وطالب المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، في كلمته التي القاها نيابة عنه نجله السيد علاء الحكيم، خلال المؤتمر 31 للمبلغين والمبلغات، في النجف الاشرف، المتصدين إلى الشأن العام، بـ "التعامل مع هذه الجرائم على إنها جرائم إبادة ضد الإنسانية"، مطالبا المتصدين السياسيين بـ "توحيد جهودهم وتوجيه الطاقات إلى هدف واحد، وهو بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة لتمارس دورها بتقديم الخدمات للمواطنين، ومعالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم والسعي الجاد لرعاية عوائل الشهداء وتخفيف معاناتهم وتقديم يد العون للجرحى".
ودعا المبلغين والمبلغات إلى "البحث عن واقع النهضة المقدسة وإبعادها وأهدافها ودراساتها موضعيا وتثقيف المؤمنين والاعتزاز بدينهم والدفاع عنه، والتعريف بأهمية إحياء هذه الذكرى وأهمية الدين والثبات امام الأشرار، بمختلف الأساليب، وينبغي متابعة ما ورد عن ال البيت في ذلك والتذكير به لان مواقفهم العملية موقعها الخاص في نفوس المؤمنين".
وأشار، إلى ضرورة "بث الثقافة الدينية العامة في العقيدة والسلوك والتعريف برموز الدين وتنبيه المؤمنين من التعرف على واقع دينهم والاعتزاز بأمورهم والتنفر من الطغاة والمنحرفين"، مشددا على ضرورة "مراعاة الغرض الأهم من هذه المواسم والتي اكد عليها اهل البيت عليهم السلام، وعرض ظلامة سيد الشهداء خاصة وظلامة اهل البيت عامة والتفكر، لان في ذلك أداء لحقهم والتعبير عن موالاتهم" وتأسي شيعتهم بهم وصبرهم على ما يمر بهم للاستمرار بقضيتهم.
ونوه المرجع الحكيم، إلى ان "الشعب العراقي وشيعة اهل البيت خاصة، واجهوا منذ الأيام الأولى لسقوط النظام هجمة إرهابية شرسة أدت الى استشهاد وجرح ما لا يحصى منهم ، وكادت البلاد ان تقع ضحية للإرهاب لولا رعاية المرجعية في فرض الدفاع عن الأرض والمقدسات، وكان لاستجابة المؤمنين اثر كبير في صد الهجمة الإرهابية"، مضيفا "أننا نثمن تلك الوقفة الشجاعة، وندعو المبلغين إلى التواصل مع المقاتلين وشحذ هممهم".
وتطرق المرجع الحكيم إلى، واقعة الطف مبينا ان، "فاجعة الطف احدثت تحولا عظيما في تاريخ الإسلام وصانت قيمه من الزيف والانحراف مع انها انتهكت حرمة ال بيت الرسول، حيث واجه الامام الحسين والصفوة من بيت وأنصاره وبكل ما يملكون بكل قوة معنوية الطغاة مستغلين إغراءات المال وبطش السيف من اجل ان لا تنسى الامة الدين الإسلامي وأخلاقياته الفاضلة وترجع في غفلتها نحو جاهليتها لتتخذ من الطغاة أصناما تعبدهم من دون الله".
وأضاف، "كان سيد الشهداء على علم بما ستؤول لها الأمور، ومع ذلك سار الى الموت بخطى ثابتة وعزم راسخ ولم يكن معهم الا عدد قليل من المؤمنين ممن امتحنهم الله للأيمان، ولقد احس الامام بالفتح وتلمس النصر المتمثل في الشهادة"، مشيرا إلى ان "واقعة الطف كانت صرخة أيقظت ضمير الامة ونبهتها الى ما هي عليها من سوء، وصبت عليهم اللعنة والنقمة ابد الآبدين وعادت دينة الدين حية تستقطب ذوي السعادة والتوفيق ليبلغوها الأجيال لتبقى كلمة الحق ظاهرة تقوم عليها الناس".
وتابع، "واذا كان سيد الشهداء قد تحدى الطغاة والمنحرفين، وقدم نتيجة ذلك الدماء الزكية فان شيعته قد واصلوا التحدي منذ الأيام الأولى والمواصلة على احياء الذكرى المقدسة والعقائدية والرموز الشامخة ملبين نداء النصرة والاستغاثة الذي لا يزال الى ألان، وقد تحملوا في سبيل ذلك والى يومنا هذا التشكك والمصائب والماسي والفجائع ونزف الدماء ما لم يحط احد".
وأشار المرجع الحكيم، إلى انه "مرت على المؤمنين ظروف عصيبة بدأت منذ الأيام الأولى من سقوط النظام الى دخول التكفيريين حيث بدأوا باستهداف المجالس الحسينية، وواجه المؤمنون تلك الماسي ببطولة وكان لتلك المواقف أعظم الأثر في صد الهجمة الشرسة فجزاهم الله خير على كل ما قدموه وان هذا كله بعين الله ورعايته، وقد كان للمد الإلهي والكرامات التي رآها المؤمنين على مدى العصور المختلفة أعظم الأثر في شد عزائمهم وشحذ الهمم مما زادهم ثبات على العقيدة وبصيرة، وهكذا صدق الوعد الأهلي الذي أشارت اليه زينب الكبرى في حديثه مع الإمام زين العابدين في 11 من محرم".(۹۸۶۲/ع۹۲۵)