كلام الشيخ يزبك جاء في ختام المسيرة الحسينية في بعلبك التي انطلقت من مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين، وجابت شوارع وساحات المدينة وصولا إلى جوار مرجة رأس العين، بمشاركة عشرات الآلاف يتقدمهم رئيس "تكتل نواب بعلبك الهرمل" النائب حسين الموسوي والنائبان كامل الرفاعي وإميل رحمة، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ونائبه مصطفى صلح وأعضاء من المجلس البلدي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رؤساء اتحاد بلديات ومجالس بلديات قرى المنطقة، وفد من قيادة حركة "أمل" في إقليم البقاع وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية وفصيل من شرطة بلدية بعلبك وأفواج مفوضية البقاع في كشافة الإمام المهدي وحملة المجسمات والرايات والشعارات وأعلام لبنان و"حزب الله" وسوريا واليمن والعراق وفلسطين.
البداية بكلمة لمسؤول قسم إعلام "حزب الله" في البقاع أحمد ريا عن أبعاد إحياء ذكرى عاشوراء.
ثم ألقى الشيخ يزبك كلمة قال فيها: "بعثت فينا عاشوراء الحياة والعزيمة، وعرفتنا كيف نعيش العزة والكرامة والإباء والافتخار في إنسانيتنا وكرامتنا بعيدا عن التعصب والعصبية، علمتنا كيف نسعى من أجل جمع الكلمة، لقد جمعت يومها الأمة، فلو عدتم إلى تاريخ كل الذين شاركوا مع الإمام الحسين ستجدونهم من طوائف ومذاهب اجتمعوا لنصرة الإمام الحسين والوقوف في مواجهة الظالم، فلنتأس بالإمام الحسين ونجتمع معه تحت راية رفع الظلم ومواجهة الظالم ونصرة المظلوم".
أضاف: "اليوم هو يوم التضامن مع شعبنا العربي المسلم في اليمن، هذا الشعب الذي أصبح له أكثر من عشرين شهرا يتحمل ذلك التحالف الأميركي الصهيوني السعودي الذي دمر وخرب كل ما يمكن أن يدمر وأن يخرب، وقتل الشعب رجالا ونساء وأطفالا، ظنا من آل سعود وشيخهم وملكهم أنه يقدر على قهر اليمن وأن يصبح يزيد وفرعون عصره، ولكن الأيام تكشف والمجزرة الوحشية التي حدثت قبل أيام بقصف تلك الطائرات لمكان فيه مجلس عزاء لذلك المكان الذي ينبغي تقديسه، فإذا بالصواريخ الحاقدة الصهيونية الأميركية السعودية المتآمرة على كرامة الأمة تقصف ذلك الملتقى، وهذا دليل الفشل والعجز ودليل النهاية لآل سعود والظالمين جميعا".
وتابع: "نحن اليوم يعز علينا أن تعطل العقول العربية والإسلامية، ويعز علينا أن تكون السعودية تابعة لإسرائيل وأميركا، ويعز علينا ألا تكون بمقدساتها من الكعبة الشريفة إلى قبر النبي ومهبط الوحي، ألا تكون حاملة لراية الإسلام وداعية إلى الوحدة الإسلامية، ويعز علينا ألا نرى السعودية تقف في وجه الصهيونية وفي وجه إسرائيل، ويعز علينا ألا نرى السعودية تدعم المقاومة في فلسطين في مواجهة المتآمرين، وما حصل في صنعاء ما هو إلا تكرار للمجازر التي حصلت في غزة والضفة والقدس وصبرا وشاتيلا وعين قانا، هذه المجازر من منبع واحد ورؤية واحدة، ارتكبها هؤلاء الذين أرادوا أن يذلوا هذه الأمة. ولكن كما انتصرت المقاومة في غزة وكما انتصرنا بدماء شهدائنا في عين قانا وبكل دماء الشهداء على العدو الإسرائيلي، ستنتصر اليمن وسننتصر بإذن الله".
وقال: "ها هي بشائر وعلائم النصر بذلك البطل مصباح أبو صبيح في القدس الذي أمضى معظم حياته في السجن، وما زاده السجن والظلم إلا تعبئة من أجل مواجهة العدو الإسرائيلي، حمل سلاحه في وضح النهار ليواجه هذا الذي يسمى بأعتى قوة، واستطاع أن يصيب ويقتل ويجرح ويستشهد، ومهما حاولوا وتآمروا ستبقى هذه المقاومة. الأمة اليوم في سجنها الواسع، وعلى كل المقاومين أن يكسروا القيود ليعبروا إلى شواطىء الحرية والسلام، وأن ينفضوا الغبار عن إسلامنا الذي أرادوا أن يشوهوه. ونحن في لبنان اليوم على موعد مع أهم الأيام التي ينبغي أن تكون الحافز للقاءاتنا واجتماعنا مع بعضنا البعض، والتفاهم على كل قضايانا، ولكن مع الأسف ما زال الغموض يلف الوطن، والأمر يتهدد الجميع، فلا ينفع الاتهام من هنا وهناك، إنما الذي ينفع أن يلتقي الجميع ويتحملون المسؤولية لمعالجة أوضاعهم، وانتخاب رئيس الجمهورية وإحياء المؤسسات من المجلس النيابي إلى الحكومة إلى كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية".
أضاف: "إننا اليوم أيضا في أمر خطير جدا إن لم يتدارك، وإذا ربطنا الأمر بما يجري هنا وهناك، نقول لهم أن أميركا لا تريد حلا وإن أميركا خلقت في هذه الأمة الحروب والدمار، وسوريا التي اجتمع عليها العالم في حرب كونية ستنتصر في نهاية المطاف. ونحن في لبنان علينا ألا نراهن إلا على أنفسنا، إلا على لقاءاتنا واجتماعاتنا".
وختم يزبك: "عهد منا يا أبا عبدالله الحسين بأن نبقى على العهد والوعد ونلبي النداء، لبيك يا حسين، لبيك يا يمن، لبيك يا سوريا ويا عراق، لبيك يا أمتنا الإسلامية، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على الانتصار على ذاتنا وعلى أعدائنا، ونسأله تعالى أن يعيننا لنمهد لدولة الحق والعدل".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)