ودعا المفتي قبلان إلى “تعاون الجميع، وتسهيل عملية تشكيل الحكومة، وعدم وضع العصي في الدواليب، لأن ما ينتظرنا أكبر بكثير من عملية توزيع الحقائب وتقسيم الحصص، فمخاض الدولة عسير، وأوضاع الناس الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية يرثى لها ولا تحتمل المزيد من الشلل والتعطيل والانقسام والصراع، بل أصبح من الضرورة أن نخرج من المناكفات بروح وطنية عالية ومسؤولة لبناء هذا البلد وحمايته، سيما أن الأوضاع في المنطقة ضبابية، ولا أحد يمكنه أن يتكهن بما قد تؤول إليه”، مشدداً على “أهمية التكاتف وتقديم التضحيات لإنجاح هذا العهد، الذي نتمنى أن يكون عهدا وطنيا بامتياز، تتضافر فيه الجهود، وتتنافس على إعادة إحياء ثقة الناس بهذه الدولة، التي حولها الصراع السياسي والطائفي إلى مزارع هدرٍ وصفقات ومحسوبيات وفساد ونهب للمال العام والخاص”.
ووجه المفتي قبلان خطابه للجميع بالقول”تحرروا من القيود الطائفية والمذهبية، واعملوا معا بالتكافل والتضامن على قيام دولة قوية وقادرة، تبدأ بحكومة وفاق وطني، يكون من أَولى اهتماماتها إقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية التي وحدها تشكل المدخل الصحيح في عملية بناء السلطة، التي نريدها حاكمة غير متحكمة، في خدمة ناسها، بعيدا عن منطق الاستبداد والاستئثار والمحسوبيات، فبلدنا مهدد، وأمننا مهدد، واستقرارنا مهدد، وما جرى من انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، بعد انفتاح اللبنانيين على بعضهم وتصميمهم على تطبيق الميثاقية، يؤكد أن لبنان لا يقوم إلا بالشراكة ذات الحس الوطني، وهذا يفترض بالحكومة المزمع تأليفها أن تلحظ لبنان وطنا لبنيه، وعدوا لإسرائيل، وشريكا بمحاربة الإرهاب، وأن تكسر الحواجز المصطنعة، حتى تعيد الأمل بأن هذا البلد سيقوم مجددا بهمة أبنائه”.
وأكد “أننا مع تأليف حكومة وفاق وطني، وبيان وزاري يحدد خريطة مصالح لبنان انطلاقا من همومه ومصالحه وظروفه والمخاطر المحدقة به، على قاعدة لبننة المصالح الداخلية والخارجية، بعيدا عن لعبة استثمار السلطة والأدوار، وهذا يفترض تثبيت أمرين أساسيين، التأكيد على الشراكة الضرورية والنهائية بين الجيش والشعب والمقاومة كأساس لحماية لبنان، وتأمين أكبر تضامن وطني وحكومي وسياسي للقيام بورشة إصلاح سياسي ومالي واجتماعي يحول دون سقوط لبنان”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)