وفقا لتقریر الموقع الإعلامی للعتبة الرضویة المقدسة شارك سماحة آیة الله رئیسی فی مؤتمر تکریم وإحیاء ذکرى شهید من شهداء محافظة خراسان، هذا المؤتمر أقیم فی "قریة المقاومة" فی منطقة بجنورد، سماحته ألقی کلمة فی هذا المؤتمر قال فیها: فی عصرنا الراهن یرتکب الاستکبار الغربی بحق الشعوب أسوء أنواع الظلم وانتهاک الحقوق والجرائم، والتطور الذی یشهده الغرب الیوم یقتصر على الصناعات؛ أما فی مجال الأخلاق والروحانیات فالاستکبار مازال یعیش جاهلیة متأصلة.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أوضح أنّ الاستکبار یقدم أسوء أنواع المنکرات على أنّها سمات وشواخص للحضارة والمدنیة، وقال: الإنسان فی الفکر الإسلامی لیس مجرد حیوان ناطق؛ بل هو موجود ذو أبعاد متعددة یجب أن یحصل فیها على جمیع التطور والنمو، ولکن عالم الغرب الذی یدعی التقدم تطور فقط فی المجال الصناعی، وکانت نتیجة هذا التطور المحصور ظلم الشعب الفلسطینی لاكثر من سبعين عاما، وکانت نتیجته الحربین العالمیتین الأولى والثانیة، وإیجاد الجماعات الإرهابیة العمیلة لنظام الهیمنة.
عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة اعتبر أنّ نطام الهیمنة هو الظالم الأکبر للإنسان المعاصر، وأکدّ أنّ التشیع الإنکلیزی والتسنن الأمریکی کلاهما صنیعتان لنظام الاستکبار، وقال: الحرکات الإرهابیة التکفیریة مثل داعش لاتمتلک أی خلفیة فکریة دینیة، وهذه الحرکة هی صنیعة الصهیونیة بهدف سفك الدماء وإشعال الفتنة وتنفیذ أجندات الاستکبار العالمی بین المسلمین.
وقال: الیوم وببرکة الشهداء والبصیرة التی أودعها فینا الإمام الراحل(ره) وسماحة قائد الثورة، باتت إیران الإسلامیة حاملة لرایة الحضارة المبتنیة على التعالیم الدینیة فی العالم.
آیة الله رئیسی أضاف: شهداء خراسان الشمالیة الثلاثة آلاف ضحوا بأرواحهم فی سبیل الله وفی سبیل القیم الإنسانیة السامیة تأسیا بسید الشهداء(ع) وبالإمام السجاد(ع)، وإنّ الإمام الحسین(ع) علّم البشریة صون العزة، وعاشوراء کانت مظهرا للتحولات الاجتماعیة ولنهضة المجتمع البشری فی جمیع الأعصار.
الشهداء هم المصداق العینی للکرامة
وفی جانب آخر من کلمته أشار عضو مجلس خبراء القیادة إلى مقولة الکرامة، وقال: الشهداء هم المصداق العینی للعزة والکرامة، وهم الذین استحقوا بتضحایتهم وسام الجهاد والشهادة الشریف.
سماحته أوضح انّ فلسفة بعثة النبی الأکرم(ص) هی صيانة الکرامة الإنسانیة وحفظها، وقال: أرکان هذه الکرامة هی مراقبة الباری تعالى والانقطاع إلیه بحیث یصل الإنسان إلى مرحلة ومقام لایرى فیه سوى الباری تعالى، ویکون حاضرا للتضحیة بالمال والنفس فی سبیله.
متولی العتبة الرضویة المقدسة بیّن أنّ الإمام الخمینی(ره) کان عالما وفقیها قدوة وأسوة، وقال: الحجر الأساس فی الفکر السیاسی والکلامی والفقهی والحکومتی للإمام الراحل تتلخص فی الجملة التالیة: "العالم محضر الله".
سماحته أشار إلى التمایز بین مفهومی "السیاقة" و "القیادة"، وأضاف: الفکرة الأساس فی مسألة العلم والتعلّم والوصول إلى قمة الکمالات الإنسانیة هی أنّ یکون البیان والقلم والنفوس المستعدة وجمیع خطوات الإنسان متصفة بـ "العلم الصائب" والعمل الصالح"، وفی هذه الحالة لن یقول العالم للناس اذهبوا لا شأن لی بکم؛ بل سیقول تعالوا إلی لأقودکم وأرشدکم.
عضو المجلس الأعلى فی الحوزة العلمیة فی خراسان تابع قائلاً: سرّ تأثیر الإمام الخمینی(ره) وقائد الثورة وشهداؤنا الأبرار هو مکانتهم القیادیة، هم وصلوا إلى أوج الکمالات الإنسانیة، واجتهدوا لیصلوا إلى قمة المعرفة، وهم یدعون الآخرین للوصول إلى هذا المقام.
سماحته أوضح أنّه فی طلب العلم إذا لم یترافق التعلم مع تزکیة النفس وتربیتها وتهذیبها ومع الاجتهاد للوصول إلى قمة العبودیة فإنّ هذا العلم لن یکون مظهرا لتقدم الإنسان وتعالیه، وقال: سرّ نجاح علماء دیننا الکبار هو أنّ کلّ واحد منهم کان عالما- واصلاً.
متولی العتبة الرضیة المقدسة أشار فی ختام حدیثه إلى ضرروة تبیین وشرح هدف ومقصد الشهداء لأجیال الشباب، وقال: طریق الوصول إلى الحضارة الإسلامیة الأصیلة وبناء المدنیة الدینیة فی العالم هو التأسی بنمط حیاة الشهداء والاقتداء بسیرتهم، وهذا الأمر سوف یؤدی کذلک للتقدم والتطور فی جمیع المجالات.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)