واود في هذه المناسبة الفات النظر إلى امور مهمة:
اولاً: ان النصر تارة يكون بالسلاح المادي كما كان في انتصار النبي صلى الله عليه وآله في حروبه ضد الشرك والكفر من مشركي قريش والقبائل العربية ومشركي اليهود وبعد ذلك الفرس والروم وغيرهم.
ثانياً: وتارة يكون بالسلاح المعنوي والفكري كما تحقق ذلك في يوم المباهلة حينما انتصر النبي واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين على نصارى نجران والقصة واضحة عنكم ومن احب فليراجع كتب التفسير لاية المباهلة".
وأضاف الشيخ اليعقوبي موضحاً حقيقة التعامل معَ هذه المناسبة: "إن مما يؤسف له في هذه المناسبة هو عدم إعطاءها حقها المناسب لها من قبل المسلمين سنة وشيعة وذلك :
أ: اما السنة فلا يعيرون لها أي اهمية لان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله انتصر على المسيحية واليهودية معا بأهل البيت عليهم السلام لاغيرهم، فهم لايريدون ان يبينوا هذه المنقبة لاهل البيت كما اعتادوا على ذلك في طمس كل ما من شأنه ان يبين مكانتهم عليهم السلام.
ب: واما الشيعة فانهم ينشغلون عن هذه المناسبة بحدثين اخرين احدهما عيد الغدير الذي ضيعوه من قبل والاخر الاستعداد لرفع السواد استقبالا لشهر محرم الحرام.. والحال ان بامكانهم ان يعطوا هذه المناسبة حقها ودورها البارز في اثبات احقية اهل البيت وقيادتهم للمجتمع بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من دون التاثير على المناسبتين المذكورتين".
وتابعَ سماحة الشيخ اليعقوبي شارحاً أهمية هذه المناسبة ودورها في حياة المؤمنين قائلاً: "ان هذه المناسبة الجليلة تتضمن عدة امور غاية بالاهمية، وهي:
اولا:
ان فيها انتصار الاسلام على كل الاديان كما مر واثبات احقيته وانه الاجدر بالاتباع(ان الدين عند الله الاسلام)ونشر ذلك على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وايصال هذه الحقيقة الى معتنقي تلك الديانات الأخرى .
ثانيا :
ان فيها اثبات احقية اهل البيت عليهم السلام في القيادة وان المجتمع مدين لهم بهذا الانتصار فلولاهم لضاع الدين وانطمست اثاره، فلا فلان ولا فلان الذين يترنمون باسمائهم وانما قام الدين بعلي واولاده عليهم السلام .
ثالثا:
اثبات عصمة اهل البيت عليهم السلام لان النبي صلى الله عليه وآله باهل بهم والذي ياتي للمباهلة يجب ان يكون طاهرا مطهرا من كل رجس، ولايوجد غيرهم بهذه المنزلة، ولو كان لبان.
رابعا:
اثبات ان علي أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس النبي صلى الله عليه وآله(وانفسنا وأنفسكم) فلا فرق بينهما الا النبوة(علي مني وانا من علي).
خامسا:
كما يمكن ان نستوحي من هذا الانتصار هو إمكانية انتصار الفرد المؤمن على اعدائه وان تكاثروا عليه كالشيطان والنفس الامارة والمجتمع الفاسد والاعداء الخارجيين وذلك بالتوكل على الله والتوسل بالنبي واهل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم القويم (9862/ع925) ".