التقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الجمعة جمعاً من اعضاء قافلة التقريب المشاركة في مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع)، لافتاً الى أن ثمة تأكيداً كبيراً في القرآن الكريم وسنّة الرسول الاكرم (ص)، بأن خطر التفرقة والتشتت يعد من اعظم الاخطار التي تهدد الامة الاسلامية.
ولفت آية الله الاراكي الى أن مهمة الانبياء على مرّ التاريخ تتمحور حول اقامة الدين والسعي للحيلولة دون التفرقة في الدين.
واشار سماحته الى الآية 13 من سورة الاسراء « شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّي بِهِ نُوحاً وَ الَّذي أَوْحَيْنا إِلَيْکَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهيمَ وَ مُوسي وَ عيسي أَنْ أَقيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا»، موضحاً: يستفاد من هذه الآية أن " اقامة الدين " تتعارض مع " التفرقة في الدين"، أي اذا كانت ثمة تفرقة في الدين، فلن تتيسر اقامة الدين دون شك.
وأوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية: أن هوية المجتمع الاسلامي رهن بولاية محمد (ص) والارتباط بشخصية الرسول الاكرم (ص)، اي أن الرسول الاكرم (ص) هو مصدر وملهم الهوية التي تدعى هوية الاسلام .
واضاف سماحته: الرسول الاكرم (ص) هو ( الأب) بالنسبة للامة الاسلامية، وكونه ( الأب ) فان الذين ينتمون الى هذه الهوية كلّهم ( اخوة ).
واستطرد آية الله الاراكي: ثمة تأكيد ملفت في القرآن الكريم وفي روايات كثيرة، بأن هناك سبل واساليب لتحقق الوحدة والحيلولة دون التفرقة. عندما يتحدث القرآن الكريم قائلاً «واعتصموا بحبل الله جمعیاً و لاتفرقوا»، فأنه يلفت الى السبيل و النهج، أي أن ثمة حبلاً يشكل التمسك به حائلاً دون التفرقة.
وتابع سماحته: أن الذي يلهم الوحدة هو محمد (ص) وآل محمد (عليهم السلام )، ولهذا فان الذين يتطلعون الى إثارة التفرقة يحاولون ابعاد المسلمين عن الرسول الاكرم (ص) وعن أهل البيت ( ع ) كي يتسنى لهم بث التفرقة وإثارة الاختلاف، ولهذا فإذا كانت مودة محمد وآل محمد (ص) هي الملاك والمعيار، فأنهم لن يوفقوا الى بث التفرقة مطلقاً.
وأوضح آية الله الاراكي: من المعلوم هناك نوعان من الأجر، احدهما أجر اعتباري أو بناء على اتفاق وعقد، نظير الأجر الذي يتسلمه عامل ما، والآخر أجر حقيقي مقابل عمل ما. وعليه فأن وحدة الامة الاسلامية إنما هي نتيجة حقيقية لزحمات الرسول الاكرم (ص). فإذا ما توحّد المجتمع الاسلامي فهذا يعني أن زحمات الرسول الاكرم (ص) لن تذهب هدراً.
وأضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية: ولا يخفى أن زيارة اهل البيت (ع)، وزيارة الرسول الاكرم (ص)، إنما هي تعبير عن المحبة والمودة.
جدير بالذكر، أن قافلة التقريب تضمّ ثمانين شخصية من علماء الدين السنة والشيعة من مختلف محافظات البلاد، توجهت الى العراق للمشاركة في مسيرات اربعينية الامام الحسين عليه السلام.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)