في بداية اللقاء اعرب الوفد عن رغبته في التشاور مع سماحة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للوقوف على الاساليب العملية الكفيلة بتأسيس جامعة المذاهب الاسلامية، مثمناً جهود الجمهورية الاسلامية في ايران في نقل خبراتها و تجاربها، مستعرضاً ملامح الاطروحة التي تم اعدادها لتأسيس هذه الجامعة، التي ترى تشكيل مجلس امناء من خمسة من علماء الدين الشيعة وخمسة من علماء الدين السنة، اضافة الى اعضاء من الديانات والفرق الاخرى مثل المسيحية والايزدية .
بدوره اثنى آية الله الاراكي على الجهود التي تبذل في هذا المجال، مشدداً على ضرورة الاسراع بتدوين وبرمجة الخطوات العملية اللازمة ليرى هذا الصرح العلمي النور عن قريب بمشيئة الله .
ولفت سماحته الى اهمية الفكر التقريبي ومدى الحاجة الماسة له، مضيفاً: نأمل أن نشهد عن قريب المزيد من المشاريع التقريبية لاسيما افتتاح جامعة المذاهب الاسلامية في العراق، التي يؤكد الجميع على اهميتها و ضرورة الاسراع بتأسيسها، والمباشرة بنشاطها .
واستطرد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية موضحاً: على الرغم من المشكلات التي يعاني منها العالم الاسلامي نظير التطرف و التكفير والحروب ، إلا اني اعتقد أن الامة الاسلامية اليوم على مستعدة تماماً لقبول التقريب بين المذاهب الاسلامية اكثر من أي وقت آخر .
وشدد سماحته على ان تعميم الوحدة ومساعي التقريب في العالم الاسلامي، يعد اليوم ضرورة قصوى ومقدم على أي أمر آخر، موضحاً: أن معضلة التكفير وداعش لا تقتصر على العراق وسوريا، وإنما هي معضلة العالم الاسلامي بأسره .
يذكر أن الوفد العراقي الذي يزور ايران، قام بجولة تفقدية اطلع من خلالها على جامعة المذاهب الاسلامية والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وأجرى لقاءات وحوارات مفيدة للغاية. حيث تعرف على كيفية القبول في جامعة المذاهب الاسلامية في ايران والمناهج التي تدرس فيها، وكيف ان المنتسبين لهذه الجامعة يدرسون فقه كل مذهب من المذاهب الاسلامية على يد علماء المذهب نفسه، وان الجامعة تهدف الى تخريج نسل جديد من اتباع المذاهب الاسلامية يعي تماماً حقيقة فقه مذهبه والمذاهب الأخرى بعيداً عن أي تشويه أو تحريف، وبالتالي تحصينه ضد الانحرافات الفكرية والعقائدية التي يحاول التيار السلفي الوهابي الترويج لها باسم المذاهب الاسلامية .
جدير بالذكر أنه اذا ما تسنى تأسيس وافتتاح جامعة المذاهب الاسلامية في العراق، فأنها تعد الثانية من نوعها في سلسلة "جامعات المذاهب الاسلامية"، التي تتطلع الى تحقيق أهدافاً مشتركة في العالم الاسلامي، وان بوسع الدول الاسلامية الاخرى التأسي بها والاقتداء بنهجها. (9863/ع940)