وفي الندوة أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أهمية الندوة في التعريف بفضائل الإمام زيد بن علي علية السلام والصفات التي نهجها وسار عليها .. مبينا أن الحديث عن الإمام زيد هو حديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وحث على ضرورة استلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام زيد وثورته الحافلة بالمعاني القيمة والمبادئ السامية والدعوة الصادقة إلى خلاص وهداية وتوحيد الأمة والإتباع الصادق لكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
وأكد العلامة شرف الدين حاجة الأمة اليوم لإستذكار أعلامها وعظمائها المصلحين الذين سعوا لخلاص الأمة وجمع كلمتها وتوحيد صفها وبذل أرواحهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله وإقامة العدل والحفاظ على القيم والمبادئ الإيمانية السامية .
وقدمت خلال الندوة ثلاث أوراق عمل تناولت الورقة الأولى المنطلقات الثورية في رسالة الإمام زيد إلى علماء الأمة"، قدمها عضو الهيئة العليا لرابطة علماء أمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي العلامة محمد عبدالله الشرعي .. مبينا الدروس والعبر في مسيرة حياة الإمام زيد وإرتباطها بماضي وحاضر ومستقبل الأمة في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وأشار إلى السمات التي إتصف بها الإمام زيد علية السلام وحكمته وشجاعته وأمانته وصدقه وإخلاصه في قول كلمة الحق وإلمامه بمتغيرات العصر الذي عاش فيه .. لافتا إلى الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفكرية خلال تلك المرحلة وأسلوب الإمام زيد في عملية التغيير والمعالجة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فيما استعرض عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن العلامة عبدالله الشاذلي في ورقة العمل الثانية الملامح الفكرية للإمام زيد علية السلام في مقارعة الظلم والطغيان من خلال نشر الحجج والمعارف والعلوم وكسر أباطيل المخالفين بكتاب الله تعالى .
وقال" لما حمل الإمام زيد من علم ودين وما حصل منه من إصلاح لفكر الأمة ولما ترك من الأثر تداعت طوائف الأمة لنصرته ومساندته ومعونته في محاربة الظلم والإستكبار حتى إستشهاده علية السلام " .
وتطرقت الورقة الثالثة التي قدمها عضو رابطة علماء اليمن القاضي العلامة إبراهيم المستكأ إلى موقف الإمام زيد علية السلام من علماء السوء .. مذًكرا بالأسباب التي أدت إلى حدوث الوقائع المؤلمة للأمة وفقدانها لأعلامها وتمسكهم بالطغاة والمستكبرين وتركهم الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة المظلومين.
وأشار العلامة المستكأ إلى ما تعانيه الأمة من علماء السوء في صدر الإسلام وحاضرها .. لافتا إلى ما يتعرض له أبناء اليمن من عدوان سافر وحصار جائر يتم بغطاء وفتاوى دينية تصدر من علماء السوء الذين يفتون بقتل اليمنيين وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني.
وأوصت الندوة بأهمية إحياء ذكرى ثورة الإمام الحسين علية السلام لما تتضمنه من معاني عظيمة وقيم نبيلة وفكر إسلامي قرآني يحيي في الأمة الروحية الجهادية بوعي وبصيرة .
وأكد المشاركون في الندوة التي حضرها مفتي تعز القاضي سهل بن عقيل وعدد من العلماء والفقهاء والمفكرين، بضرورة عودة الأمة إلى كتاب الله الكريم والإحتكام إليه والإستهداء به واتباعه لتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة والهدامة والعقائد المنحرفة ومعرفة الحق.
وحذرت توصيات الندوة علماء السوء والحكام الذين برروا للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وأصدروا فتاوى مؤيدة وداعمه لما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم بشعة بحق الأطفال والنساء وتجويع وحصار الشعب اليمني.
وأشادت بدور الجيش واللجان الشعبية وما يسطرونه من ملاحم بطولية وإلتزام بأخلاقيات الإسلام في المواجهة والحرب .. لافتة إلى أن ما يدعيه النظام السعودي من استهداف الجيش اليمني لمكة المكرمة لا يعدو كونه أكذوبة مفضوحة وافتراء هدفها التغطية على جرائمه اليومية بحق الشعب اليمني وآخرها مجزرة الصالة الكبرى وكذا استعطاف الشعوب الإسلامية وإستدراجها للمشاركة مع النظام السعودي في إجرامه.(9863/ع940)