وأمل "أن ينجز الاستحقاق الرئاسي بما يخدم المصلحة الوطنية، ويحقق الاستقرار السياسي والمجتمعي، كما نتطلع إلى اليوم الذي تطوى فيه كل صفحات الانقسام والصراع والنزاع التي كادت أن تهدم الدولة ومؤسساتها، وذلك من خلال تفاهمات هادئة وعاقلة تعزز التوافق وتطوره على النحو الذي يثبت الخطى باتجاه دولة جامعة تتأكد فيها الشراكة، وتترسخ فيها الوحدة، وبالتالي يصبح لبنان كوطن وكدولة محصنا ومتمكنا من مواجهة الاستحقاقات والتحديات الكبرى التي تحيط بنا".
وشدد على "ضرورة الخروج من دوامة الفراغ والتعطيل والتعاطي مع المتحولات الرئاسية من دون قفازات، لأن القضية ليست من سيكون رئيسا، بل كيف ستكون الجمهورية، وعلى أية ركائز ستبنى، لأنه لا يجوز بعد كل هذه المحن وهذه التجارب وهذه المآسي أن يستمر الصراخ في الوادي، وأن نبقى ندور في حلقة المصالح والمنافع الطائفية والمذهبية، متناسين أن الوطن بحاجة إلى الجميع، والدولة كي تقوم ينبغي أن نلتف من حولها، وأن نتكاتف ونتآزر من أجل تأكيدها وتثبيتها، وهذا يفترض وجود ذهنية جديدة ومنهجية سليمة، وسلطة تكون في مستوى هذه المرحلة التي تتطلب جهادا أكبر يأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان العليا".
أضاف: "إننا أمام منعطف جديد، وعلى الأطراف كافة تحمل المسؤولية من خلال تغليب المنطق الوطني، ووفق أسس التضحيات والتنازلات المتبادلة التي طالما نادينا بها، وكنا نقول دائما: تنازلوا من أجل لبنان، من أجل إنقاذه، من أجل الحفاظ عليه كوطن وكدور وكرسالة، فلبنان هذا مستهدف، وما يجري في المنطقة يؤكد ذلك، ويدعونا لأن نكون جميعا في ميدان البناء الحقيقي لهذا اللبنان الغني بتنوعه وبثقافة أبنائه، الذين باتوا يستحقون الخروج فعلا من دولة المزارع والفساد إلى دولة القانون والمؤسسات، التي تبدأ بإقرار قانون انتخابي عصري، يعتمد النسبية، ويتجاوز كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية التي شكلت سببا رئيسا في كل ما نشهده من فوضى وعدم اتزان وتوازن، وعاملا من عوامل التفجير والفتن. ولهذا نحن نطالب بنزع كل العوائق والعراقيل وإرساء تفاهمات وطنية تكون بمثابة دفع للعهد الجديد، يمكنه بالتعاون مع باقي السلطات من بناء الدولة الموثوقة والقادرة على لم الشمل واحتضان الجميع".
وتابع الشيخ قبلان:"فإننا كما نريد انتخاب رئيس يكون للجميع، كذلك نريد حكومة جمع وطني، وخطاب وطني يوحدنا، وبيان وزاري يحاكي الواقع اللبناني ويعالج القضايا الاقتصادية والاجتماعية على قاعدة إنقاذ الوطن من أزماته ومشكلاته، بعيدا عن عقلية النفي السياسي، لأن وحشية التجارة السياسية لا ترى الناس إلا نعاجا. نريد وطنا بولاء وطني، بعيدا عن صلة القربى والتعيين النفعي، نريد حكومة نهوض وإنماء لا حكومة منافع ومحاصصات، نريد حكومة الأكف النظيفة لا حكومة المحسوبيات والنفعيات، لأن هذا البلد طالما خسر بعقلية المنافع الشخصية والعائلية، والمطلوب إنقاذ البلد ليكون وطن العدالة للجميع لا وطنا للبيع بالمزاد العلني".
وختم :" نعم لقد شبعنا تعطيلا وفسادا وإهمالا وتغييبا للدولة ومؤسساتها، وآن الأوان كي نفكر جميعا كيف نبني الدولة وكيف نراقب وكيف نحاسب وكيف نحاكم وكيف نحمي لبنان ونبقيه وطنا سيدا مستقلا وحاضنا للجميع".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)