وقال دريان: "ان المجتمع الذي تخلو منه الرحمة، لا يمكن أن يكون مجتمع سلام، بل لا يمكن أن يكون مؤمنا بالسلام، ولا داعيا إليه، فالرحمة والسلام وجهان لحالة واحدة".
أضاف: "يواجه عالمنا اليوم ظواهر زيادة التداخل بين الشعوب المختلفة الأديان والعقائد، ليس فقط من خلال العولمة بكل مظاهرها وآلياتها المتقدمة، ولكن أيضا من خلال الهجرات البشرية شرقا وغربا".
وتابع: "هذا التداخل يمكن أن يؤدي إلى أحد أمرين: إما إلى الصدام، وبالتالي إلى العنف والتقاتل، وإما إلى التفاهم والتعايش بسلام ومحبة. ويشهد تاريخ الإسلام من الصين حتى إسبانيا بالسماحة والاعتراف بحق الآخر بالاختلاف. وهو اعتراف يقوم أساسا على مبادئ الإسلام التي تؤكد السلام والرحمة بين الناس، والتي تؤكد كذلك أن الإنسان مكرم من الله، وأن هذا التكريم ليس مرتبطا بالإيمان بعقيدة معينة، أو بالانتماء إلى جنس معين، ولكنه تكريم للذات الإنسانية "ولقد كرمنا بني آدم" وبنو آدم يعني كل البشر، بصرف النظر عن عقائدهم وأجناسهم".
وختم دريان: "ان تجربة العيش المشترك في الشرق الأوسط، بين المسلمين والمسيحيين، وبخاصة في بلدنا لبنان، تقدم نموذجا حيا على أن الاختلاف الديني ليس مشكلة في حد ذاته وأنه ليس سببا للصراع، إذا ما بقي تحت مظلة التراحم والتحابب والإيمان بالله الواحد".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)