خيار سوى اعادة النظر في اسلوب ادارة الحرمين الشريفين ، و محاولة اشراك كافة المسلمين في ادارة هذه المكان المقدس .
و أضاف آية الله الاراكي : لابد من اشراك المسلمين من مختلف المذاهب و الطوائف و الاحزاب في ادارة شؤون الحج ، لأن الحج ليس بالموضوع الطائفي أو الحزبي أو السياسي ، و لكن آل سعود جعلوا الحج موضوعاً سياسياً و لم يسمحوا للمسلمين بالمشاركة .
و أكد سماحته على ضرورة أن يتسنى لاتباع جميع المذاهب الاسلامية سواء الشيعة و الاشاعرة و المالكية و الحنفية و الشافعية و غيرها ، اداء مناسكهم في الحج بكل حرية ، مشيراً الى أن المسلمين كانوا يؤدوا مناسكهم وفقاً لمعتقداتهم ، قبل أن يستولي آل سعود على السلطة في الحجاز ، دون ان يكفرهم أحد .
و خلص آية الله الاراكي للقول : كي لا تتكرر حوادث الحج المؤلمة ، و من أجل أن يسود الامن تماماً في الحرمين الشريفين ، ليس من سبيل سوى تشكيل رابطة تضم مندوبين من مختلف الدول الاسلامية تتولى مهمة ادارة الحج ، كي يتسنى لها وضع كافة الامكانات المناسبة تحت تصرف الحجاج ، و الحد من تحكّم آل سعود بهذا المكان المقدس ، و محاولة جبران تقاعسهم وعجزهم عن تقديم الخدمات اللازمة لحجاج بيت الله الحرام . موضحاً : السعودية تصدر اكثر من عشرة ملايين برميل من النفط يومياً ، غير أن اموال النفط تنفق على قتل المسلمين الابرياء في اليمن و العراق و سوريا و أماكن أخرى ، بدلاً من انفاقها على حجاج بيت الله الحرام . لو ان جزءً من هذه الاموال يكرّس لخدمة الحجاج لتسنى توفير الكثير من الامكانات المطلوبة لتيسير مناسك الحج و الحفاظ على أمن الحجاج و سلامتهم.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)