أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن المرجع الديني اية الله مكارم الشيرازي حضر مراسيم احياء عزاء عاشوراء في مرقد السيد المعصومة سلام الله عليها، وقال خلال كلمته أن عالم الماديات هو عالم الزوال والاضمحلال وكل شيء يرتبط بعالم الماديات لامصير له الا الزوال والاضمحلال.
وأضاف، في مقابل عالم الماديات هو ذات الله سبحانه وتعالى الذي هو ابدي ولانهاية له ولهذا كل شيء يرتبط بالله سبحانه وتعالى سيكون خالدا، ولذلك نعتقد ان رمز خلود عاشوراء وواقعة الطف هو اتصالها بالله تعالى.
وأكد على أنه على مر التاريخ حدثت حروب وقُتل على إثرها الاف الناس بابشع صورة، موضحا: أن من سمات التاريخ نسيان كثير من الحوادث، لان مضي الزمان على عالم المادة يسبب نسيان تلك الحوادث، حيث نشاهد أهم الحوادث التاريخية في عصرنا ومنها الحرب العالمية الثانية لم تستثنى من هذه القاعدة وأصبحت في طي النسيان، ولكن أن السبب الذي أبقى واقعة طف خالدة بعد الف واربعمائة سنة هو ارتباطها بالله سبحانه وتعالى.
وأشار استاذ البحث الخارج في حوزة قم العلمية الى أن الارتباط بالله تعالى يكون سببا لخلود الكثير من الحوادث من ضمنها واقعة الطف، موضحا: أن الاية 17 من سورة الرعد تؤكد على هذا الامر حيث قال الله تعالى « أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ کَذلِکَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْکُثُ فِي الْأَرْضِ کَذلِکَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ » (الرعد 17)، ونشاهد أن أنصار الامام الحسين عليه السلام كانوا في قلة ولكن لانهم ارتبطوا بالله سبحانه وتعالى خلدوا في التاريخ.
وأكد المرجع الديني اية الله مكارم الشيرازي على أن واقعة الطف وعاشوراء على مر التاريخ كانت ذات ثمرة عظيمة للانسانية، ومهدت الارضية لانقاذ الكثير من الناس من ظلم الطواغيت، وهنا يمكن الاشارة الى الثورة الاسلامية وبركات هذه الثورة الحسينية في العالم.
وأشار الى أن واقعة عاشوراء أضاءت على مر التاريخ الطريق الصحيح أمام الناس للسير الى الله، مضيفا: أنه ليس في عصرنا هذا يتمكن الناس من خلال عاشوراء أن يجدوا الطريق الصحيح وحسب، وانما جميع الاجيال تتمكن من الوصول الى الطريق الصحيح من خلال هذه الثورة العظيمة وأن يسيروا في طريق الهداية، ولهذا نقول أن الامام الحسين عليه السلام سفينة النجاة الذي كانت تنقذ الناس من دوامة المصائب والبلاء ونار جهنم على مر التاريخ.
وبين المرجع الديني اية الله مكارم الشيرازي أن الامام الحسين عليه السلام جاهد واستشهد هو أبناءه واخوانه وانصاره في سبيل الله واسرت عائلته ونساء بني هاشم في هذا الطريق، وصرح: كما ان قطرة الماء اذا كانت منفردة، بمجرد أن يهب ريح تزول ولكن اذا اتصلت بالبحر لا تزول ابدا، كذلك الناس اذا ارتبطوا بالامام الحسين عليه السلام لا يتمكن شيء من ازالتهم.
وأشار اية الله مكارم الشيرازي الى شفاء شاب مسيحي على يد الامام الحسين عليه السلام، قائلا: أن الذي يتصل بالامام الحسين عليه السلام لا ييأس ولم يرجع دون قضاء حاجته.(986/ع930/ك497)