اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خلال إحياء الليلة الأولى من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس أن "مدرسة عاشوراء نعيش ذكراها ونعمل بما فرضه الله علينا من تجديد الولاء والمحبة لاهل البيت، لانهم القدوة والثروة والنموذج الذي نعشقه لما يدخره الائمة من ولاية وهداية ورواية ومشاهد وحكم ومواعظ ومناقب، فاهل البيت عليه السلام هم قمة الحق بهم نهتدي واليهم نلتجىء، نحبهم لان الله أحبهم ،فأهل البيت لا يوجد لهم مثيل، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لذلك تقام هذه الليالي حبا بهم، ورغبة لما عندهم من علم وتقى وورع فنسير سيرهم وننهج نهجهم ولاسيما ان الله سبحانه وتعالى امرنا بحبهم والرسول امرنا بموالاتهم فعلينا ان نهتدي بهداهم ونتخلق بأخلاقهم".
ورأى ان "هذه المجالس تقام في كل سنة و في كل مناسبة وفي كل زمان ومكان لان اهل البيت مدرسة نورانية، نتعلم فيها الاخلاق، ونتمسك بتعاليمهم، واذا اردنا ان نحيا حياتهم فعلينا ان نتبع مسلكيتهم، ونتعلم بمدرستهم وخاصة ان هذه المناسبات وهذه الليالي المباركة تدعونا باستمرار، لان نأخذ من اهل البيت، ما ينفعنا ونبتعد عن كل شيء يضرنا، لذلك نحن الان في ضيافة الامام الحسين المستمرة عطاء وتضحيه وسخاء، فالضيافة عند العرب ثلاثة ايام، اما عند اهل البيت فهي مستمرة".
وأشار إلى أنه "علينا ان نلتزم بتعاليمهم وندرس بمدرستهم ونسير سيرهم وننهج نهجهم ، فهذه المناسبات تجمع الناس بدون اعلان واعلام، فعندما نسمع بان شهر محرم هل علينا، فكأننا ندعو انفسنا الى تجديد الولاء لاهل البيت فنسير على نهج الحسين الذس يجسد نهج جده، فقام بما يملي عليه الواجب من حفظ الاسلام شريعة نقية واضحة بعيدة عن الانحراف ليس فيها شائبة، فلذلك هذه المجالس المباركة التي تقام في كل مكان على حب اهل البيت لنبقى على نهجهم في حفظ الاسلام دين الصلاح والفلاح والمحبة والتسامح، وعلينا ان نكون في عداد هذه المدرسة من التلاميذ النجباء الابرار والاخيار الذين احبوا اهل البيت ، فنكون لهم امتدادا ونهجا وسيرة، ولا تقتصر مجالسنا على البكاء، فالبكاء والحزن مطلوب من اجل كشف مظلوميتهم ولكن الهدف الاسمى ان نسير سيرا طبيعيا على نهجهم ونتخلق بأخلاقهم، فنعود الى تعاليم الدين ونأخذها من اصولها وهم اهل البيت، وعلينا ان نحلى بمكارم الاخلاق".
وطالب الشيخ قبلان الجميع "ان نخلع عن انفسنا ثوب المعصية ونتحلى بالاخلاق الكريمة والافعال المستقيمة والاقوال الحسنة، ونرحب بكم في ذكرى الامام الحسين الذي حارب الظلم والطغيان والجاهلية والنفاق، وهو القائل للظالمين والفاسدين: والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرار العبيد" لان الحسين كان نموذجا يجسد النبي محمد في سيرته الحميدة الطاهرة الزكية ، لذلك علينا ان نتعلم من الحسين المكارم والاخلاق والفضائل ونتبعد عن الرذائل والمنكر والبغي، فنكون مع الحسين ليكون الله معنا، ان ينصركم الله فلا غالب لكم". (986/ع940)