16 September 2016 - 20:36
رمز الخبر: 424026
پ
الشیخ احمد قبلان :
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى "أن ظروف البلد معقدة، ومشاكل الناس كبيرة، وهذا يفترض بالقوى السياسية كافة، أن تعي وجع الناس، وتتحسس آلامهم ومعاناتهم، وتعيش مأساتهم.
 الشیخ أحمد قبلان

وقال الشيخ قبلان، من هنا نرفع الصوت وننبه الجميع إلى خطورة ما يجري، ونسأل السياسيين إلى أين أنتم ذاهبون بالبلد؟ فهل فقدتم الوعي أم أن أحاسيسكم تعطلت حتى دخلتم في هذا الفراغ المدمر وهذه الكيدية المقيتة، وهذا الانقسام المريع، وهذه الممارسات التي راكمت الأزمات، ووضعت الدولة على شفير الانهيار الاقتصادي والمالي، وجعلت من الفساد ثقافة سياسية ومجتمعية، تهدد الميثاق والصيغة، وتلغي الشراكة وتقوض الكيان من أساسياته، فالواجب الوطني يحتم علينا جميعا أن نقوم بمراجعة شاملة لكل حساباتنا وقراءاتنا كي نتبين مصلحة بلدنا، ونعمل من أجلها دون إبطاء، بعيدا عن أي اعتبار طائفي أو مذهبي. فالظروف عصيبة وما نحن فيه متداخل بالإقليمي والدولي، ولكن تجاوزه ليس مستحيلا، إذا ما تضافرت الجهود بعقلانية وثبات وعودة إلى طاولة الحوار، ريثما يتم الاتفاق على قانون انتخابي صحي يضمن الوصول إلى تكوين سلطة وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية التي نريدها بتوافق الجميع وميثاقية الجميع وشراكة الجميع".

 

وأكد الشيخ قبلان أنه "على اللبنانيين جميعا مسلمين ومسيحيين أن يتكاتفوا، لا أن يتنافروا، وأن يتشاركوا لا أن يتفرقوا، وأن يتحابوا لا أن يتحاربوا، من أجل أن يبقى لبنان قويا ومقاوما وقادرا على مواجهة الأطماع وجبه التحديات"، منبها إلى "أن لعبة تعطيل الدولة وشل مؤسساتها يجب أن تتوقف من دون شروط، والحديث عن لبنان الكبير ولبنان الصغير ليس في محله، فلبنان كله بخطر من شماله إلى جنوبه، ومن ساحله إلى جبله، وعلى واضعي العصي في الدواليب أن يتذكروا بأن في بلدهم ما يزيد على مليوني نازح".

 

أما في الوضع السوري فقد لفت الشيخ قبلان إلى "أن ما قدمته الإدارة الأميركية من دعم عسكري بقيمة 38 مليار دولار للكيان الصهيوني، يؤكد أن واشنطن لا تريد نهاية للفتنة الدموية، بل تريد هدنة حرب لأهداف تتصل بخريطة المنطقة وأمن إسرائيل. ولكن على الرغم من كل ذلك نأمل بأن تصمد الهدنة في سوريا، وتحدث نقلة نوعية باتجاه الحل السياسي وعودة الأمن والاستقرار، لأن ما حدث لسوريا ولشعبها كان كبيرا جدا، وتداعياته المأساوية والإنسانية تركت ندوبا بالغة على خارطة المنطقة وشعوبها جراء تخاذل بعض الأنظمة، وظلم واستبداد بعض الحكام الذين أوصلوا الأمور إلى هذا الواقع المأساوي".

 

ودعا الشيخ قبلان "إلى إخماد هذا الحريق وتكثيف الجهود من أجل إنقاذ سوريا، ونثمن غاليا الدماء المقدسة التي بذلت من أجل وحدة سوريا أرضا وشعبا، إذ يكفي سوريا كما يكفي العراق واليمن والبحرين وليبيا كل هذا القتل وكل هذا الدمار، وصار لزاما على الجميع البحث في الحلول الجذرية التي تخرجنا من هذه النكبة الكبرى، وتضع حدا لهذه الانهيارات في دولنا وشعوبنا، وتحمي أمتنا التي تكابد بسبب تفككها وتفسخها وسماحها لأهل الفتنة بأن يلعبوا لعبتهم، ولأصحاب المشاريع والمخططات التآمرية بأن يعبثوا بوحدة ومصير هذه الأمة، ويجعلوا منها فريسة الجهل والتخلف والعودة بها إلى القرون الوسطى من خلال عصابات أعماها الضلال والتكفير، والتي لا يمكن أن تكون إلا ضد الإسلام والمسلمين".

 

وختم الشيخ قبلان :"كذلك الأمر بالنسبة إلى لبنان، هذا البلد الذي لا يمكن فصله عما يجري في المنطقة، كما لا يمكن أن ينعم بالأمن والاستقرار ومحيطه مشتعل، لهذا ندعو كل الأطراف إلى وعي مسؤولياتها، ولعب دورها الوطني كاملا، بعيدا عن التهديدات والتهويلات ولعبة الشوارع التي قد تسقط لبنان".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.