04 November 2016 - 17:30
رمز الخبر: 425233
پ
أصدرت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، عدة توصيات للمؤمنين المتوجهين صوب كربلاء المقدسة سيرا على الأقدام لأداء مراسم زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام.
الشيخ عبد المهدي الكربلائي

 وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس " ونحن نقترب من مسيرة الأربعين الخالدة ينبغي ان نستذكر عدة امور ونعمل على تحقيقها"، مشيرا إلى ان "القران الكريم وسيرة وتعاليم النبي صلى الله عليه واله وسلم، واله الاطهار عليهم السلام، وما تقتضيه الفطرة الإنسانية وسيرة العقلاء كل ذلك يوجب علينا أن يكون مسيرنا هادفا واعيا بعيدا عن السطحية".

وأضاف ان "المأثور من زيارة المعصومين عليهم السلام، ارشدنا الى الكثير من الأهداف الإلهية المتوخاة من مثل هذه المسيرات ومنها، التنبيه الى مبدأ التولي الى الله تعالى ورسول والأئمة الأطهار والاولياء والتبرؤ من أعدائهم"، لافتا إلى ان "هذا المبدأ حي لا ينقطع ما بقي لله عباد يسيرون على نهجهم ويعملون بسيرتهم ويدعون للاقتفاء بآثارهم ويعملون على إعلاء كلمته وكان لهم أعداء لإطفاء نورهم وآثارهم والتنكيل بمحبيهم ومحاربة نهجهم".

وأوضح ممثل المرجعية الدينية، "قد ورد في زيارة الامام الحسين عليه السلام في عاشوراء: أتقرب إلى الله وثم إليكم بموالاتكم والبراءة من أعدائهم والناصبين لكم بالحرب ومن أشياعهم وأتباعهم وسلم لمن سالمكم وولي لمن والاكم"، مبينا ان "الأئمة {ع} أوضحوا معنى الموالاة، فقد ورد عن الإمام الباقر {ع} ، من كان لله مطيعا فهو لنا وليا ومن كان عاصيا فهو لنا عدوا ولا تنال ولايتنا الا بالعمل والورع، فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله وأطاعه وما يعرفون الا بالتواضع والخشوع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر وحسن الجوار وأهل المسكنة وبر الوالدين والأيتام وتلاوة القران وكف الألسن عن الناس إلا من خير وأمناء عشائرهم في الأشياء".

واشار إلى ان "الولاء ليس مجرد إظهار الحب بل صدق الطاعة لله ولرسوله واله الأطهار، واقتفاء اثارهم فيما ورد من مناهج الحياة المختلفة من اداء الواجبات وترك المحرمات والتخلق بأخلاقهم وآدابهم {ياليتني كنت معكم فا فوز فوزا عظيما}"، لافتا إلى انه "لا يمكن الكشف عن صدق الرجاء المذكور الا ان يكون في كل زمان أولياء وأئمة أطهار يسيرون على نهجهم ويعملون على إصلاح مجتمعهم".

وقال ممثل المرجعية، إن "اختبارنا بمدى طاعتنا للأولياء والانقياد لمنهجهم وتبعية أعمالنا لما ينشدون إليه ويأمرونا به، قد شاء الله تعالى ان يكون اختبارنا بقوم اختاروا العنف والتوحش والاعتداء سبيل لدعوتهم فكانت عصابات داعش أوضح مصداق لذلك، وكان الرجال من المقاتلين في الجبهات النموذج الأمثل فيما صدق بدعوى ولائه للإمام الحسين عليه السلام، ومن يساندهم بالمال والسلاح".

وأضاف، "لقد شاء الله بتجاوز أهل الولاء والإيمان للتحديات الصعبة وانفتاحهم على المجتمعات الأخرى مع إبراز قيم الإيثار والبذل والعطاء ان تأخذ المسيرة الأربعينية طابعا عالميا لفت إليها الكثيرون من شعوب العالم"، موضحا "ان الله هيأ لكم فرصة ثمينة للتعريف بقضاياكم وتعريف العالم بالمبادئ الإنسانية فاغتنموا هذه الفرصة وأحسنوا استثمارها فهذا مدعاة على تعزيز الثقافة الإسلامية الأصيلة على الساحة العالمية واحترام الشعوب، فالله الله في حفظ هذه القدسية ولا تسمحوا للبعض أن يخدشوها ببعض السلوكيات والتصرفات غير المناسبة".

وتابع، "وحببوا لقول وعواطف هذه الشعوب بإظهار سمو الزيارة وقداسة شعائرها وابرزوا مكارم الأخلاق فيها، واعملوا على ضبطها بما لا يخرجها عن المحددات الشرعية".

وتوجه ممثل المرجعية الدينية العليا، بخطابه إلى الزائرات من النساء، مّمن يشاركن بمسيرة الاربعين، قائلا :"نؤكد على المؤمنات المشاركات في هذه المسيرة المباركة بان مواساة نساء أهل البيت وخاصة السيدة زينب عليها السلام في مسيرها نحو كربلاء لا تتحقق إلا برعاية العفة والحجاب وصون اللسان والعين من الحرام والله الله في حجابكن وعفتكن وستركن فالمؤمنة الموالية حقا هي التي تراعي مقتضيات العطاء في تصرفها وسلوكها وملابسها وتجنب الاختلاط المذموم والزينة عنها".

واكد على سلوك "طرق المسيرة التي يتواجد فيها من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية لتبليغ الأحكام الشرعية وإرشاد الزائرين بما فيه رشدهم وحلالهم وإقامة الصلاة جماعة في أوقاتها"، مضيفا "ونوصي الزائرين باستثمار هذه الفرصة في التعرف على أحكام دينهم وسيرة أئمتهم والاسترشاد بما يقدمه المبلغون من مواعظ وإرشادات حتى يرجعوا بعد الزيارة وقد نهلوا من معارف أهل البيت عليهم السلام وتزودا بالتقوى لعلهم ينتفعون بذلك في هذه الحياة".

وأوصى ممثل المرجعية الدينية، أصحاب المواكب والرواديد وهم يقيمون مجالس العزاء الحسيني بان "يجعلوا في شعاراتهم وأشعارهم مساحة وافية لتمجيد بطولات وتضحيات أحبتنا في ساحات القتال، الذين يجسدون مبادئ الإمام الحسين {ع} في واقعة الطف في مقارعة الظالمين والتضحية في سبيل إحقاق الحق وإبطال الباطل".

وأكد على "الاهتمام في رفع صور الشهداء الإبرار وذكر أسمائهم في الطرق التي يسلكوها المشاة الى كربلاء لتبقى صورهم وأسمائهم ماثلة في النفوس، ويتذكر الجميع ان بتضحيات ودماء هؤلاء يتسنى للمؤمنين اليوم المشاركة في المسيرة الاربعينية في امن وسلام".(9863/ع940)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.