16 September 2016 - 20:19
رمز الخبر: 424024
پ
الشیخ قبلان:
طالب الشيخ عبدالامير قبلان "السياسيين في لبنان ان يعوا المخاطر التي تتهدد وطننا ويرتقوا الى مستوى التضحيات والانجازات التي يحققها الجيش اللبناني والقوى الامنية والمقاومة، فيتنازلوا لبعضهم البعض ويتمسكوا بالحوار الوطني باعتباره حاجة وضرورة وطنية للخروج من الازمات التي تعصف بالوطن".
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بقوله تعالى في كتابه العزيز، "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" هذا النبي الكريم حط رحاله بمكة المكرمة وكأنه هبط من السماء يدعو الناس من عليائه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقول لهم: "قولوا لا اله الا الله تفلحوا" على قاعدة الوحدة التي تحقق الآمال وتدعو الى المعروف والمنكر وتعمل الصالحات وتبتعد عن السيئات، مكة ذروة العرب وسنام قريش فيها الامال ترجى والمكتسبات تعطى والمساواة ترجى والانصاف يتحقق، ففي ربوع هذه الارض التي ترتفع مع الدعاء وتسير في سبيل الخير وتتعاطى مع امنيات الناس وتعمل في سبيل مجتمع ناضج متبصر مستقيم لنسلك جميعا الطريق الواضح الموصل الى رضا الله، وبعد انتهاء مناسك الحج رجع الحجاج الى ديارهم وربوعهم ومناطقهم وكأني بهذا القائد الملهم الذي ارسله الله من انفس القوم ليدعوهم الى الوحدة، لان الوحدة التي تجمع الناس على اختلاف مشاربهم ومآربهم والوانهم ومجتمعاتهم لتوحد بينهم، فالنبي هو اهمنا وارفعنا درجة ومحطة وسلوكا وسيرة،   فالنبي عندما سلم الامانة في يوم الغدير قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اراد ان تسير الامة على نهج الحق والاستقامة، فهذا النبي العظيم والقائد الملهم والبطل الشجاع الذي حطم الاصنام والاوثان لتعود الناس الى شريعة الحق ودين الهدى لتعمل جاة جاهدة للوصول الى رضا الرحمن وتتظلل بظلاله وتعمل بقرآنه وتسير على نهجه، وهو يقول لهم: سيروا على بركة الله، التزموا بخطه وجاهدوا في سبيل الله وتآخوا كمؤمنين وتعاهدوا كمسلمين كونوا امة وسط، تعمل لانقاذ الشعوب من الضلالة والانحراف والاعوجاج، اتقوا الله واعملوا بهديه واستنوا بسنة نبيه والتزموا القرآن وكونوا اخوة احبة وتعاونوا على البر والتقوى، ابتعدوا عن العصبيات والاحقاد والانانيات و الكبرياء".

وتابع: "اراد رسول الله ان تكون الامة الاسلامية متمسكة بحبل الله عاملة بأوامر الله، وما اوصى به الرسول في غدير خم لنكون عبرة وعظة وحكمة لمن يريد ان يلتحق بهذا الانسان الذي باركه الله ورفعه اليه للسماء السابعة اخذا معه الحب والخير والرحمة وكأن به يقول: اختارني الله من انفسكم هو الكبير والراقي والعظيم والحق والصدق وهو الورع والتقوى. ولقد اوصى الرسول المؤمنين في غدير خم عند مفترق الحجاج ليقول لنا: اسمعوا وتعاهدوا وسيروا على خطنا ونهجنا وسلوكنا، وابتعدوا عن الانانية والحساسية والمخاصمات كونوا دائما مع النبي واهل بيته الطيبين، وابتعدوا عن الشقاق والنفاق التزموا الاستقامة والوضوح والرؤى الصحيحة، ونحن نطالبكم اليوم بعد رجوعكم ايها الحجاج ان تفتحوا صفحة جديده لتتعاونوا من خلالها في ما بينكم على الود والمحبة، ان يوم غدير خم هو يوم التلاقي حيث دعا النبي في رابعة النهار ليلتزموا بدعوته: يا علي انت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، نرحب بك قائدا عالما حكيما واعظا منذرا هاديا مهديا، وكأن بالنبي اتصوره اليوم والقافلة تسير نحو غدير خم ليقول لهم بلسان حاله قفوا انكم مسؤولون، كونوا امة التوحيد احذركم من الظلم والفتن والجشع والدنيا، قولوا لا اله الا الله تكونوا من اعز اوليائه، اتعظوا بهديه وابتعدوا عن الظلم والشر والفتن، كونوا مع الله ليكون الله معكم والله يحفظكم".

 

وطالب "السياسيين في لبنان ان يعوا المخاطر التي تتهدد وطننا ويرتقوا الى مستوى التضحيات والانجازات التي يحققها الجيش اللبناني والقوى الامنية والمقاومة، فيتنازلوا لبعضهم البعض ويتمسكوا بالحوار الوطني باعتباره حاجة وضرورة وطنية للخروج من الازمات التي تعصف بالوطن، فيبادروا الى الاتفاق لانتخاب رئيس للجمهورية جامع للصفات والمناقب الوطنية التي تؤهله قيادة سفينة الوطن الى شاطىء النجاة والسلامة، وعليهم ان يتفقوا على قانون انتخابات عصري يحقق صحة التمثيل ويقوم على النسبية بما يبعد الغبن عن كل المكونات السياسية، واذا كنا نطالب بحل الازمات السياسية ضمن سلة واحدة، لاننا نريد ان نجنب بلدنا ازمات جديدة لا نقوى على تحملها".

 

وحذر من "استمرار الشلل الحكومي الذي ينعكس ترديا على مصالح لبنان اللبنانيين ويؤسس لمزيد من التعطيل في المؤسسات العامة، فيما يحتاج لبنان الى تفعيل مؤسساته الرسمية ودعم المؤسسة العسكرية بكل الامكانيات والوسائل ليظل لبنان مصانا بجيشه ومقاومته وسائر القوى الامنية التي تحقق انجازات نوعية في كشف الخلايا الارهابية وتجنيب بلدنا الويلات والنكايات".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.