26 September 2016 - 10:38
رمز الخبر: 424261
پ
علماء البحرين في رسالة إلى المرابطين بعد مرور ۱۰۰ يوم:
بعث علماء البحرين رسالة إلى في الاعتصام المفتوح أمام منزل أعلى مرجعية دينية في البحرين سماحة آية الله قاسم بمنطقة الدراز بمناسبة مرور ۱۰۰ يوم جاء فيها:
 كبار علماء البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران:200

 

السلام عليكم يا أنصار دين الله وحماته الذائدين عن حياضه والمرابطين على ثغوره.

 

تحية إجلال وإكبار لكم وأنتم تكملون مائة يوم من الرباط المقدّس.

 

مائة يوم من الصبر والصلابة والثبات على طريق ذات الشوكة.

 

مائة يوم من التضحية والعطاء والإيثار واليقين والبصيرة النافذة.

 

فهنيئا لكم صبركم وإباؤكم وعزتكم وغيرتكم على الدين والوطن.

 

وها قد أقبل عاشوراء وعادت كربلاء من جديد وأنتم تجسدونها قولا وعملا وإجابة لداعي الله، وخروجا لطلب الإصلاح، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا أشر ولا بطر، ولا ظلم ولا فساد.

 

اليوم تسطرون أروع صور كربلاء الفداء، العطاء، الإيثار، النصرة، الإباء، العزة، الكرامة، التضحية في سبيل الله تعالى، والشهادة حماية لدينكم.

 

قلبكم النابض إيمانا بالله وتوحيدا له وخضوعا لربوبيته، أعلا رؤوسكم التي بها ارتفعت رؤوس شعبكم وهامة وطنكم ودينكم كباسقات النخل على تربة الأجداد والآباء ثابتة جذورها كثبات أقدامكم، عميقة بعمق أصالتكم منذ فجر الإسلام، ورسالة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).

 

نراكم اليوم عنوان هذا الشعب، صناعة إسلامه، تربية علمائه، شهامة عروبته، يقظة ضميره، عنفوان رجولته، أمل نجاته، والنصر المرتقب بإذن الله تعالى.

 

فاصبروا وصابروا ورابطوا..

 

لقد كان لوثبتكم الواعية أكبر الأثر في صد الزحف الظالم ضد الدين، وسيأتي يوم يعرف الجميع كم كان لموقفكم من فضل في حماية الوطن، لقد كان تسارع القرارات الجنونية مرسوما له أن يصل لغايته، بتنفيذ القرار المتخذ مسبقا ضد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم(دام ظله)، وفي ظرف ساعات من بعد القرار الجائر بسلب الجنسية عن سماحته، ولولا موقفكم لدخل الوطن في المرحلة الصعبة التي يسعى كل محب مخلص للوطن أن لا يصل إليها، نعم أنتم من أوقف تسارع القرارات المدمرة، أنتم من حفظ صمام الأمان، أنتم من دافع عن حصن الدين وضمانة الوطن، فالوطن كله مدين لكم، وحاضره ومستقبله مرهون بصمودكم وصبركم وثباتكم، لقد حققتكم الكثير وينتظركم الكثير، رغم قساوة الظرف، وملاحقة الظالمين وتهديداتهم، وهكذا كل أصحاب الأنبياء وحواريي الرسل، والخواص من أتباع المصلحين، تحملوا كل الصعاب وفي النتيجة كانوا هم المنتصرين الخالدين درسا وهدى ونورا لكل البشرية.

 

إن من ابتغى وجه الله تعالى وأداء تكليفه الشرعي قد أدرك الفتح والظفر لا محالة، فالله ناصره، والله ينمي عمله ويباركه، ليصل لغايته مهما طال الزمن، فلا معنى لليأس في طريق أداء التكليف، ولا معنى للهزيمة أبدا. إن كل سعينا وجهادنا أن نكون بحق جنود الله تعالى، وأن نخلص في أداء تكليفنا الإلهي، وذلك هو الفوز الأعظم والسعادة الأبدية.

 

مبارك لكم قيامكم في الخط الأول لأداء التكليف الشرعي، تبتغون وجه الله سبحانه وتعالى، لا الحر أقعدكم ولا البرد، لا كثرة العدد ولا قلته، لا التهديد ولا الوعيد، لا السجن ولا الملاحقة، ولا أي شيء يمكن أن يقعد أرواحا قامت وبذلت مهجها فهان كل ما سوى ذلك عليها.

 

يا أيها المرابطون، يا أهل الغيرة والحمية وأهل الصلاة والصيام، والسجود والركوع لله وحده، لا يضركم ما قيل وما يقال مادمتم على الحق فلا تبالون، وستفشل كل مساعي الضعف والوهن وشائعات الباطل أن تنال من إرادتكم.

 

نشكر عوائلكم التي هي جزء لا يتجزء من رباطكم وجهادكم، فما وهنوا ولا اصطنعوا التبريرات لصدّكم عن نصرة الدين كما فعلت بعض عوائل الكوفة بمسلم ابن عقيل، إذ راحت الزوجة تثبط عزيمة زوجها، والأم تصطنع التبريرات لمنع أبنائها، والأب لا يكتفي بالنأي بنفسه حتى يشيع ضعفه في أفراد أسرته، والنتيجة أن يُجرّ مسلم في أسواق الكوفة مذبوحا وهو الفقيه رسول الحسين (عليه السلام) وثقته.

 

أيها المرابطون،، نساء ورجالا، شبابا وشابات، كهولا ويافعين، عوائل نكنّ لها كل الفخر والإعتزاز:

ذوبوا في القيادة الربانية سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (أعزه الله تعالى) كما ذاب هو في الإسلام العزيز. واعلموا أن بنصركم له يؤيدكم الله بنصره وبالمؤمنين، وها هم المؤمنون في مشارق الأرض ومغاربها معكم، ومراجع الأمة وفقهاؤها وأكابر رجالاتها معكم، وكل الأحرار يقفون إجلالا لبطولتكم النادرة، وثبات موقفكم بيد عزلاء أمام كل الأخطار المحدقة، والأهم من ذلك كله أنَّ الله تعالى معكم، وناصركم، ومؤيدكم، ومتقبل عملكم وجهادكم وصبركم وتضحيتكم في سبيله؛ لأنكم بحمد الله معه، وعلى طريق مرضاته تبارك وتعالى، ونصرتكم له إن شاء الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ صدق الله العلي العظيم.

 

والحمد لله رب العالمين.

دمتم صامدين منتصرين،،

 

علماء البحرين

الأحد ٢٣ ذو الحجة ١٤٣٧هـ

الموافق ٢٥ سبت

(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.