واعتبر قائد الثورة سماحة ایة الله العظمی السید علی الخامنئی فی هذا اللقاء، الحرس الثوری بانه 'الخندق المنیع للثورة' و 'العنصر البارز للدفاع عن الامن الداخلی والخارجی والهویة المتالقة والممیزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرک باتجاه التطلعات والاهداف'.
واشار القائد الی الامر الذی اصدره الامام الخمینی (رض) بتشکیل القوات الثلاث للحرس الثوری مؤکدا علی اهمیة وقیمة ومکانة الحرس الثوری قائلا ان الجملة الشهیرة التی قالها الامام الخمینی (رض)و هی: 'ان لم یکن الحرس الثوری لما بقیت البلاد' جاءت لسبب ان الحرس الثوری هو الشجرة الطیبة التی تنتج هویتها، الایمان والحرکة الثوریة والجهادیة وان حفظ البلاد والثورة رهن باستمرار هذه العناصر المهمة.
واعتبر سماحته الامن بانه موضوع مهم للغایة ویمهد لتحقیق التقدم المعنوی والمادی فی المجتمع وقال ان من واجبات الحرس الثوری هو حفظ الامن الداخلی والخارجی وان لم یوجد الامن الخارجی، ولا یتم التصدی للعدو فی خارج الحدود، فان الامن الداخلی سیمس ویزول.
ورای قائد الثورة ان الامر الضروری لاحباط مفعول التهدیدات العسکریة یتمثل فی الاقتدار المتزاید للقوات المسلحة وقال ان بعض التصریحات اطلقت خلال السنوات الماضیة احیانا من قبل بعض المسؤولین من ان زوال التهدیدات العسکریة والحرب تم علی اثر اتخاذ الاجراء الفلانی، بید ان هذا الکلام غیر صحیح، لان العامل الوحید لازالة التهدید العسکری تمثل وسیتثمل فی 'الاقتدار الدفاعی والعسکری' و 'بث الرعب والخوف لدی العدو'.
واکد قائد الثورة الاسلامیة ان ای عاقل لا یتخلی عن قوته الدفاعیة، لذلک فان القوة الدفاعیة للبلاد یجب ان تتعزز یوما بعد یوم، معتبرا أن 'الایمان' یشکل العامل الرئیسی لترسیخ القوة الدفاعیة للبلاد مضیفا ان الحرب غیر المتکافئة هی بهذا المعنی اذ ان الطرف الاخر ورغم امتلاکه للادوات والمعدات المتطورة، یفتقد الی عامل الایمان.
وقال سماحته ان النموذج البارز للحرب غیر المتکافئة وقع فی العراق، وهو عندما استطاعت القوات الشعبیة العراقیة التی تفتقد للتجهیزات العسکریة المتطورة، لکنها تمتلک درجة عالیة من الایمان استطاعت تحریر مناطق فی البلاد لم تتمکن القوات الامریکیة وحلفاؤها منذ تواجدهم فی العراق من السیطرة علی تلک المناطق.
وتطرق ایة الله العظمی الخامنئی فی جانب اخر الی موضوع 'تحریف اجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامی' وقال انه الی جانب الکلام الخاطئ الذی یطلق بشان القوة الدفاعیة للبلاد، فان بعض الکلام المغلوط والتحریفات یطلق حول بعض مفاهیم الثورة، اذ ان خطرها اکثر من ذلک الکلام.
ورای سماحته ان نبذ مفهوم 'الاستقلال' واعتباره ردیفا للعزلة، یعد احدی حالات التحریف وقال ان الهدف الرئیسی من نبذ الاستقلال هو السیر علی خطی النظم التی تضعها القوی السلطویة والمؤسف ان البعض یکررون هذا الموضوع بعلم او من دون علم.
واعتبر قائد الثورة ان 'الاستقلال والثقافة والمعتقدات' تشکل هویة شعب ما متسائلا: لِمَ یجب ان نتخلی عن هویتنا الحقیقیة ونتبع الاسالیب المغلوطة والفاضحة للغرب؟
وقال القائد ان احد التحریفات الاخری لاجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامی هو 'اعتبار تحقیق التطلعات والاهداف ردیفا لعدم العقلانیة' واضاف أن الترکیز علی التطلعات والاهداف والمثالیة هو العقلانیة بعینه، لانه ان اصبح شعب ما بدون تطلع وهدف سیکون شانه شان المجتمعات الغربیة الحالیة، خاویا وفارغا من الداخل.
وعن احد التحریفات الاخری لاجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامی قال سماحته ان احد عناصر القوة الناعمة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة هو 'عدم الثقة المطلقة بالقوی السلطویة الدولیة' والتی مظهرها الیوم هی امریکا.
وشدد سماحته علی ضرورة توسیع عدم الثقة المطلقة بامریکا قائلا: المؤسف ان البعض غیر مستعدین لتقبل عدم الثقة هذه ورغم انهم یقولون فی الظاهر بان امریکا هی عدو، لکنه لا یوجد شعور حقیقی لدیهم بعدم الوثوق بامریکا.
واعتبر القائد عدم الثقة المطلقة بامریکا بانها حصیلة العقلانیة النابعة من الفکر والعمق والتجربة مضیفا اننا شاهدنا العداء الذی تناصبه لنا امریکا طیلة السنوات التی تلت الثورة وفی القضایا الاخیرة المتعلقة بالمحادثات النوویة وفی قضایا اخری.
وقال سماحته متوجها الی بعض بلدان المنطقة: ان لم تتحلوا بالیقظة ولا تدرکوا مکیدة نظام الهیمنة الامریکی وتنخدعوا بابتساماتهم، فانکم قد تتخلفون ل 50 او حتی 100 عام.
واکد اننا ان فتحنا الیوم الطریق امام المحادثات مع امریکا ووساوسها فی القطاعات المختلفة، لیس نمهد لنفوذهم وتوغلهم الجلی والخفی فحسب بل لن یتحقق التقدم المنشود للبلاد ابدا، وسیکون التخلف امرا حتمیا.
ودعا قائد الثورة المسؤولین الی التحلی بالتیقظة والصحوة قبال نفوذ وهیمنة العدو وقال ان الامریکیین یصرون علی نجری معهم مباحثات حول قضایا منطقة غرب اسیا لاسیما سوریة والعراق ولبنان والیمن، لکن ما هو هدفهم الحقیقی من اجراء المباحثات؟ فلیس هدفهم سوی الحد من حضور الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی المنطقة بوصفها العامل الرئیسی للاخفاقات التی تتکبدها امریکا.
واشار الی الخدع الامریکیة فی المحادثات وعدائهم السافر والذی شهدنا نماذج منه فی المحادثات النوویة وقال ان العقلانیة تتطلب ان نبدی عدم ثقة تامة ازاء الذین اظهروا عدائهم.
واشار سماحته الی بعض التصریحات التی تتحدث عن اجراء مفاوضات مع امریکا فیما یخص قضایا المنطقة مؤکدا ان المفاوضات مع امریکا لا تجدی نفعا فحسب بل تنطوی علی ضرر ایضا، وهذا الموضوع ابلغ لکبار المسؤولین مرفقا بالاستدلال، ولم یکن لدیهم جوابا فی رفضه.
واکد القائد ان المحادثات لا تقلص حجم العداء فضلا عن انها تفسح المجال للتوغل مؤکدا ان العدو یبذل قصاری محاولاته وجهده للنیل من امن البلاد، لذلک فان جمیع مؤسسات القوات المسلحة والاجهزة ذات الصلة یجب ان تحافظ علی هذا الامن بوصفه انجازا مهما فی العالم الذی یسوده الیوم التدهور الامنی.
وفضلا عن امن بیئة العیش، اعتبر سماحته الامن الثقافی والفکری بانه مهم للغایة ایضا واکد ان الحرس الثوری یجب ان یضطع بدور فی جمیع هذه الامور.
واشار قائد الثورة الاسلامیة فی جانب اخر الی الاستقبال الجماهیری الحافل الذی یلقاه المسؤولون خلال زیاراتهم الخارجیة معتبرا ان ذلک یشکل سببا اخر لتحول الشعب الایرانی الی مثال یحتذی وقال ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مازالت فی بدایة مشوارها لبلوغ الاهداف والتطلعات السامیة، لکن هذا الکم من الحرکة واظهار الاستقلال والصمود والعزیمة الراسخة، اجتذب قلوب الشعوب نحوه.
وشدد ایة الله العظمی الخامنئی علی ضرورة مواصلة هذا الدرب النورانی بقوة وجهوزیة مادیة ومعنویة متزایدة قائلا ان درس القرآن لنا، هو ان نقف ونصمد بوجه الخصوم بالاستعانة بالله المتعال لان الله والهدایة الالهیة معنا.
واکد سماحته: انی لست قلقا اطلاقا تجاه المستقبل واری ان غد البلاد وفی ظل التوفیق الالهی سیکون افضل بکثیر من حاضرنا هذا.
وفی مستهل اللقاء، تحدث حجة الاسلام والمسلمین سعیدی ممثل الولی الفقیه فی حرس الثورة الاسلامیة وقال ان توجه قادة ومسؤولی قوات الحرس والتعبئة یتمثل فی مواصلة خطاب الامام والقائد وقال ان الحرس الثوری سیوظف جل طاقاته لتادیة واجباته ووظائفه ورفع رایة الثورة الاسلامیة الصانعة للحضارة خفاقة عالیة.
کما قدم القائد العام للحرس الثوری اللواء محمد علی جعفری تقریرا قال فیه ان اساس الاستراتیجیة الرادعة للحرس هو النهوض بالمعنویة وحفظ المعنویات الثوریة علی کافة المستویات.
واضاف اننا لن نسمح بتحقق المشاریع الخبیثة لامریکا للتوغل والنفوذ فی داخل النظام قائلا: کونوا علی ثقة بانه سیتم قطع جذور واغصان الشجرة الخبیثة التی ترید اختراق السیاسات الامریکیة للبلاد.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)