وبحسب وكالة " تنا " اعتبر الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان ، أن شهادة الإمام الحسين (ع) هي شهادة خرج فيها ومن خلالها لتحقيق العدالة ورفض كل اشكال الظلم، وكان يقول إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله (ص) لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، لذا فهذا الخروج هو خروج من أجل الإصلاح في مشروع الدين لتصحيح المسار في دين الإسلام الدين الذي يجتمع عليه جميع المسلمين.
وأضاف ان هذا الخروج والإتفاق على رفض كل أشكال الظلم هو وحدة حقيقية فيما بين مختلف مذاهب المسلمين ومدارسهم الفكرية والجميع يجمع على أن الإمام الحسن والحسين عليهما السلام هما إمامين قاما أم قعدا وهما سبطي رسول الله (ص) ، مشددا على أن عاشوراء وشهادة الإمام الحسين هي شهادة على طريق الإصلاح والوقوف بوجه كل مشاريع الظلم، لذلك يجب أن تكون إحياء هذه المراسم، إحياء لمشروع الوحدة وليس إحياء لإختلاف أو تفريق فيما بين المسلمين.
وحول المسؤولية التي تقع على عاتق علماء الأمة تجاه عاشوراء، قال الشيخ شعبان : ان مسؤولية العلماء سنة وشيعة أن يتخذوا موقفا بعيدا عن الإفراط والتفريط ، فهناك مثلا في مدرسة أهل السنة والجماعة من يعتبر أن عاشوراء هو اليوم الذي نجا الله تعالى فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون وهذا صحيح، ولكن في مثل هذا اليوم قتل سبط رسول الله وقتل آل البيت وسبي من سبي واقتدوا أسارى من العراق الى بلاد الشام واحتز رأس الإمام الحسين الشريف ذلك الرأس الذي كان يحتضنه ويربيه ويقبله سيد الخلق محمد (ص) ، متسائلا كيف يتغاضى هؤلاء عن حقيقة ما جرى ويجري؟.
وأشار الى أن هناك من يستغل مناسبة عاشوراء ومن يحيي هذه الشعائر ليرفع دم الإمام (ع) في وجه أخيه المسلم من المذهب والملة والدين، وهذا حقيقة هو خطأ جوهري وضياع بين الإفراط والتفريط ، لافتا الى أن كل أهل السُنّة والجماعة يتبركون بحبهم لآل بيت رسول الله (ص) والصلاة الإبراهيمية التي يقيمها كل المسلمون السنة والشيعة تقول اللهم صل على محمد وآل محمد، عندما نستطلع الأسماء المنتشرة داخل الواقع السني نجد أن المسلمون السنة في أولويات الأسماء التي يسمون بها هي إضافة الى أسماء الصحابة الكرام هناك أسماء الحسن والحسين (ع) أي انهم يتبركون بمثل هذه الأسماء وما ذلك إلا لحبهم لأهل البيت وللأئمة .
وقال الشيخ شعبان: لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتحول عاشوراء الى اهمال كلي وكأن الإمام الحسين لم يقتل في هذه الذكرى وكأن ما ورد كله خطأ في خطأ، من ناحية أخرى هناك من يضع مسؤولية شهادة الإمام داخل ساحة الأمة الإسلامية وهذا حقيقة مغاير بشكل كلي بحقيقة الأمور وبحقيقة ما جرى في العاشر من محرم ، كل المسلمين بل كل البشرية تقف الى جانب الإمام فلا يجوز لبعض قراء مجلس العزاء أن يحول المشروع الى مشروع فتنة داخلية أو أن يحول مشروع عاشوراء الى مشروع تغيب فيه مظلمة الحسين (ع) .
وردا على سؤال حول كيف يمكن الإستفادة من حركة الإمام الحسين (ع) في ظل انتشار الخطر التكفيري وبثه للفتنة ، قال: إن حركة الإمام الحسين (ع) هي حركة في اتجاه التصحيح والوقوف في وجه مشاريع الظلم، لذلك ان أقمنا شعائر عاشوراء على خلفية مذهبية وثأرية داخلية باتهام جزء من الأمة بضلوعها في دم الإمام الحسين (ع) فذلك يكون خدمة للمشروع التكفيري ، أما إن وضعنا شهادة الإمام (ع) في الإطار الحقيقي لها وهو الوقوف في وجه كل مشاريع الظلم، وأن الإمام للمسلمين سنة وشيعة بل هو مشروع انساني ونبراس ينطلق من خلاله جميع الناس، ويتخذوه قدوة من اجل الوقوف في وجه مشاريع الطغيان والظلم ن عندها نستطيع أن نتحد ونتوحد حول هذا المشروع، مشروع النهوض للإمام الحسين (ع).
وأضاف الشيخ شعبان ان حولنا شعائر عاشوراء الى مشروع جزئي داخل الأمة وحاولنا كما يقوم بعض الجهلة بالإستفادة من هذه الشعائر من أجل تقسيم وتجزئة الأمة وتنمية الضغينة والكراهية والأحقاد فإن ذلك يجعلنا نضيع حقيقة توجه الإمام في ثورته التي قام بها ضد الظلم.
وحول المقارنة العصرية بين الثورة الحسينية وتيار المقاومة، قال : أنه يكمن في حقيقة النهضة الحسينية التي هي الوقوف بوجه الظلم والإنحراف في الدين الذي حول مشروع الدين من مشروع حياة وإحياء الى مشروع موت وإماته هذا المشروع يحتاج الى تصويب لأن الله عز وجل يقول "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم بما يحييكم" ، فإن كان ذلك غاية القرآن والإسلام، مشروع حياة وإحياء ، فكيف نستطيع أن نقبل أن تقوم بعض المجاميع التي لم تفهم حقيقة الدين وحولت الدين الى مشروع من القتل والموت ، متسائلا كيف يحرف الكثير من هؤلاء المتطرفين مشروع الدين ليحولوه من مشروع رحمة الى مشروع كراهية .
ولفت الى أنه يجب الوقوف في وجه هؤلاء لكي نصحح مشروع الدين حتى لا يبتعد الناس عن الدين ، معتبرا أنه لا يجوز لمشاريع المقاومة إلا أن تقف في وجه مشاريع السلطة الطاغية الغاشمة الى أي دين أو مذهب انتمى، فحقيقة الثورة الحسينية هي الوقوف في وجه السلطات التي كانت تظلم الناس وتحرف مشروع الدين عن خطه البياني الصحيح الذي جاء به رسول الله (ص) لذلك يجب على المقاومة أن تقف بوجه الظالم مهما كانت مكانته أو موقفه ، حتى لو كان في الظاهر يقف الى جانب مشاريع المقاومة لأن الوقوف مع المقاومة لا يكون حقا وحقيقة إلا بعنوانين اثنين. الأول هو الوقوف في وجه المحتلين والغاصبين ، والآخر هو الوقوف الى جانب المستضعفين ، لأن عنوان كل مشاريع المقاومة هي أن نقف الى جانب الشعب من أجل أن تقف الأمة والشعب مع المقاومة في وجه المحتلين والغاصبين.
وختم الشيخ شعبان : "كربلاء كانت أعظم ملحمة وأكبر تضحية ومظهر من مظاهر البطولة النادرة التي سجلها التاريخ ، وإن المعنى الحقيقي لثورة الإمام الحسين (ع) أن تعرف حسين زمانك لتقف معه وتحمل مبادئه وتدافع عن الدين والمستضعفين ، وأن تعرف جلاديه وقاتليه وتقف في وجه المجرمين وتقدم دمك في وجه المستكبرين والحكام المستبدين دفاعا عن دينك وإمامك وحفيد نبيك ، وبعد ذلك ابك الحسين بقلب عارف خاشع وبدراية كاملة بمعاني كربلاء وعاشوراء وليس بالمعاني الخرافية لبعض قراء المجالس والعزا.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)