13 November 2016 - 17:22
رمز الخبر: 425459
پ
وكيل السيد السيستاني:
في ثاني أيام زيارته للعاصمة الفرنسية، أجرى وكيل سماحة السيد السيستاني، حجة الإسلام والمسلمين، السيد جواد الشهرستاني، اجتماعات وحوارات مهمة مع كبار شخصيات الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا.
 السيد جواد الشهرستاني

وبدء إن السيد الشهرستاني جولته في اليوم الثاني من حضوره بباريس، بزيارة المركز التعليمي الكاثوليكي، حيث استقبله البروفيسور هنري دولهوك، ثم حضر أحد صفوف الدرس محاورا أساتذه وطلاب العلوم الدينية المسيحية، حسب وكالة شفقنا.

وفيما عبر السيد الشهرستاني عن شكره لحفاوة الاستقبال، أكد على ضرورة التعمق في فهم الإسلام وبذل مزيد من الجهود للتعريف بمدرسة التشيع في الغرب، داعيا إلى تعزيز نطاق التواصل بين الكنيسة الكاثوليكية والأساتذة والمتخصصين الشيعة.

التعايش السلمي لمواجهة التطرف

بعد زيارته للمركز التعليمي الكاثوليكي، حضر ممثل المرجعية العليا، في مجمع الكرادلة الفرنسيين، حيث استقبله رئيس أساقفة فرنسا، وتم مناقشة عدة قضايا مثل التعاون العلمي الديني لمواجهة التيارات المتطرفة، وأهمية التحاور مع كبار الشخصيات الشيعية، وكذلك أهمية مدرسة التشيع للتعريف بالإسلام.

وقد شدد السيد الشهرستاني على ضرورة الاهتمام بالقضايا الدينية المشتركة والحفاظ على حرمة الأديان وأتباعها، معتبرا “الحوار” أفضل السبل لمعرفة الآخر وسيادة الاعتدال والعقلانية ونفي التطرف.

وفيما دعا وكيل سماحة السيد السيستاني، رئيس أساقفة فرنسا إلى زيارة إيران، بين إننا نحن الشيعة نتبع ونسير على خطى أئمة هم أسوة في المودة والإنسانية وحسن معاملة أتباع الديانات التوحيدية، ولا مكان للعنف والتطرف وإساءة معاملة الآخر في مدرسة التشيع.

وقال السيد الشهرستاني إننا لا نعتبر المتطرفين الذين يتظاهرون بالانتماء إلى الإسلام، أمثال داعش وغيرهم، من المسلمين، كما إننا لا نحمل مسؤولية تطرف بعض المتظاهرين بالنصرانية إلى الديانة المسيحية، مبينا إن الشيعة يتبعون الإمام علي عليه السلام وهو القائل “الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، وقد تعلمنا منه أن نجعل الإنسانية مبدأ للتعامل مع الآخرين، وأن نحترمهم ونحترم حقوقهم على أي حال.

كما صرح رئيس أساقفة فرنسا إننا أدركنا أهمية التعرف على التشيع والتواصل معه عبر ما سمعناه من الأب هنري دولهوك بعد أن نقل تجارب سفره إلى إيران، فهناك الكثير من المشتركات التي تجميع بيننا وبينكم، يمكن أن نستثمرها لمد جسور التواصل والصداقة والتعايش السلمي، وكذلك مواجهة التيارات المتطرفة.

التشيع مدرسة الحوار

كما اجتمع ممثل سماحة السيد السيستاني مع مدير شؤون الكنائس الكاثوليكية ورئيس دائرة الارتباط المسيحي-الإسلامي فنسان فرولوي.

وبين السيد الشهرستاني إن تعاليم أئمة الشيعة لم تغفل الاهتمام بأتباع الديانات التوحيدية، فالإمام الصادق عليه السلام دعا أصحابه إلى أن يكونوا زينا للتشيع، لا أن يكونوا شينا، وقد أمرهم بأن يقولوا للناس حسنا حفاظا على سمعة التشيع، مضيفا إن الشيعة ومن هذا المنطلق طالما التزموا بتعاليم أئمتهم لمعاملة أتباع الديانات الأخرى بالسلوك والأخلاق الحسنة إيمانا والتزاما.

وختم السيد الشهرستاني حديثه متناولا مقتطفات من كلام أئمة الشيعة حول أهمية التعايش السلمي، والمودة، واحترام الآخرين، مشيرا إلى توجيهات المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني عندما هاجم داعش الأقليات الدينية كالمسيحيين والإيزيديين في الموصل، مبينا إن سماحته طالب العراقيين بتوفير المأوى لهم وأمر شخصيا بإسكان النازحين المسيحيين والإيزيديين في المجمع السكني الذي كان قد شيد لطلبة الحوزة.

هذا وقد أشار مدير شؤون الكنائس الكاثوليكية إلى أهمية مدرسة التشيع وما نشره المركز من مقالات حول التشيع، مشددا على ضرورة تطوير التعاون العلمي بين المراكز والعلماء الشيعة والمسيحيين.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.