افاد مراسل وکالة رسا للأنباء ان المرجع الديني آية الله سبحاني ابدى قلقه ضمن محاضرة درس الخارج التي ادلى بها في مسجد اعظم بمدينة قم المقدسة عن خلو المدن من الفقهاء وعلماء الدين.
وقال سماحته: خلت مدننا عن الفقهاء واذا احد ما اخذ يقارن الظروف الحالية الطاغية في محافظته بما کانت عليه في الخمسين سنة الماضية لاستكشف مدى الظروف المأساوية الراهنة ومدى خطورتها.
واضاف استاذ البحث الخارج في قم المقدسة: انه لا مناص من تحصين المدن عبر تربية الفقهاء وتأصيل العمل التعليمي في نسقنا الدراسي.
وتابع المرجع الديني اية الله سبحاني: اليوم الدراسة لا تؤخذ بمحمل الجد واذا عانت المؤسسات التعليمية من العاهة هذه لا يستطيع الفقيه ان يحصن المجتمع ويحافظ على سلامته، فالحصن معناه انسان يکافح من اجل تمرير الدراسة ويزکي نفسه ولا يسمح للاعداء ان ينتهکوا المجتمع و قيمه الرصينه.
وقال: ان المطلوب من طلبة العلوم الدينية هو الجهد والمثابرة في الدراسة وحب الدراسة حبا جما فما نراه اليوم والطاغي في المشهد الحوزوي هو التقاط علوم نزيرة من هنا وهناك ومن ثم الهروع الى العمل التنفيذي والاداري. اذن من سيشرف وسيرعي المساجد والمنابر والحوزات والبحوث الاسلامية.
سماحة آية الله سبحاني ضمن تناوله موضوع البحث والدراسة بين: ان اغلبية الطلاب لابد ان يميلوا لطلب التفقه في الدين واتقان التفسير واصول الدين ليستلموا زمام قيادة المجتمع. ليس لزاما على الکل امتهان العمل الاداري فمع اعترافي بضرورته اؤكد على ان الاشراف على حصانة الدين وسلامته وعلاقة الناس به من واجب الاغلبية العظمى من طلبة العلوم الدينية.
واعرب: ان الحفاظ على نظامنا مرهون بدين الناس واذا تمسك الناس بالدين سيصان نظامنا من کيد الاعداء وخلافا لهذا اذا امسکنا عن اداء واجبنا وتضائلنا سينتهکون دين الناس وسيضعف الشعور الديني عند الشباب وسيخرق الالحاد بيوت الناس وسينتهك نظامنا.
وتابع المرجع الديني اية الله سبحاني: لقد جاء في الروايات ان العلماء حصون المدن فعليهم صد خرق الاعداء لعمقنا الديني والثقافي. فاعداءنا کثيرون في هذا الزمن وآلياتهم وفيرة لضربنا کالعالم الافتراضي وما شابه ذلك. ولهذا علينا ان نعي ونحافظ على وعينا مهما کانت الظروف وينبغي علينا ان نواجه العدو باساليبه وآلياته.
وافاد سماحته: يروي السيد عبدالحسين الجبل عاملي انه عند مغادرتي النجف قاصدا الوطن شاهدت الشيعة يوظفون في مهن مهينة والاخرون يوظفون في المشاغل الشريفة فعندما تحريت الواقع رأيت ان الثقافة هي سر نجاحهم وتفوقهم على الشيعة، فحاول هذا الرجل العظيم ان يثقف الشيعة ويخرجهم من الجهل الى طرق العلم والنجاح عبر تشييده مدرسة.
وختم المرجع الديني سبحاني قائلا: ان العدو اليوم يخوض حرب باردة تعتمد کل الاعتماد على الاعلام والدعاية وعلينا ان نحذوا حذوهم ونقوم بتوعية الناس عبر طرق ممنهجة وسليمة. نحفظ القرآن والاحاديث عن ظهر قلب ونکيف نفسنا مع ظروف العالم المتحدث في کل آن ونجهز انفسنا بالعلوم الحديثة. هذا لم يحصل الا عبر تحفيز المجتمع على التعلم وتلقي المعلومة بلهف وعفوية.(986/ع940/ك438)