23 September 2016 - 18:13
رمز الخبر: 424184
پ
الشیخ قبلان:
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "الحوار مدخل مهم لحل الازمات، وهو يذكرنا بالمباهلة التي حاور خلالها النبي محمد نصارى نجران الذي اخذ طريقا سهلا ومباركا في الاعتراف بالاخر، فالنبي باهل رجال الدين المسيحين، وهذا الاسلوب هو الوحيد الذي يوصل الشعوب الى وضعها المستقر فتحل المشاكل من خلال الاعتراف بالاخر والتمسك بالمبادىء الصحيحة المقبولة عنده.
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان

وطالب الشيخ قبلان" المسلمين وبعد انتهاء من موسم الحج ان نفتح صفحة جديدة لحل المشاكل من خلال الحوار والاعتراف الاخر والسير في طريق الحق والخير لايصال الانسان الى حقه ، نحن اليوم بحاجة الى هذا الطريق الحواري المعترف به عند الاطراف كافة لذلك نقول للجميع اسمعوا صوت العقل والتزموا الخيارات الجيدة التي تنصف الناس في حقوقها وواجباتها، فالاسلام دين الحوار والخير والمحبة لا تزمت لا غلظة ولا خشونة فيه، بل هدوء وعقلانية واعتراف بالاخر ومحادثة وبحث لوضع الحلول المنهجية والصحيحة لخدمة الانسان وتحقيق مصلحته وحقه.ونحن اليوم نعيش اياما صعبة وطروحات شائكة علينا ان نتنحى عنها وتضع امام اعيننا الحلول التي تخدم الناس وتوصلهم الى مصالحهم واهدافهم، فالاسلام دين الخير والحق والرحمة والمحبة ،وعلينا الالتزام بالمبادىء القويمة لنكون خير امة اخرجت للناس تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر، فنكون امة خير ومنفعة ونبتعد عن الظلم والبغي والشر لانها اعمال شيطانية تؤدي الى الهلاك، وعلينا ان نتجنب طرق الشر ونتمسك بالحلول المستقيمة العادلة".

 

وطالب الشيخ قبلان "قادة العرب والمسلمين ان يعمموا ثقافة الحب والوئام فيجدوا في البحث عن الحلول السياسية للنزاعات والحروب التي تعصف ببلادنا، ويعيدوا وصل ما انقطع فالحوار كان ولا يزال افضل وسيلة لحل الخلافات بين المتخاصمين وهو يشكل خشبة خلاص لما تعصف به امتنا من مشاكل وازمات، من هنا فاننا نطالب بحل كل النزاعات في عالمنا العربي والاسلامي انطلاقا من الحوار باعتباره الممر الالزامي للوصول الى حلول توقف نزيف الدم في بلادنا، و بما ان الارهابين التكفيري والصهيوني عدوا الامة الاسلامية لما خلفه من ويلات ونكبات على امتنا فان الجميع مطالبون بان يتضامنوا في مواجهة هذا الفكر المدمر لاجتثاث جذوره ومنع تمدده في جسم الامة. وعليهم ان يعملوا لانتاج تفاهمات سياسية توقف نزيف الدم في سوريا والعراق واليمن ويحلوا الازمة السياسية في البحرين بما ينصف شعب هذا البلد الشقيق. ونحن اذ نبارك ونرحب بالمصالحات التي شهدتها دمشق وحمص مؤخرا، فاننا نأمل ان تعم هذه المصالحات كل ربوع سوريا بما يوقف الحرب ويعيد الوئام والسلام الى شعبها".

 

ورأى "اننا نعيش في لبنان هموما سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية، تحتاج الى تعاون من الجميع والى التخلي عن الانانيات والحسابات السياسية والطائفية الضيقة لان اللبنانيين ليسوا قادرين على تحمل مزيد من الازمات بعد معاناتهم المزمنة من القهر والفقر والتلاعب باستقرارهم الاجتماعي ولقمة عيشهم وخضوعهم لارادة المستغلين والمحتكرين لضروريات العيش في لبنان. وعلى السياسيين ان يرتقوا الى مناقبية الجيش اللبناني وتضحياته وانجازاته التي كان اخرها اعتقال امير تنظيم داعش الارهابي مما يؤكد سهر الجيش والقوى الامنية والمقاومة على امن الوطن واستقراره، ونحن اذ نهنىء قيادة الجيش وسائر الاجهزة الامنية على هذا الانجاز النوعي الذي جنب لبنان وشعبه نكبات كبيرة، فاننا نطالب بتوفير كل الدعم للجيش ليظل صخرة صلبة تتحطم على جوانبها كل المكائد والفتن والمؤامرات".

 

واكد الشيخ قبلان "ان الحوار الجدي والمسؤول يبقى خشبة خلاص الوطن والمدماك الأساس للانقاذ، واستمرار الحوار ضرورة وطنية لحفظ وحدة واستقرار لبنان المهدد من الداخل والخارج وعلى الافرقاء السياسيين الكف عن المشاحنات والخطابات السياسية والاعلامية المتشنجة لانها تسهم في خلق اجواء ومناخات تزيد الامور تعقيدا، والمطلوب نزع فتيل التشكيك بالاخر والعمل معا لخدمة الوطن وحمايته واستمرار استقراره السياسي والامني، وعلى السياسيين الابتعاد عن التصعيد في الشارع، فالجميع جرب الشارع وما يستحضره من نزاعات ونكبات وويلات ، فالشارع ليس المكان المناسب لحل الخلافات وعلى القوى السياسية ان تعود الى مجلس الوزراء لمناقشة الخلافات والتباينات في وجهات النظر، لذلك، فاننا نطالب اقطاب طاولة الحوار في لبنان بحل الأمور ضمن سلة واحدة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية واقرار قانون جديد للانتخابات يرتكز الى النسبية ويحقق العدالة في التمثيل و نتفق على كل تفاصيل المرحلة القادمة حتى ننقذ لبنان ونجنبه مشاكل وازمات جديدة نحن بالغنى عنها" .

 

وطالب "الحكومة بتفعيل عملها لانتاج الحلول المناسبة للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تؤشر الى مرحلة صعبة وقاسية اذا لم تبادر الحكومة الى المعالجة الجدية والمسؤولية وإعطاء الأولوية للاوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعاني منها اللبنانيون جميعا، وسيما ان اعداد العاطلين عن العمل في ازدياد مستمر ينذر بالعواقب الوخيمة، من هنا نطالب الدولة بتفعيل اجهزتها الرقابية والقضائية ومعاقبة المرتشين والفاسدين والمحتكرين وملاحقة سارقي المال العام كما ونجدد المطالبة باطلاق العمل لاستخراج النفط من ارض ومياه لبنان الذي يختزن الثروات الطبيعية في باطنه فيما يرزخ غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر فلا يجوز الابطاء والتسويف في بدء استثمار نفط لبنان لما له من اثر كبير في دخول لبنان في مصاف الدول النفطية فضلا عن تسديد ديونه وايجاد فرص عمل جديدة".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.